facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة من تحت الماء إلى فالح حسون الدراجي ..


منجد جمال الدباس
21-12-2025 06:37 PM

حين ينهار التحليل، وتُستبدل الصحافة بالغضب

بدايًة عندما سمعت بالمقال المنشور عبر جريدة الحقيقة والذي حمل خطاب الكراهية المؤدلج انتابني فضول التعرف على السيرة الذاتية للكاتب فالح حسون الدراجي كونه ليس من الكتاب العراقيين المرموقين والمخضرمين مثل روفائيل بطي، صادق الأزدي، أو يولينا حسونه، انتابني شعور بالاكتئاب عندما قرأت السيرة الذاتية للكاتب الذي شق طريقه كلاعب احتياط بإحدى الأندية العراقية الشقيقة سرعان ما اعتزل الرياضة لأنه فشل ولن يفلح متجهًا إلى الشعر وكتابة كلمات لأغاني شعبية وغيرها لعلهُ يجد متسعًا لطريق أفضل من الرياضة لكن فالح لم يُفلح مرة اخرى وذهب ليتقمص دور الكاتب الصحفي التي أصبحت اليوم مهنة من لا مهنة له

فالح حسون الدراجي نسي ما قدمه الأردن واحتضنه ومد يد العون له ومساعدته وقت الشدة نسي الخبز والعيش والملح الذي قدم له في الأردن على الرغم من انضمامه إلى صفوف المعارضة الذي كان يحمل فكر طائفي إيدلوجي مأزوم.

فالح ....ما ورد في مقالك المنشور في جريدة الحقيقة لا يمكن التعامل معه بوصفه “رأيًا جريئًا”، بل يجب تسميته بدقّة: نص انفعالي قائم على التعميم، يفتقر إلى الحد الأدنى من الانضباط الفكري والمسؤولية المهنية الذي انتقل من خسارة مباراة كرة قدم إلى إعلان العداء لشعبٍ كامل، ثم تحميل الجغرافيا، والاقتصاد، بل وحتى الإرادة الإلهية مسؤولية هذه الخسارة، ليس تحليلًا ولا موقفًا وطنيًا، بل قفزة عقلية بلا شبكة أمان، يسقط معها المنطق قبل الخصم.

إن اختزال الملايين في هتاف مدرّجي، وتقديم هذا الاختزال على أنه “حقيقة” نفسية وسياسية، يكشف عن أزمة منهج لا أزمة مشاعر.

فالغضب مفهوم، أما تحويله إلى إدانة جماعية فهو فشل تحليلي صريح، لا يليق بقلم يفترض به أن يفرّق بين السلوك الفردي والهوية الجمعية.

الأخطر من ذلك، هو استدعاء الله في سياق السخرية من بلدٍ وفقره وموارده، وكأن الفقر علامة كراهية إلهية، وكأن الغنى شهادة اصطفاء.

هذا الطرح لا يسيء إلى الأردن وحده، بل يسيء إلى الفكرة الدينية نفسها، ويحوّل الإيمان إلى أداة شماتة، لا إلى منظومة قيم.
أما منطق “وليّ النعمة” الذي حضرت به العلاقات بين الدول، فهو منطق متجاوز أخلاقيًا وسياسيًا.

الدعم لا يمنح حق الإهانة، والمساعدات لا تُحوِّل الشعوب إلى مدينين في بنك الكرامة. هذا خطاب فوقيّ، لو طُبِّق على العراق نفسه، لكان أول الرافضين له هم العراقيون.

ثم إن استدعاء التجارب الشخصية المؤلمة، مهما كانت قاسية، لا يبرر تحويلها إلى خطاب كراهية عام.

فالصحافة ليست دفتر شكاوى، ولا منصة لتصفية الحسابات النفسية، بل مساحة مسؤولية عامة، وكل كلمة فيها لها أثر يتجاوز صاحبها.

الأكثر إرباكًا في النص هو محاولة تقديم الشماتة بوصفها موقفًا أخلاقيًا، وكأن الهزيمة الرياضية تفويض مفتوح لإلغاء الآخر أخلاقيًا وإنسانيًا.

وهنا يفقد النقد معناه، وتتحول اللغة من أداة وعي إلى أداة تحريض.

ختامًا..
الرياضة، في معناها الإنساني، مساحة لتخفيف الاحتقان لا لتفريغ الأحقاد المتراكمة. وعندما تُحمَّل مباراة كرة قدم كل هذا الثقل السياسي والاجتماعي والتاريخي، فإن الخلل لا يكون في النتيجة، بل في الوعي الذي يفسّرها ويستثمرها.

والغضب حين لا يُضبط بالعقل لا ينتج وعيًا… بل ينتج خطابًا هشًّا، عالي الصوت، ضعيف الحُجّة.

والكتابة، حين تتخلى عن مسؤوليتها، لا تُدين من تتحدث عنهم، بل تُدين نفسها أولًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :