facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف مر الوقت بسرعة


د رهام زهير المومني
14-02-2021 11:54 PM

نسأل أنفسنا أحياناً كيف مرت الأوقات بحلوها ومرها بسرعه ولم نشعر بها... كيف لنا أن نتناسى أن السعادة والفرح إحساس وقرار، فهي أن نتخذ من المواقف الصعبة جسراً لنعبر فوقه ونصل لوجهتنا بالإصرار والتصميم، فنحن من نصنع هذا النجاح والفشل بالتعامل الإيجابي مع كليهما.

كل يوم نستيقظ فيه هو نعمه من الله وهبة، فندرك ونتعلم ونعّلم أهمية الوقت لمن نحب وكيفية إستثماره بالطريقة الصحيحة، لأنه غالي وثمين لا يعّوض، ولا يمكن إسترجاع ما مضى منه، وإستغلال كل ثانية بما هو مفيد حق وواجب حتى لا نندم ونُهدره بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع بأفضل الطرق.

عند سؤال أحدهم عن سبب غيابك أو رغبته برؤيتك نردد مقولة (ما عندي وقت) والتحرر من هذه العباره مُلكنا إذا رغبنا... فالوقت هو نفسه ما نملك وما يملك غيرنا ممن يستثمروه، فلا تتحجج بالوقت وإلتزاماتك وظروفك، يجب أن تتمرن على إستثماره وتنظيمه حسب ظروفك وقدراتك وأن تستثمر في نفسك بالتخطيط الجيد والعلم والتجربة والمعرفة عندما تبدأ، والتعلم من الأخطاء... فقط إبدأ.

كيف مر الوقت بسرعة ... عبارة نرددها عندما نكون مع من نحب ولمن ننجذب نحوهم لمنطق معين أو لفكر أو لشخصية وسلوك أو لصفة فريدة تميزهم أو لحاجة تربطنا بهم، تمر الأوقات معهم ونحن لا ندري كيف ... إنما يسيطر علينا شعور غريب جميل مليء بالروحانية والبهجة والسرور والمتعة، ويطغى على المكان طاقة إيجابية وحماس ودفئ مشاعر، فنحن لا نرتوي إلآ بالحب والهدوء والسكينة، لا نتحمّس إلآ بتجربة الجديد المستمر الممتع الذي يزيد شعورنا بطول الزمن، ولا نَسعد إلآ بلقاء يترك عندنا إحساس جميل يرافقنا حتى بالمنام حتى لو غرقنا بعمل لامتناهي.

وإذا كنا من هؤلاء الذين يستهلكون طاقاتهم بالعيش في الماضي دون العمل للمستقبل والعيش بالحاضر سيمر الوقت بطريقة مختلفة، فنحن نريد أن نعمل على إبطاء هذا الوقت لنشعر به مع من نحب ومع ما نحب ولما نحب.

أحيانا عندما أزور أصدقاء أو صديقات أو حتى أشخاص لا أعرفهم مسبقا، أشعر برغبة بالبقاء ويرافقني شعور بإستمتاع بالحديث معهم والإستماع إليهم، فتمر الساعات كالثواني، مما يزيد طاقتي الإيجابية ويضفي على نفسيتي وروحي بلسم وعطر يفوح بأي مكان أتواجد به، وأجد نفسي نشيطة متفائلة أحمل باقات الورود والمحبة وأنشرها في كل مكان، وأحيانا أخرى أنظر عشرات المرات للساعة بإنتظار مرورها... لأعود مثقلة بأعباء نفسية من زيارة مملة سلبية مستفزة بلا قيمة ولا معنى، هنا تشعر بأهمية كل دقيقة مهدورة ضاعت منك، وتبدأ بإعادة برمجة لتعود كما كنت.

كيف مر الوقت بسرعة ... هو بالحقيقة كتاب لمؤلف إسمه ستيف تيلور يجيب عن سر تباطئ أو تسارع الزمن لدى الناس، ولماذا يملكون تصورات مختلفة عنه وكيف يؤثر على إحساسهم المختلف به، فحسب نفسية الشخص ينقضي الوقت، فالشخص الغارق بالعمل لا يشعر بالوقت بينما الشخص الذي يشعر بألم والذي ليس لديه ما يفعله يشعر بكل ثانية، فإذا أردنا أن نعرف قيمة وأهمية السنة نعرفها من طالب رسب، ومعرفة أهمية الشهر من أم ولدت طفلها قبل شهر من موعده ووضع بالعناية، وأهمية الأسبوع من كاتب لم ينشر مقاله في مجلة أسبوعية، وأهيمة اليوم من عامل مياومة، وأهمية الساعة من شخص ينتظر عزيز عليه قادم من سفر، وأهمية الدقيقة من شخص فاته قطار، وأهمية الثانية من شخص تفادى حادث، وأهمية الجزء منها من شخص فاز بميدالية ذهبية برقم قياسي، فالوقت من ذهب ويجنبنا الكثير من المشاكل التي لن تُحل بكنوز الدنيا بضياعه، وهو أكثرما نحتاج له وأسوء ما نستخدم.

فالشخص الموهوب يهتم به لأنه يتعلم كل جديد ويستثمره ويحترمه فلا يضيع وقته في دراسة أو قراءة ما هو غير مفيد أو صعب في حين يتوفر البديل الأسهل والأعمق، والفراغ والإهمال وإساءة الإستخدام والعمل في غير الوقت المناسب هي أحد الطرق لإضاعته، وهذا لا يعني أننا لا يجب أن نجد أوقات هادئة مريحة وللرفاهية، فوجودها مهم لإستكمال الحياه بعطائها وإنجازاتها وذلك عندما تعرف كيف تخطط له وتنظم وترتب الأولويات فقط علينا أن نبدأ ونضع الأفكار والأشياء التي نحتاجها ونقرر ومن ثم ننفذ ونبدأ بالعمل، ولن نعرف قيمة أنفسنا إلآ إذا عرفنا قيمة وقتنا.

فالوقت هو الحياة إن ذهب لن يعود، وإن كثر بلا فائدة فَسد، وإن وُجدَ أفرح من حوله، وإن إنقضى بما هو مفيد وجديد أَسعد، وإن قَضى على من نُحب أزعل ... إنه الوقت يا سادة هبة الله، إستثمروه بالمحبة والتنظيم والإنجاز، فهو الشفاء والقوة والجمال، وهو السعادة والدواء وهو أغلى ما نملك، وإعلم أنك إذا تهربت وبدأت بإعطاء المبررات لعدم إمكانية رؤية أحدهم، إعرف وقتها أنك لا تريد رؤيته فالحجة مش بالوقت ... الحجة أنت من وماذا تريد ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :