لا اروع ولا اجمل من اللحظة التي يتلقى فيها الكاتب ردود فعل من القراء والتواصل معهم على كتاباته وافكاره التي يطرحها ، مشاركة وصلتني بتاريخ 10/6/2007 على موقع " عمون " من احدى القارئات لمقال لي بعنوان السحيجة والدبيكة ، اختارت القارئه اسم " ندى " ، وتقول في تعقيبها " ان زملاؤها في العمل تغيرت معاملتهم لها بسبب عدم رضا المسؤول في الوظيفه عليها ". يعني" اللي فهمته وفهمه الاخوة القراء اذا بزعل حضرة جناب " المدير او رئيس القسم على موظف " لازم الكل يزعل " على الموظف ويقاطعه " وما يحكي معه " ، ويفرض عليه عزلة تامة ، ويمكن لو " ايصح " لهذا المدير ان يقطع كل الخطوط بأتجاه هذا الموظف العنيد ، أو الموظفه العنيده ما بوفر ، ولعل هذا النموذج من المدراء او المسؤولين والذين لا اوفيهم حقهم اذا وصفتهم بالمرتزقة والهابطون بالمظلات والجبناء وغير الاكفاء ،الآتون على ظهر توصية ، فالمسؤول الكفؤ والمدير المتمكن لا يقوم بمثل هذه التصرفات التي تعيق سير العمل وتعرقل مسيرة التقدم ، ويكرس جل وقته وجهده للإطاحة بهذا الموظف او تلك الموظفة . وتعليق الرقاب على مشانق الافتراء والتضليل والدجل والتلفيق . ولعل مثل هذه النماذج والتي تفرخ الفساد والمحسوبية والشللية بحاجة الى قلع " وبالشلوت " ، وكل من ينطبق عليه صفة الفاسد يجب ان يكافح كالصراصير بالمبيدات الحشرية . اذكر ان احد الاصدقاء قال لي في قصة مشابهة للقصة التي حصلت مع القارئة " ندى " ان صديقي الصدوق رفض ان يجلس معي في نفس المكتب ، فقلت له لماذا : قال لأن المدير لا يحب هذا الموظف لانه " دوغري " وما بجامل وما عنده لف ودوران ، والمدير فرض على هذا الموظف حصارا ووضعه تحت المراقبه وشغل كل موظفين المديرية رادارات وعسس لمتابعة واقتناص اي خطأ من هذا الموظف، ومنع الجميع من الاتصال به او الحديث معه ، فما كان من الصديق الصدوق الا ان ركب الموجه وحمل السكين وبدأ يمارس هواياته ، وخزعبلاته وتلفيقاته والطخ بدون سبب ، وتحول من الصديق الذي كان وقت الضيق ، الى مقاتل ومن خندق الصعلوك " المدير " يحمل منجنيق . وهكذا استغل الفاسد منصبه وشلله وطرقه اللولبيه للأطاحه به ، وما هي الا ايام وكان المدير الضعيف الخنوع الفاسد غير المؤهل في خبر كان .

وبعد ،،،
الى ندى " اقول : " يا نار كوني بردا وسلاما على كل مظلوم " . ومهما تطاول الفاسد في فساده . ومهما تشبه الامي بالمؤهل والفاشل بالناجح والفاجر بالخلوق . سيأتي اليوم الذي نقول فيه لهذه النوعية من الفاسدين " مبروك عليكم فسادكم " ، ومبروك عليكم شللكم وحاملي المباخر وتجار المواقف . اما هؤلاء الزملاء المنافقين والمزورين ومصاصي الدماء وشاهدي الزور والصعاليك والاقزام المتسلقين على جدران هابطة والذين تطاولوا على القيم الاخلاقية والذوقية والجمالية اجعليهم كالمعلبات ، اعتبري ان مدة طلاحيتهم انتهت ، وأن مكان وجودهم حاويات القمامة ، وانهم صاروا مثل مديرهم Expired date .

احلى الكلام .... مهما تعدد المنافقون ومفبركوا القصص والدجالون ، ومدبلجو الصور ومحرفي الوقائع والحقائق ، القلب الطيب سيبقى ابيضا مهما اسودت الدنيا من حوله ، لنغني ونردد مع المطرب عبد المجيد عبد الله " يا طيب القلب وينك ، حرام تنسى خليلك ، مشتاقلك يا حياتي ، عسى ايردك حنينك " .

بمثل هذا نلجأ من الجدّ الى الهزل في زمن ضاق فيه المجامل وتنكر لحسن الفعال وان عدنا نقول : فرق شاسع بين من يقول كلمة ويدفع ثمنها وبين من يقول كلاما ويقبض ثمنه.
Ohok_90@yahoo.com