facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد وهيب .. صمود الفنان الأردني


29-06-2020 12:33 AM

عمون - من إبراهيم السواعير - يرقد الفنان محمد وهيب، أحد أهم روّاد الأغنية الأردنية، الوطنية والتراثيّة، على سرير الشفاء، ويستحقّ منّا هذا الفنان الذي جاوز الثمانين أن نقف إلى جانبه في محنته مع المرض، داعين له أن تعود حنجرته الذهبيّة التي غنّت أجمل الأغاني عبر أثير الإذاعة الأردنية منذ خمسينات القرن الماضي برام الله وعمان.

ونحن اليوم على أبواب الاحتفال بمئوية الدولة، نستذكر جنود الوطن من الفنانين الذين عاشوا عمرهم كاملاً، يغنُّون للوطن وقيادته ويصدحون للأرض والجيش والحبّ والجمال والفرح، تماماً مثلما غنّى ولحّن محمد وهيب الذي وقف على خمسين عاماً من الغناء وعاصر كوكبة من رواد الأغنية العربية والوطنية في عصرها الذهبي.

يمكن أن نكتب عشرات الصفحات في استعادة سيرة الفنان محمد وهيب ومشواره في غنائه لشعراء كبار، وإتقانه الموسيقى، واشتغاله في الإذاعة الأردنية مع زملائه الرواد، وشهادته على فترة التحديات من عمر وطننا المديد،.. لكنّ الأهمّ هو أن ننظر في مسيرة هؤلاء الفنانين، على أنّهم جزء من خطّ الدفاع عن الوطن وترسيخ الكلمة العذبة والرومانسيّة الجميلة، لدرجة أنّهم كانوا يتخللونا على الشاشة الصغيرة، وكانوا معروفين لكلّ أفراد العائلة التي تحفظ أغانيهم وتألف صورهم، بكامل بهاء ذلك الزمان، فهل نكون والزمن عليهم، في خضمّ هذا الاضطراب الحاصل في المفاهيم والفرح والأحزان والثقافة والاختراق الثقافي والأجندات القاسية التي مُنيت بها الأوطان وما تزال تقاسيها ليل نهار؟!

في الواقع مشكلة الفنان الأردني دائماً في شكواه الماديّة بين نقابته ووطنه وزهد الجمهور به، وأقلّ ما يقال إنّ العيش الكريم والشعور بالذات أمام فورة وتدفق جيل الشباب بالأغنية الحديثة هو مطلب إنساني مهم، لفنانين حملوا مشعل الوطن وساروا "رزقهم كفافهم"، غير عابئين بمراكمة المال أو حتى بالادخار، وربّما لم يعد لديهم القوّة والجلد اليوم على مواصلة المشوار في ظلّ تزايد الأعباء والقنوط والقهر من مرّ الأيّام وقسوة الظرف وألم السنين.

لكنّها شهادة إنصاف لوزارة الثقافة وأمانة عمان في دعم الفنانين الرواد، من خلال متابعة الوزارة وبصمت للفنان الأردني، في حقول الغناء أو الموسيقى أو التمثيل أو الإخراج وغير ذلك من الحقول، وفي موضوع الروّاد فقد أنشأت أمانة عمان عام 2008 فرقة أسمتها فرقة الرواد كفلت لهم العيش الكريم ومنصّة الإبداع في حضور جميل في المدرج الروماني وفي غيره من المنصّات ذات الرائحة التراثية الأصيلة.

محمد وهيب.. زاملتُه شخصيّاً في أكثر من مخيم إبداعي أقامته وزارة الثقافة وتعرفتُ على روحه العذبة وحسّه الإنساني ومحفوظه الهائل لعبد الوهاب وفريد وعبدالحليم، ولنزار قباني وأحمد شوقي،.. والأهم أنّه كان محترفاً في الغناء وفي الموسيقى، وكان يحنو على الهواة والمبتدئين، ولا يمكن أن يتخلّى عن ابتسامته حتى وهو يعاني شوك المرض وتباريحه... شافاك الله وعافاك أيّها الفنان الكبير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :