facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بلاد العمّ الجديد


د. نضال القطامين
09-01-2021 08:35 AM

في الوقت الذي تحتضر إدارته وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ما يزال الرئيس الغوغائي المعتدّ بثلّة من الخارجين على القانون، يضرب بما استطاع ويمعن، في أساس ما اعتقد العالم أنه نظام ديمقراطي لا شبهة فيه.

تحت سياط الإكراه والإجبار، أذعن الرئيس الخاسر في نهاية قلقه لنقل السلطة وقراءة خطاب الهزيمة، لكن صدمة العالم بتلطيخ النهايات وتلويثها ما تزال تتفاعل، دهشة واستنكارا.

كان مقبولا من الرئيس المنتهية ولايته، أن يحيل خسارة الإنتخابات إلى معارك قانونية، لكنه تمادى لأبعد من ذلك، ليضرم النار في التقاليد الإنتخابية بشكل صفيق.

في الحقيقة لم يكتف هذا الخاسر القميء بإضرام النار وحسب، لقد أشعلها في أُرُومة الديمقراطية العريقة، واكتفى ببسمات باهتة وتغريدات مقيتة وهو يرى الغوغاء يقتحمون قاعات النواب والشيوخ.

إنه يكرّس في أفعاله البغيضة، إغلاقات جديدة في وجه المبادىء التي أشبعها الأمريكيون للعالم. لقد حول قوّة عظمى في ساعتين إلى جمهورية موز، الصوت العالي فيها سيد الموقف، والكلمة للدهماء والسوقة.

لا أحد يكترث بكلمات سيد البيت الأبيض الذي يتهيأ للرحيل. في الحقيقة فإن العالم كله يتبرّم من المُصارع الذي أضحى رئيسا. أسقط شروط الحلبات على واقع سياسي مضطرب، فأسقطه الباحثون عن دور دفين للولايات المتحدة في قيادة العالم والخروج من لعبة السياسة الملوثة.

انتخب الناس في بلاد العم سام، عمّا جديدا ابتغوا في إنتخابه نهجا مختلفا. لقد وضعوا في صناديق الولايات أوراقا للقاح الوباء وأوراقا للقاح التهوّر وأوراق اقتراع انتقوا فيها دورا آخر لدولة العالم المتقدم.

لكنهم قلقون في وقت انتصارهم. على ابتكار فذ للخروج من الوحل الذي زاده بلّاً رئيسهم المنصرف، وحل الوباء ووحل السياسة الحمقاء ووحل الجنون.

في امتداد العوالم المتأخرة، يرقب الناس ديمقراطيا آخر، يسوّق الحرية بسياط العذاب.

لقد رأوا ديمقراطيين للغاية وقد تلوثت أياديهم في الدمار وفي افتعال الحروب وتفتيت الأجساد والمبادىء. لكنهم يرون في الضوء الذي يلوح في آخر النفق، أملا في درب مختلف وصراط قويم.

إِشْتَطَّ الرئيس المنصرف في استعمال تفويضه. فعل ما لم يفعله أحد بصلافة وتباهٍ، واستطرد في ذلك وأَفْرَط.

قلتُ، وقتما اعتلى ذاك الرئيس منصة التطرف والخيلاء، أن على العرب، أن يسألوا بالفم الملآن، ما بال العالم صامت عن كدماتنا المتورمة، عن هذا التمادي البذيء في الإحتقار وفي السادية وفي تطبيق صلف لنظريات الإقطاع ومبادىء شيلوك، عليهم توحيد الكلمة والموقف، ووقف النزيف المغلّف بأزمات هامشية مفتعلة، وقبل ذلك وبعده، حثّ العالم على بيان كلمته في انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي، واختزال قضية شعب كامل في خطبة انتخابية مقيتة.

اليوم، على بايدن وحزبه الديمقراطي أن لا يسمحوا بمزيد من العبث في العالم. عليهم أن يوقفوه، وأن يعيدوا أمريكا الضاحكة للواجهة من جديد.

أما الأمم المجيدة، تلك التي ترقب، بحسرات سافرة، استحقاقات ديمقراطية راسخة من خلف الشاشات، فاستذكر معهم روائع الجواهري وهو ينشد:

وقد خبروني أن في الشرق وحدةً...
كنائسهُ تدعو فتبكي الجوامعُ...

وقد خبروني أنّ للعُرب نهضةً...
بشائر قد لاحت لها وطلائعُ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :