facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارة الثقافة والتفكير خارج الصندوق


إبراهيم السواعير
28-09-2020 08:23 AM

نحن أمام جيلٍ جديد نعلم انشغالاته وظروفه وطرائق تفكيره وقربه من مصيدة الشبكة العنكبوتيّة التي باتت تلفّ حوله الخيوط غير الواهنة، إلا إنْ نحن فككناها أو عمدنا إلى قصّها بمقصّ الوعي والفهم والمكاشفة، لا بمقصّ الرقيب الذي بات لا يجدي نفعاً أمام سماء واسعة من الحريّات ومتاهات هذه الحريّات.

وفي خضمِّ انشغال أبنائنا عن النصائح الوعظيّة الجافة والمباشرة، وتحت إغراءات البريق "الأزرق"، يستعدُّ شبابٌ ويافعون بكلِّ تلقائيّةٍ ورغبة، لحضور درسٍ توعويٍّ في مجال الإعلام المعاصر ومواضيع أخرى أساسيّة وذات علاقة!

كما تفتح البوابة الإلكترونيّة "ثقتنا" ذراعيها لاستقبال المزيد من ضيوفها، الذين عرفت وزارة الثقافة كيف تدخل إلى قلوبهم الموصدة على عالمهم الخاص؛ فهم يشاركون بفاعليّة ويدعون جيرانهم وأقرانهم للاستفادة من الدرس الذي تتلوه دروس على مدار الأسبوع؛ تحفزهم إليها قطوف الجوائز التي تنمّي لديهم الذائقة والجديّة في المتابعة والتنافس الجميل الراقي والحضاريّ والمبني على معلومةٍ نبيلة.

وتستعدُّ أعمارٌ تملؤها الفرحة في أوّل طلعتها (14-30 عاماً)، للدخول إلى هذه البوابة؛ متيقّظةً في كلّ حواسّها لـ "تفهم" و "ترصد" أو "تشارك"، كخيارات تطرحها مسابقة "صدقني" التي تقدّم 50 جائزة أسبوعيّاً بقيمة 100 دينار، في مشاركة جميلة وتنمّ عن تركيز تصل فيه المعلومة إلى العقول والجائزة إلى الجيوب أيضاً، وهو تفكيرٌ "خارج الصندوق" يدعو إليه وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي؛ في رهانه الكبير على فئة عمريّة حسّاسة، تنشأ على معرفة مبكّرة بخطر الإشاعة والتضليل الإعلاميّ والتمييز بين الأخبار والذهاب نحو المستقبل بالثقة ذاتها التي تسمّت بها هذه البوابة.

ومنذ أزمة "كورونا" ووزارة الثقافة باتت "بيت خبرة" للتعامل مع الظروف المستجدّة في بثّ خطابها الثقافي والتوعوي والإبداعي، بل إنّه الاحتراف الذي تتوافر عليه في رؤيتها ولجانها العاملة والاجتماعات المكثّفة التي يعقدها وزير الثقافة في حراكٍ مستمر وقدح أفكار ومراجعة أساليب، بغية تحقيق الهدف المرسوم بمنهجيّة تعتمد الأسباب والنتائج، خصوصاً بعد النجاح الهائل والكبير في مسابقات كورونا: "موهبتي من بيتي"، و"كلّ مر سيمرّ: يوميات أديب في زمن الكورونا"، ومنصّات نشر الكتب إلكترونيّاً، والتدريب عن بعد بتفعيل مركز تدريب الفنون، وحفز كلّ ما يمكن أن يناله القنوط في كوادر وزارة الثقافة: البشريّة منها والماديّة.

على أنّ إدخال المنهج والأسلوب الحديث لتطبيق فكرة نبيلة وأصيلة مُتصوَّرة، أثبت نجاعته؛ خصوصاً حين يدخل "الفيديو" وسيطاً في التعليم والتشاركيّة بين من يبثّ الرسالة الثقافيّة ومن يتلقّاها، وحتى مع عدم وجود "كورونا" فإنّ دخول المعترك الرقْمي بات فرض عين على كلّ قادة الفعل الثقافي وإداراته المتعاقبة، ولذلك فإنّ فكرة الإيمان بهذا الدور كفيلة بأن توفّر للوزارة حلولاً كثيرة ونوعيّة، لأنّ السير في التطبيق سيكون سهلاً لمن توفّرت لديه النيّة للتواصل غير المنمّط أو التقليدي، فأنْ يقوم شابٌ في العشرينات أو قبل هذا العمر برصد شائعات يعتبرها "خطيرة" وماحقة، ويبعث معها أنفاسه المشفقة من خطرها، على منصّة "صدقني" بعد درسٍ حافلٍ بالفائدة يمكن الرجوع إليه في كلّ حين، فإنّ هذا معناه أن خطّة التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة التي نسير في مستهلّها المبشّر هذا، هي خطّة تستحقّ وزارة الثقافة أن تنفّذها بجدارة؛ طالما فهمنا الرابط القويّ بين الثقافة والإعلام، وهو ما تطرحه مرجعيات وزير الثقافة الطويسي الأكاديميّة والخبراتيّة ودراساته المبنيّة على الرقم الإحصائيّ والنسبة الدالة التي كاشف بها الإعلام والمهتمين والمثقفين من واقع دراسة منهجيّة علميّة قام بها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية لصالح الوزارة، بنيّة صادقة من الوزير ليعرف أين تقع هذه الوزارة في برامجها ومشاريعها وأين هي من جمهورها، خصوصاً حين كانت هيكلة الوزارة أمراً لافتاً ما تزال تلحّ به المخرجات الصادمة لهذه الدراسة.

ولنا أن نتصوّر حجم الفائدة بمجرّد أن نقرأ عناوين ومواضيع هذه المحاضرات الترغيبيّة والجادة في الوقت ذاته، حول أساسيّات الأمية الجديدة ومفاهيمها، وكذلك مفاهيم الصحافة والإعلام والإعلان، والاتصال، والإعلام المعاصر، ومعنى الأخبار، والثقافة المعلوماتية، والمهارات الأساسية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، والتحقق من مصادر الأخبار، والمواطنة الرقمية أمام التنمّر الإلكتروني، وكتابة الأخبار،..فجميعها مما يشعر مارُّ الطريق بجانب وزارة الثقافة، ناهيك عن التربويّ والإعلاميّ والمثقف والأديب والفنان والمفكّر والهيئات الثقافيّة، بأنّ هذه الوزارة جادّة ولا تجترّ كلاماً إنشائيّاً يخذل كلّ سطرٍ فيه الآخر أمام عصر الانفتاح والتطوّر والقراءة والمواكبة الموضوعيّة لكلّ هذه المتغيّرات.

وحين تكون الإجابات مبثوثةً في الدراسة قيد النقاش على المنصّة الإلكترونيّة، فإنّ حريّة الاختيار تعطي مجالاً أوسع ومراعاةً أكبر للاهتمامات، كما في مجال "أَفهمُ" الذي تُقدّم الأسئلة فيه على صيغة الاختيار من متعدد، أو في مجال" أَرصد" حين يجمع المشارك إشاعتين على نموذج مخصص يوضّح طريقته في التحقق منهما، أو في مجال "أُشارك" حين يبدع المتابعون في إنتاج فيديو لا يتجاوز دقيقتين ويشتمل على فكرة مبتكرة أو طريقة جاذبة لإعلاء قيم المصداقية ومحاربة الإشاعات والتضليل، أو كتابة مقالة لا تتجاوز 300 كلمة فيها أفكار مبتكرة لنشر ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية وتعزيز المصداقية والثقة في المجتمع.

وزارة الثقافة.. رؤية واثقة وعطاء متجدد، وما نزال ننتظر انطلاقها: وزيراً وموظفين ومثقفين ومبدعين وكتّاباً ومن شتّى النخب والتخصصات، بملفّ مئويّة الدولة الأردنيّة الذي أعدّتْ الوزارة اللمسات الأولى له، لنشهد ويشهد كلّ الوطن إعلان البدء به بعد أشهرٍ قليلة من الآن،..وإنّا لمتشوّقون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :