facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لو كانت البترا عند غيرنا .. !!


أ.د عمر الحضرمي
31-01-2010 03:12 AM

لن ينسى أحد من الأردنيين تلك القفزة التي قفزها في الهواء أسامة الدباس الذي كان وزيراً للسياحة، يوم أن تسلّم الشهادة التي سمّت البترا الأعجوبة الثانية من عجائب الدنيا السبع الحديثة. ولم ينس أي منا كيف انحبست أنفاسنا ونحن ننتظر نتائج التصويت الذي رافق التنافس الدولي، حول احتلال أحد المراكز السياحة التراثيّة التاريخية، التي تنقل الأثر من الحالة الاعتيادية إلى الحالة التميّزية؛ والتي تسجّل حضارة الموقع وأهله عبر الأجيال لترتحل من السكون والجمود إلى حركة الانبهار والإعجاب.

البترا جاءت في المرتبة الثانية، وأصبحت مَعْلَماً مذكوراً في كتاب حضارة البشر، كأحد المساهمات غير المسبوقة في تخليد العبقرية النبطية التي حوّلت جبال الحجارة الصماء إلى لوحات من الاقتدار الفنيّة الرائعة، التي اختلط فيها اللون الوردي باستنهاض الفجر والشروق والصبح، لتمثل كلها صورة من الاندماج والتجاذب التي سطرت سفراً لا مثيل له من السرد الحضاري الجاذب.

ولكن ما أن أنصف الناس هذه الأعجوبة، وأخرجوها من طيات الهامشيّة إلى سّنام الشهرة، وما أن خرجت الحجارة الصماء عن صمتها، لتنادي بأعلى صوتها إني أنا هنا، وإني أنا ابنة الفكر والفن والتحمل والجمال، حتى أعدناها بِمَلْكِنا إلى صمتها.

لقد ظلمنا البترا، فلو تركناها كما كانت عليه، دون أن نوقظ فيها حسّ التميّز، لكان أفضل واشرف لها. ولكنا هززناها حتى استفاقت، وجالت بنظرها في كل الاتجاهات، ونفضت عن ثيابها تراب النسيان والإهمال، ورقصت منتشية بأن العالم أدرك عظمتها، منتظرة أن تُنيخ على أعتابها الركبان من كل حدب وصوب. ما أن كان ذلك، حتى أدرنا ظهورنا لها وشددنا وسْطها لتقع على وجهها ثم لتذهب في سبات عميق إلى أن يبعث الله لها من يقدّر عزّها.

منذ تاريخ انتصارها على كل من نافسها، ومنذ أن أصبحت أعجوبة كونية ماذا فعلنا لها؟ لقد قصّرت كل الأجهزة ابتداء بوزارة السياحة وانتهاء بالدولة بحق البترا.

كنا ننتظر أن تُعقد الندوات السياحية والمؤتمرات العلمية، وأن يتقاطر أهل الأرض ليزوروا هذه الأيْقونة، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث. وكنا نظن أننا سنضطر إلى أن ننشئ مؤسسة خاصة مهمتها تسويق البترا في المحافل الدولية، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث. وكنا نخمّن أن البترا ستسبق كثيراً من المعالم السياحية في هذه الدنيا التي لا تمثل شيئاً أمام هذا المشهد التاريخي الهائل، فأعمدة الأكروبولس، وبرج بتزا المائل، والصخرة التي كثر الحديث عنها في إحدى دول أمريكا اللاتينيّة لا قيمة لها أمام البترا، إلا أن كل موقع من هذه بقي أهم بكثير من موقع البترا.

إننا نملك ثروات تاريخية وسياحية هائلة، ولكننا، في ذات الوقت، نملك قُدرة غير مسبوقة على الإهمال. فعلى الأرض الأردنية هناك أكثر من مئة ألف موقع تاريخي واثري وسياحي وديني وتراثي، ولكن كثيراً من هذه المواقع لا يعرفها إلا نفر قليل من الذين يسكنون حولها.

على تراب الأردن دارت معارك مفصلية في تاريخ الإسلام، ولكن أين معرفة الناس بذلك عدا ذلك الجهد المشكور الذي قامت به وزارة الأوقاف التي اهتمت ببعض المعالم الإسلامية التاريخية.

نسألكم يا ملوك الأنباط، يا حارث الأوّل والثاني والثالث والرابع ويا مالك الأوّل والثاني ويا عبادة الثاني ويا رب أيْل الثاني، نسألكم جميعاً العذر، ونحن نسمع صراخكم يصم آذاننا وأنتم تقولون، يا خسارة، لو كانت البترا عند غيركم لحملت رسماً آخر ووجهاً آخر وهوية أخرى.

الرأي





  • 1 مهنـــا 31-01-2010 | 10:17 AM

    الله يعطيك العافية يا دكتور على هالكلام ... معك حق بكل كلمة ذكرتها ... نحن نستغل الاعلام بالشكل الخاطئ .. نستغله لاعلانات .. نحيد عن الطريق و ننسى ما علينا ,,, مشكووور

  • 2 بترا أحمد 31-01-2010 | 10:41 AM

    البترا يادكتور عمر ماهي الا بقرة حلوب لمن يمتطي صهوتها .... ثم يحصد ما يحصد من السمعة والمكانة الاجتماعية والمال الوفير ومن يعيش معهم من موظفين ومستثمرين محدودي العدد ، يجيء هؤلاء ويذهبون ويحصدون الخير الوفير ويبقى الفتات ان بقي لأهل المنطقة والبترا دونما أثر يذكر في تطوير المنطقة واستغلال الاموال لخدمة المنطقة وأهلها الايتام في مأدبة .... ، وسنبقى نحاور ونداور مكاننا بدون جدوى .

  • 3 123 31-01-2010 | 12:49 PM

    كل الشكر للكاتب,,,,,,,,الكلام ينطبف على كل آثار الاردن الحبيب

  • 4 ابن البترا 31-01-2010 | 01:09 PM

    د. الحضرمي تحية وبعد
    لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي، فوزارة السياحة شغلها الشاغل مناكفة كل من يقدم أفكاراً لتطوير البترا
    وأزيدك من الشعر بيتاً فالبترا انصفت عالمياً وظلمت محليا ووطنياً

  • 5 هاني العوران 31-01-2010 | 02:15 PM

    بعد ان اصبحت من عجائب الدنيا حان وقت السبات الى ما بعد 1000 عام

  • 6 أكثم خليفات - الدمام 31-01-2010 | 03:41 PM

    والله معقول - بدها فزعة الشباب في المفوضية - فالوزارة لا علاقة لها بالموضوع الآن والحمد لله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :