عمون - قال الخبير الاقتصادي محمد عاكف الزعبي إن التوقيت يبدو مناسبا لاصدار سندات يوروبوند، وذلك لأن اسعار الفوائد في الاسواق الناشئة والنامية تواصل هبوطها وسط تنامي شهية المستثمرين للاستثمار في السندات مرتفعة المخاطر.

ويرى أن هذه الشهية تعود الى انخفاض اسعار الفوائد في الاسواق المتقدمة نتيجة السياسات النقدية التوسعية التي بلغت من التوسع مستويات متقدمة جدا.

وأضاف الزعبي أن متوسط العائد على السندات الامريكية مرتفعة المخاطر قد انخفض الى ما دون مستوى 4% لاول مرة تاريخيا وبما يعكس الاقبال المتزايد عليها. وحتى اصدارات السندات الاكثر خطورة والمصنفة ائتمانيا في خانة CCC لاقت خلال الشهور القليلة الماضية اقبالا واسعا من قبل المستثمرين الذين يبدو ان تعطشهم للعوائد قد زاد من شهيتهم لتحمل المخاطر.

وأوضح أن المستثمرين الباحثين عن عوائد مجزية على استعداد لتحمل مستويات مرتفعة من المخاطر الائتمانية.

وأكد أنه في مثل هذه الظروف السوقية قد يبدو من المناسب ان تتجه الحكومة للاقتراض من الاسواق العالمية. لان الحصول على التمويل وسط هذه المعطيات يبدو ممكنا باسعار جيدة ولاجال طويلة.

وما يزيد من اهمية ذلك هو ان اسعار الفوائد في الاقتصادات المتقدمة قد بدأت بالصعود وسط توقعات بارتفاع معدلات التضخم في ظل السياسات المالية والنقدية غير المسبوقة التي تسعى الى انقاذ الاقتصاديات من تأثيرات جائحة كورونا. وهنالك ترشيحات تصب باتجاه أن تواصل اسعار الفوائد ارتفاعها خلال الشهور القادمة.

وبين أنه إن صحت هذه التوقعات وواصلت اسعار الفوائد في الاقتصادات المتقدمة ارتفاعها فان ذلك سوف يضعف من اقبال المستثمرين على السندات مرتفعة المخاطر.

واشار الزعبي إلى أن الفرصة تبدو مواتية لاصدار سندات يوروبوند، وان كان لدى الحكومة توجه لطرق ابواب الاسواق العالمية هذا العام فعليها الاستعجال وعدم التأخر قبل ان يبدا مزاج المستثمرين بالتحول تدريجيا باتجاه العزوف عن المخاطر المرتفعة.