facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القدر المثقوب


علاء مصلح الكايد
15-06-2020 08:46 PM

يؤمن العقل الباطن لكل أردني وأردنية ، مقيم أو مغترب ، بأن مالية الدولة الأردنية أشبه بالقدر المثقوب ومهما بلغ المال المودع فيه سيبقى هناك هدر من جهة ، ومال بعيد المنال مُحَصَّنٌ من المَسّ لعلّة التهرُّب أو التجنُّب تحت عنوان النفوذ .

اليوم ، وبعد أن باتت مطاردة مال الدولة - مال الشعب - أمراً مفعولاً ، نكون قد إقتربنا من الشعور الذي يفترض فيه وأن يكون إعتياديّاً ، فالجميع تحت القانون ، والمنافسة الشريفة هي الأساس ، والعبء الضريبيّ واجب التوزيع بعدالة ، ولا شكّ أنّنا في بداية المشوار وما زال أمامنا الكثير ، وحسبنا أن يصبح هذا واقع يعيد الأمل لمن غلبه اليأس .

كما أننا اليوم ، بأمسّ الحاجة لـ" تسليف " الثقة مرحليّاً ولا أقول منحها لمن يعملون على الجباية ، أو على الأقلّ ؛ تركهم يعملون بلا تشويش والتعاطي مع الوضع المستجدّ بإيجابيّة حماية لحقوق الطبقات المرهقة والأمن الإجتماعيّ ومستقبل الأجيال .

وعلى ذات الصعيد ، لا بد من الإقرار بأنّ لمارد الفساد مخالب وأشواك ، وتتطور هذه الوسائل مع تطور الزمان ، وكما أننا نعيب إغتيال الشخصية فإننا نحذّر من تداول الدعاية الهدامة التي تسعى لإجهاض الجهود ووأدها ، فكلا الأمرين قد يتم تداوله بلا إمعانٍ في المضمون ، ويقتصر أثر الأول - إغتيال الشخصية - على فردٍ أو جماعة بينما يشمل الثاني بأثره وطناً بأكمله ومسيرة دولة قد تُتَّهَم زوراً بالشخصنة أو تصفية الحسابات .

ما كان اليوم كان الأصل وأن يكون منذ زمن بعيد كي يستقرّ ويؤتي أُكُلَه ، فالمديونية وثقل العبء الضريبي والإثراء على حساب الخزينة شكاياتٌ شعبيةٌ مستمرّة أوهَنَت الشعور الوطنيّ ورسّخت أفكاراً لا يريد أحد أن يتخيلها ، تارة بأن الحكومات تحمي الفساد أو شريكة للمفسدين ، أو أن ما يجري سياسة تجويع مقصودة خدمة لمصالح أعدائنا إلى غير ذلك من إفتراءات وإفتئاتات .

والحقيقة الظاهرة ، أن التوجيهات العليا والواجبات الدستورية ثابتة لا تتغير ، لكن إستخدام الأدوات هو ما كان يعاني الضعف والتردّد والتراجع ، وإذا كان هناك ما يضر الإستثمار ويطرده فهو الفساد بكل أشكاله ، وأحدها التهرب والتجنب المتعارضان مع أصول المنافسة المشروعة واللذان يصنّفان المواطن لدرجة أولى أو ثانية بقدر خضوعه للقانون أو تنصّله من أحكامه ، وللدلالة على صحّة هذه النظرية فقد تعاظم حضور الإستثمار في الفترة التي شهدت فيها المملكة تقدماً على مؤشرات مدركات الفساد العالمية ، وجاء العكس بعدها بالعكس .

الخلاصة ، ذُكِرَ المال كأوّل زينة ‏في الحياة الدنيا ، لذا فإنّ إنتزاعه يزداد صعوبة من الأيدي المغلولة الجشعة ، وليدرك الجميع بأنّ ‏الدولة لا تملك حقوقاً كي تتنازل عنها أو تتراخى في استعمالها بل هي تمارس واجبات مكلفة بأدائها تحت طائلة الدستور والقوانين والقضاء ، وهي هنا ‏جابٍ مكلف بتحصيل الاموال التي يفترض فيها وأن ترصد لخدمة المواطن بالآلية القانونية العادلة ‏لا المشوهة التي عوقب فيها الملتزم وكوفيء عبرها المذنب فزاد الأول ضنكاً والثاني ‏سِعَةً .

آخر الدّواء الكَيّ ، فلتعد الأمور اللي نصابها الصحيح حفظاً لديمومة الوطن وصوناً لمصلحة الأجيال.

والله من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :