facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن والملف السوري مجددا


د.حسام العتوم
07-07-2021 01:04 PM

نعم، الأردن الشامخ منارة العرب، وجبهتم الأمامية الصامدة على أطول حدود ليس مع إسرائيل فقط ، وإنما مع أسخن أزمات المنطقة العربية والشرق أوسطية - مثل السورية في الجوار شمالاً، والفلسطينية كذلك غرب النهر الخالد. وهنا سوف أحرك قلمي مجددًا صوب الأزمة السورية المتشعبة والمتغلغلة في منطقتنا التي لم تهدأ نيرانها بعد، ولا زال جمر إرهابها يتحرك قرب الحدود مع تركيا خاصة، ولازال اللاجيء السوري ينتشر خارج حدود سوريا وبإرقام كبيرة، ولعل أكبرها على أرض الأردن شمالا، وعلى نفقة خزينة الدولة الأردنية، في زمن تراجع دعم المجتمع الدولي. وهو – أي الأردن- المنكوب بقضاياه الاقتصادية، وفي مقدمتها (الفقر، والبطالة، وشح وتلوث المياه، والتصحر، والصحراء)، وهي القضايا التي لا نخفيها أردنيا ويظهرها إعلامنا الوطني المنفتح والمتعدد والديمقراطي بجرأة معقولة وبحدود القانون. وتحتاج لجهد سياسي و إداري ومالي مشترك كبير لتطويقها من أجل أن تتعافى التنمية الوطنية الشاملة المنشودة. والفساد أردنيا، تحت السيطرة، ولدينا هيئة نزاهة ومكافحة فساد ناجحة وقديرة.

ولجنته الملكية لتحديث المنظومة السياسية برئاسة دولة سمير الرفاعي التي عقدت أعمالها بتاريخ 10حزيران 2021، بدأت تجدف بصندوق أفكارها وبنشاط ملاحظ تجاه تحديث القوننة والدسترة والحزبية لإخراج قانون جديد للأحزاب والبلديات والبرلمان واللامركزية على ما يبدو، وهو الأمر المحتاج لاحقا لإستفتاء شعبي يقوده مركز دراسات الجامعة الأردنية لقياس منسوبه الشعبي الأردني من زاوية الثقة، ولتعميده رسميا.

والحاجة الحزبية الأردنية المستقبلية تدفع لنقل المجتمع بطبيعة الحال من الاستهلاك إلى الإنتاج الكبير، ولتوحيد أحزاب الشارع الأردني إلى ثلاثة أحزاب أو خمسة، تمامًا كما يريد ذلك جلالة الملك عبد الله الثاني "حفظه الله"، وإلى أن تكون عقائدية برامجية مقنعة للشارع الأردني المكون من قبائل وعشائر وقوميات، وترتكز على قضاياه المباشرة.

وبكل الأحوال، تبقى دارة رئاسة الوزراء عبر ديوان التشريع والرأي، المصنع الحقيقي لإنتاج الجديد من قوانين الدولة المطلوبة، ولكي تناسب مرحلة عبور مئوية الدولة الأردنية الثانية السياسية عبر جسر الاستقرار الآمن.

وعودة للأزمة السورية التي اندلعت بالتزامن مع تحرك الربيع العربي عام 2011، لتتحول إلى سورية كما هو حال وشأن الدول العربية التي من وسطها انهارت أنظمتها السياسية وغيرها صمدت وفي صدارتها " الملكية "، وتميز النظام السوري وسط المعادلة العربية باهتزازه بداية، وصموده لاحقاً و طويلاً أمام عاصفة المعارضة الوطنية، وإرهاب 80 دولة، وانقسام العرب على أنفسهم. ولم تشكل أمريكا صورة المنقذ لسوريا من نظامها التي وصفته بالمعتدي على شعبه، ولم تفلح بداية من سحب السلاح الكيميائي التابع لجيشه العربي السوري، ونشرت "صواريخ الباتريوت الدفاعية" دون جدوى، وقصفت مطار "الشعيرات" العسكري السوري قرب محافظة حمص من دون انتظار نتيجة لجنة تقصي الحقائق الخاصة بحادثة الإعتداء الكيماوي، والتسبب في مقتل حوالي 450 إنسان سوري. ولا حتى تركيا التي انجرت وراء الصورة الأمريكية، وهكذا كانت صورة العرب بحق آخر معاقل المقاومة العربية الرسمية - سوريا. وتم إخراجها من الجامعة العربية أو هي خرجت طوعا من هناك. وهي التي ترفع شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ".

واقترب العرب أكثر من اسرائيل، وهي كذلك اقتربت منهم بمشاريع سلام مشتركة شملت سابقا وحاليا (مصر، والأردن، والبحرين، والأمارات، والمغرب، وكردستان العراق)، وخفية مع غيرهم من دون أن تكلف نفسها أي (اسرائيل) عناء العودة إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران لعام 1967، وفقا لقرارات الشرعية والقانون الدولي للأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 242. وتريد من العرب تطبيعا من جانب واحد معها. وإسرائيل بالمناسبة - وبالمقارنة معنا نحن العرب- ترفع شعار "من النيل إلى الفرات أرضك يا اسرائيل". ونقيم معها علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء ونقطعها مع بعضنا البعض أو نخفض من مستوى تمثيلها الى القائم بالأعمال، وهو المستغرب، والواجب تصحيحه، ونبارك ذات الوقت بقدوم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، وهو المطلوب الان.

وفي المقابل وبموضوعية، جاء الحضور الروسي إلى سوريا عام 2015 منقذا لها من الإرهاب، وحاربته بجدية عن بعد بالصواريخ الباليستية، وعن قرب في الميدان خلف الجيش السوري، ولم تفرق بين الإرهاب المجند الخارج من ديارها وبلاد السوفييت، وبين مثيله المنتشر فوق الأراضي العربية السورية، ولا بين داعش والنصرة من صنوف عصابات إرهاب تنظيم القاعدة الخطيرة، والتي لا زالت تتحرك في الشمال السوري المحاذي لتركيا على شكل خلايا نائمة ومتحركة علنية. واختلفت روسيا عن أمريكا التي فصلت النصرة عن داعش والقاعدة الأم، واستخدمت ورقة الإرهاب لتمرير رسائل سياسية لنظام دمشق ولسوريا وللعرب. ونجحت روسيا الإتحادية في استيعاب أمريكا، وعملت على تطويق وتفكيك سلاح الجيش السوري الكيميائي الخطير المهدد للمنطقة وقتها، وتعاونت بصدده مع مجلس الأمن. وذهبت إلى الأمام، بخلق مناطق لخفض التصعيد بالتعاون مع أمريكا والأردن في الجنوب السوري لضمان أمن اللاجيء السوري الذي بلغ تعداده في الأردن (1.3) مليون، وكلف خزينة الدولة الأردنية أكثر من (10.5) مليار دولار، وحاجة آنية هذا العام 2021 إلى (2.4) مليار دولار. وكذلك مع تركيا وأمريكا في الشمال، وتابعت مسألة الأكراد عبر الحوار وليس على طريقة أمريكا بدعمهم بالسلاح.

وأحدقت عيون روسيا تجاه أمن اللاجئين السوريين ودعمتهم إنسانياً، لمنحهم خيار العودة لوطنهم الأم سوريا طوعا بمشاركة أمريكا من جديد، ومكتب تنسيق سياسي روسي- أردني أشرف على إدارة الأزمة بإقتدار. وواجهت روسيا فوبيا ساخنة لوجودها فوق الأراضي السورية بدعوة من نظامه السياسي، واختلفت عن أمريكا التي قَدِمت إلى سوريا من دون دعوة، وهي غير المرغوب بها هناك حتى الساعة. وواصلت روسيا التعاون مع نظام دمشق في موضوع صياغة دستور سوري جديد يسمح بتداول السلطة، وحرصت على المحافظة على فرصة بقاء بشار الأسد رئيسا لسورية منتخبا عبر صناديق الاقتراع، وهو الذي حصل في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة على 95% من أصوات الناخبين السوريين البالغ تعدادهم حوالي 14 مليون نسمة، تحت تشكيك المعاضة السورية الوطنية والغرب (فرانس 24 أ.ف. ب). بالإضافة لمراهنة دولية على الجولة رقم 16 لأستانة سوريا في العاصمة الكازاخية 7 تموز الجاري بحضور (روسيا، ايران، تركيا، الأردن، العراق، ولبنان) بهدف دعم اللاجيء السوري بالمساعدات الإنسانية المطلوبة.

وإلى قمة (جنيف) هذا العام 2021، وتحديدا بتاريخ 16 حزيران المنصرم، بين رئيسي روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين والولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن رحلت الأزمة السورية الى هناك، وهي التي وُصفت على مدار سنواتها العجاف بأنها كانت دموية، ولازالت كذلك بالقرب من حدود الشمال السوري التي تعج بصنوف الإرهاب، والمعارضة السورية الوطنية في المقابل. وجرى التركيز على ضمان ممر آمن للمساعدات الإنسانية للآجئين السوريين خارج الحدود السورية وداخل الوطن السوري.

وقمة بوتين - بايدن الجديدة شكلت حداً فاصلاً بين هدير الحرب الباردة وحول الأزمة السورية وما بعد ذلك، وتقارب روسي- أمريكي جديد مراقب من قبل الطرفين المتنافسين على قيادة العالم من زاوية عالم متعدد الأقطاب بالنسبة لروسيا، ورفض الحرب الباردة برمتها وسباق التسلح كذلك، والحرص على مواجهة الفوبيا الروسية التي تلاحقها منذ القرن الخامس عشر كما صرح النائب البروفيسور (فيجيسلاف نيكانوف) لإعلام بلاده. ومن زاوية عالم القطب الواحد، وتحريك سعير الحرب الباردة وسباق التسلح والفوبيا الروسية ذات الوقت. وليس أفضل للقطبين النوويين العملاقين روسيا وأمريكا غير التقارب والتعاون للمحافظة على أمن العالم . وأي تفكير سلبي غربي في المقابل صوب التجديف تجاه حرب عالمية ثالثة مدمرة للحضارات والبشرية- لاسمح الله، هو عمل سرابي مرفوض ونتيجته لن تكون مربحة بكل تأكيد لأي طرف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :