facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحلة الموت، سنتين على فاجعة البحر الميت .. !


الدكتور مفضي المومني
26-10-2020 09:52 AM

في الذكرى السنوية الثانية لفاجعة البحر الميت… كتبت لنا ولأطفالنا… ولكل مسؤول في بلدي… كتبت في حينه وصورت تراجيدية وعمق وقسوة الموقف… لعل وعسى أن نعمل دائما بكل مسؤولية لنحافظ على بلدنا وفلذات اكبادنا… فكانت هذه السطور…
رجع من المدرسة… انتظر ان يرجع اباه… ليخبره بان يسمح له المشاركة بالرحلة المدرسية… احضر الورقة التي اعتادت مدارسنا ان نوقع عليها لنخرجهم من المسؤولية اذا حدث مكروه لابننا… وقع الاب وابتسم الطفل وانتشى وخبأ الورقة ليسلمها لمعلمته مع المبلغ المطلوب….قبل الرحلة تخابر مع زملائه ماذا سنحضر معنا.. وتبادلوا الأدوار…. ليلة الرحلة كتب قائمة من المشتريات ليحضرها اباه واخذت امه تعد له حقيبة الرحلة وتتذكر كل حين ماذا يجب ان يأخذ معه…. فطيرة اللبنة بالزعتر… عصير… بيض مسلوق حبات من الفواكه…قطع حلوى…. كل ما يحبه صغيرهم…. وطلبت منه ان ينام مبكرا… في الصباح ايقظته امه وتناوبت مع والده تجهيزه للرحلة… ودع امه واخوانه… خرج مهرولا… انها رحلة استكشاف الاردن…. كم تستهوينا الرحلات… رمقت الام صغيرها… تابعته من خلال النافذة الى ان اختفى… .رقدت وهي تفكر كما كل امهاتنا وتتابع…. وتتصل كل حين مرة معه ومرة مع المشرفة…. اين انتم هل افطرت…. هل تناولت فطيرتك… هل تقاسمت مع رفاقك الأشياء التي تحبونها… متى ستعودون…. وظل الصوت في المدى والصورة في ذهن الام… فرحة لفرح صغيرها…. وفي خضم الرغبة الجارفة لأطفالنا في مرافقة زملائهم والذهاب معهم في الرحلة… وحرص الاباء على تلبية رغبات صغارهم… نسينا او تناسينا ان الجو هذا اليوم غير مستقر… وان هنالك امطار وتحذيرات من الجهات المختصة…. لم يدر في خلد الاباء ماذا يخبئ القدر…. وفي اخر اتصال للام مع ابنها… اين انتم يا صغيري… نحن في مكان يطل على البحر الميت… ومن خلفنا شلال ماء جلسنا لنتناول غدائنا…. ضحكت الام لا بل ابتسمت… انتظرت للحظة كانت تريد ان تقول شيئا…. لكن انقطع الاتصال…. حاولت جاهده ان تتصل مع المرافقة مع اصحابه…. لا مجيب…. انتظرت واخذت الافكار تداهمها…. وما هي الا لحظات وبدات محطات التلفزة تذيع خبر الموت خبر الكارثة…. ياالله…. ليتني لم اسمح له بالذهاب…. ليتني قسوت عليه… .ليتني لم اسمح له…. هرعت وهرع الأهالي جميعا…. لم تتوقف اتصالاتهم… ولا سؤالهم لكل الجهات…. ماذا حصل… اين ابنائنا…. اخبرونا بحق السماء…. سبقهم كل النشامى لموقع الحادث…. جازف الجميع بارواحهم في ظل احوال جوية قاسية… تم انقاذ البعض… وانتشال البعض وقد اسلموا الروح لبارئها…. وهنالك البعض لم نجدهم بعد….. فقدت الام وعيها…. وقد كانت تصرخ وتتحرك بكل الاتجاهات… .تريد ابنها تريده حيا…. لكنها لم تجده…. ذهبت لتتعرف عليه عله يكون بين المصابين لم يكن… اخذوها وذويه للغرفة التي جمعوا فيها الاجساد الطاهرة…. وكشفوا عنهم…. وبلمح البصر تعرفت عليه… هذا قميصه الذي البسته اياه صباحا… اشتريته له منذ ايام… اصر ان يلبسه ليظهر امام زملائه بأحسن ما يحب… صرخت ملأت الجو حزنا… بكت وبكينا معها…. فجعنا جميعا…. اه يا حزننا العاثر… اه ايها الموت المختبئ بين حبات المطر…. استبشرنا بك خيرا…. لما فعلت هذا…. استئمناك عليهم…. رحلوا طيور الجنة… .وكانوا يقبضون على بقايا قطعة طعام… وكان احدهم يقدم لمعلمته قطعة فطير ويخبرها انها من صنع امه…. تناثرت حقائبهم…. وكل ما حضرته لهم امهاتهم…. تلاقفتهم الامواج…. عانقوا تراب الارض…. ولم تحتمل طفولتهم الغضة عنف الطبيعة…. فاسلموا الروح… وتركوا لنا حقائبهم واشيائهم… واستحوا ان يذكرونا ببلادتنا وتقصيرنا…. وكيف اننا لم ناخذ بعين الاعتبار الاحوال الجوية… وكان بالإمكان تأجيل الرحلة او اخذنا الى مكان آمن… تركوا لنا الف سؤال وسؤال… لم تسعفهم برائتهم ان يحاسبونا وهم احياء….. فهل تلاحقنا ارواحهم وهم شهداء…. وما زال المشهد مستمرا…. الجرح عميق…. والامهات والأهالي يبكون وقد اذهلتهم الفاجعة…. انهم صغار… مازالوا ينتظرون غدهم…. لم يؤذوا احدا…. لم يسرقوا الوطن… لم يكونوا شهودا على خيباتنا… .يا الله… .كيف نفقد فلذات اكبادنا…. سيبقى مكانهم في الصف فارغا…. رحلوا واستعجلوا الرحيل… وتركوا لنا جبال من الحزن… والحسرة…..يا الله تمنيناه حلما سيئا…. لكنها فاجعة وحقيقة المت بنا…. ليرحمكم الله ايها الصغار…. وليلهمنا بعدكم شيئا من الصبر…. وانا على فراقكم لمحزونون…. نحتسبكم عند الله… ولعل ضمائرنا تصحوا…. فنعمل على ان نحميكم في المرات القادمة….





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :