facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الروابدة كيف يفكر خلال 80 ربيعاً


السفير الدكتور موفق العجلوني
18-12-2020 02:46 AM

تناقلت وسائل الصحافة والاعلام خبر صدور كتاب لدولة رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة بعنوان "هكذا أفكر"، والذي جمع فيه آراؤه ومواقفه وخبراته المكتبية على مدى 81 عاماً من عمره، " المديد باذن الله ".

لم اقرأ او حتى اطلع على الكتاب، ولكن يبدوا لي ان الكتاب بغض النظر انه يحتوي على 675 صفحة، ولكن بنظري ان الكتاب يحتوي على 675 محطة، وكل محطة تحتوي على مواقف وطنية وعروبية، وقومية، واسلامية، وانسانية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، وعلمية وتعليمية، وطبية، وتاريخية.. الخ، وكل موقف يحكي قصة، وهنالك قصص وحكايات منها ما هو حلو ومفرح وواعد، ومجال فخر واكبار واعتزاز، ومنها ما هو مر ومبكي، ومنها ما هو مؤلم، ومنها ما يدور بين الكوميديا والتراجيديا.

ابوعصام.. نعم يعرف كيف يفكر.. و لكن.. هل لدينا القدرة ان نعرف كيف يفكر هذا الرجل الذي أعتقد ان في جعبة تفكيره موسوعات فكرية.

استطيع ان اقول انني اعرف كيف يفكر ابو عصام، وربما يفاجئ ابو عصام نفسه والكثيرون الى درجة التعجب والاستغراب..!!! معهم حق..!!! فقد عرفته عن قرب في بداية حياتي الوظيفية بعد تخرجي من الجامعة في المجلس الوطني الاستشاري في الثمانينات خلال رئاسة كل من دولة الاستاذ احمد اللوزي ومعالي الاستاذ احمد الطراونة رحمهما الله رئاسة المجلس، حيث كان ابو عصام يجول ويصول، وعرفت عن قرب كيف يفكرابو عصام .علاوة على متابعتي لكافة محاضر الجلسات في المجلس الوطني الاستشاري , و مداخلات ابو عصام واقتراحاته واستيضاحاته واستشاراته، وقيامي بتدوين محاضر الجلسات، وبتفريغها مع عدد من الزملاء من على اشرطة التسجيل وارسالها للطباعة حيث يحتفظ المجلس في حينها بمحاضر الجلسات للسادة النواب، كان يصطحبني احياناً وهو يقود سيارته بنفسه بعد ساعات الدوام الى الجامعة الاردنية حيث كنت اقوم بالدراسات العليا في الصحافة والاعلام. وفي الطريق كان يمر الى المكتبة الموجودة في شارع زهران و يشتري عدد من المجلات المصرية واللبنانية والانجليزية والتي كانت تغطي كافة المواضيع السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية وما الى ذلك. وهذا التصرف كان له انعكاس على ثقافتي ومحاولة تنويع المعرفة الثقافية من خلال مطالعة مختلف المعارف والعلوم و الاقتداء بابو عصام.

ليس من السهولة بمكان الدخول في فكر ابو عصام او ان تفكر كيف يفكر، فهو يمتاز بثلاث صفات قلما تجتمع في شخص واحد. فهو يتصف باللباقة و الذكاء و سرعة البديهة. وربما تحتاج ان تكون ملماً في السياسة والاقتصاد و العلوم الاجتماعية والعلوم الطبية والقانون والعادات و التقاليد و"قانون العشائر " والتاريخ والجغرافيا، وغيرها من معارف الحياة حتى تستطيع ان تقحم نفسك للتسلل الى فكر و تفكير رجل من صفات خاصة مثل عبد الرؤوف سالم النهار الروابدة!!!

دولة ابو عصام يبدو انه شخصية عادية..Flat Character ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك، انه شخصية مركبة Round Character، ليس من السهولة ان تكتشف اعماقها، فهو كالمحيط، كلما غرت في اعماقه اكتشفت كنوزا ثمينة و درراً نادرة، وهو هادىء جداً و صاحب حس مرهف خفيف الظل، تسبح حوله كل عرائس البحر و الدلافين.. ولكن اذا هاجت امواجه تهرب من حوله حتى اسماك القرش و الحيتان و الصيادين.. !!!

اذا اردت ان تسافر في رحلة مع ابو عصام لتعرف كيف يفكر، عليك ان تكون ملماً في التاريخ و الجغرافيا، وهذا ما اشار علي اخي الاكبر استاذ التاريخ والجغرافية غازي العجلوني الذي يعرف ابو عصام اكثر مني. لان ابو عصام يحفط تاريخ الاردن وجغرافيته عن ظهر قلب فهو سيأخذك في طريقه عبر محطات الاردن الـ 214 التي اشار اليها بين السياسة الأردنية، والانتماء الوطني، والقومية العربية، ومسيرة الاصلاح في الأردن، ومرحلة الربيع العربي، والفكر السياسي للملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والأردن وفلسطين، والحياة الحزبية، ونظرة مستقبلية، والتعليم، والتنمية البشرية والخدمات الصحية، وقضايا ومسائل كثيرة لها اول وليس لها آخر. وعناوين في المواطنة، والهوية الوطنية، وفك الارتباط، والوطن البديل، والديمقراطية، وأنظمة الانتخاب، واللامركزية، والجمع بين الوزارة والنيابة.

اما عن الشهيد وصفي التل، فهذا امر يحتاج الى رحلة طويلة تأخذنا لسنوات و سنوات خلت وسنوات واعوام ستأتي، و لا يفسح المجال بالاسترسال " كيف كان يفكر ابو مصطفى "الا بكلمتين افتتحها ابو عصام في حديثه عن الشهيد وصفي، اتوقف عندها: " أبي مصطفى، وكل الأردنيين له مصطفى ."

رحم الله الشهيد وصفي التل ابو مصطفى، وامد الله في عمر دولة العم ابو عصام و منحه موفور الصحة و العافية. " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا". صدق الله العظيم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :