facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المطلق والنسبي


أ.د.محمد طالب عبيدات
04-06-2021 12:18 AM

ربما يكون كل شيء إنساني في هذه الحياة نسبي إلا الروحانيات والعبادات والموت فهي مطلقة لغايات تأكيد العبودية لله تعالى، ولهذا فهي كاﻷرقام الثنائية في الحاسوب إما واحد وتعني إيجابي وإما صفر وتعني سلبي ولا بينهما، بيد أن العلاقات اﻹنسانية والمعنوية والإجتماعية واﻷخلاقية جلها نسبية وتعدّ مقبولة إذا حصلت على نسبة تجاوزت النصف:

1. في زمن اﻷلفية الثالثة لا يوجد أصحاب أو علاقات بالمطلق ولا يوجد أشخاص على وجه البسيطة مقبولين بالمطلق وبنسبة مائة بالمائة، لكننا نقبل من نسبتهم فوق الخمسين بالمائة، ونعمل على تجسير الهوة بيننا.

2. أحياناً يكون اﻹنسان حدّي بالمطلق ولذلك تكون علاقته بالناس أبيض يعني مثالي أو أسود بمعنى تدهور للعلاقات؛ وهذه الحالة تجدها عند من لديهم غلو وتطرف في العلاقات اﻹنسانية؛ فأحب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما؛ وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما.

3. اللون الرمادي غالباً يستخدمه الدبلوماسيون لغايات كسب ود الجميع ولكن هذا النوع من الناس بات مكشوفاً؛ فالوضوح والشفافية والحقيقة مطلوبة.

4.النسبية باتت ضرورية في زمننا هذا ﻷن الناس تطالب بالشفافية رغم أنها تسعى لمصالحها الضيقة؛ فالمصالح الضيقة طغت على المصالح العامة والشواهد دلائل هذه الأيام.

5. الرضا والقناعة شيء نسبي أيضاً، فما يعجب الزاهد في الدنيا ربما لا يعجب الناس اﻵخرين؛ فالقناعة بالمطلق صعبة والرضا بالنسبي مقبول.

6. يجب تعليم وتدريب أبناءنا على ثقافة قبول الشيء النسبي ونبذ المطلق ليكون لديهم مهارة اﻹتصال للتعامل مع اﻵخر وكبح جماح التحديات؛ فالإعتدال والوسطية مطلوبة.

بصراحة: الحياة ليست بالمطلق كلياً وليست نسبياً بالمطلق ولهذا نقبل اﻵخر ونتعايش معة بمهارة لتجسير الهوة بيننا وبينه لتحويل الجزء الفارغ من الكأس إلى مليء؛ فأصحاب المطلق بالدنيا مهمومون وأصحاب النسبية ربما راضون!

صباح المحبة واﻹحترام





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :