facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يفعلها أبو طارق ؟


كامل النصيرات
15-06-2020 09:18 AM


حين أجلسُ إليه؛ أنسى نفسي. فأبو طارق من القلائل الذين يجب أن تكون بكامل جاهزيتك الذهنيّة كي تستفيد من جولته في الحديث فهو يضع الأردنّ كلّه بين يديك. يحدّثك عن طيبة الناس أيّام زمان وعن ألفتهم وكيف كانت حياتهم. يحدّثك عن قامات كبيرة وكيف يتصرّفون وقت الشِّدّة. يحدّثك عن هذا الزمن وكيف اختلفت الناس واختفت فيها أشياء لا بدّ من وجودها.

ابو طارق أو القاضي السابق جميل الرحامنة الذي عايش ثلاثة أجيال وما زال يتفكّر في تفاصيل الانقلابات الاجتماعيّة التي حدثت وما زالت تحدث. حين تنظر إليه وهو يفكّك لك لماذا حدث كذا ولماذا يجب أن يحدث كذا؛ ترى نفسك تلميذاً ينصتُ بخشوع لأستاذٍ جمع الخبرة والحكمة ويريد أن يهربهما إليك دون تلقين أو احتكار رأي.

اجالسه في اليوم مرّة أو مرتين . أحاول أن أستفزّه كلّ يوم بأسئلتي كي يخرج لي من كنوز معرفته وأنا أُلقّط منها ما استطيع. فأجزاء كثيرة وكبيرة من تاريخ الأردن الحديث لا يعرفها الكثيرون من هذا الجيل أو حتى من جيلي؛ وهو عايشها وسمعها من أصحابها ولديه في كلّ مدينة حكاية أو حكايتان على الأقل وإن كانت عمّان والسلط والأغوار هي النصيب الأكبر؛ و (يرقا) القرية الأردنية التي ورث فيها الوجاهة من أبيه (أحمد العلي) هي قلبه النابض حين يسرح فتيمِّم إليها عيناه فيعود إلى هناك متذكّراً الناس وأحوالهم.

صار يومي لا تأتيه اللذّة إلا حين استمع إلى حكاية عميقة من حكايات (أبو طارق) ؛ إلاّ حين أراه يستطرد بصوته الرجولي الخشن وهو يروي بعنفوان وشموخ. وساعتها أتحسّر على هذا التاريخ الذي يجب أن يُجمع من شتات الذاكرة ويجب أن يعرف هذا الجيل والأجيال السابقة كيف تأسس الأردن وكيف كانت أحوال الناس وكيف كانت أخلاقهم؟ يجب أن يطاوعني (أبو طارق) لنبدأ رحلة التدوين. فالرجل الذي قال عنه وجيه لوجيه آخر: (لو إيش ما بتعملوا ما بتلحقوا ملح زاده). حريٌّ به الآن أن يتفرّغ لكتابة الذي لا يعرفه الناس وهو الحافظ للشعر والأدب ولتفاصيل الناس. وهو المثقف الذي خالط أقواماً وأقواماً بكل الأزمنة التي عاشها.

من يقنع (أبو طارق) ليفعلها ويدوّن؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :