تجاهل البعد الثالثد. بسام البطوش
21-10-2020 06:39 PM
هل الحكومة على قناعة بأن ما يجري في قطاع التعليم العام والعالي هو أقصى ما يمكن فعله في ظل الجائحة وتداعياتها؟ وهل هي مؤمنة بأن ليس بالإمكان أفضل مما كان ويكون؟ وهل غفلت الحكومة عن أن حكاية الأردن في جوهرها هي حكاية التعليم والإنسان والمورد البشري؟ وهل هي مقتنعة بأنه ليس بوسعنا أن نقارب المسألة التعليمية برؤى وممارسات أفضل وأجود وأصوب مما جرى ويجري؟ وهل تمتلك الحكومة الإجابة على أسئلة الواقع التعليمي وتحدياته التي يطرحها كل مواطن؟ فهل فكّرنا خلال هذا العام الطويل كيف يتعلم عن بعد أبناء عائلة لا تملك جهاز حاسوب؟ وتعتمد على جهاز هاتف واحد يتناوب الجميع على التعلم والاتصال بالعالم من خلاله؟! وهل فكّرنا حكومة ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع أعمال وصندوق همة وطن، كيف يتعلم أطفال في أسر لا تملك القدرة على الوصول لشبكة الإنترنت؟ وكيف يكون تعليم عن بعد لطالب جامعي بدون جهاز حاسوب، ولايملك ثمن حزم الإنترنت؟ وهل فكّر الجميع، كيف يجري التعليم عن بعد دون أن يمتلك غالبية المعلمين وأساتذة الجامعات جهاز لابتوب؟ وبدون أن يتقن بعضهم التعامل مع تقنيات التعليم عن بعد؟ بل إن بعضهم قد لا يملك إيميل في الأساس! هل تساءلنا عن حقيقة التحولات الفعلية التي شهدتها المدارس والكليات و الجامعات الرسمية والخاصة مع التوجه نحو التعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني بديلا أو قريناً للتعليم الوجاهي؟ وما الذي جرى عبر هذه التجربة الممتدة منذ آذار الماضي تدريباً للمدرسين وللطلبة وتحديثاً وتطويراً للبرامج التعليمية والخطط الدراسية والبنى التحتية الخاصة بالتعليم عن بعد، سواء في تقديم المحاضرات النظرية أو في تدريس المختبرات افتراضياً، أو بالنسبة للمحتوى العلمي للمواد الدراسية والامتحانات، ومواءمتها مع نمط تعليمي جديد؟! أم اكتفى القوم في حالات كثيرة بإضافة كلمة ( Online ) على الجدول الدراسي بديلا لرقم القاعة، وهكذا نكون أنجزنا عملية التحوّل إلى التعليم عن بعد بنجاح؟! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
اظهار البريد الالكتروني | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة