facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حزب النارجيلة هو الحل


يوسف غيشان
31-08-2021 12:08 AM

صحيح أن هناك عوامل كلاسيكية للوحدة تجمعنا في العالم العربي، وقد تعلمناها في المدارس الإبتدائية وتغنينا بها إنشادا كل صباح. على ما أذكر فقد كان من هذه العوامل، وحدة اللغة والتاريخ المشترك والدين والجغرافيا والمصير المشترك. لكن رغم جميع عوامل الوحدة هذه، فما زلنا قيد الفرقة والإنقسام الدائمين.

التجارب الحزبية على امتداد الوطن لم تنجح في تكريس الوحدة، لأن كل فئة منها ركّزت على (مقوّم) واحد من مقوماتها:

القوميون العرب ركزوا على القومية العربية، والقوميون السوريون ركزوا على الموقع الجغرافي، اليساريون ركزوا على وحدة الطبقة العاملة، المتدينون ركزوا على وحدة الدين، والليبراليون ركزوا على حرية الاقتصاد.. وهكذا حتى ضاعت لحانا بين حانا ومانا.

لذلك قررت أن أدعو لتشكيل حزب جديد يجمعنا ولا يفرقنا، بمقومات وحدة عصرية قائمة على المصالح المشتركة والمصير المشترك.. وهو «حزب النارجيلة».. نعم يا سادة يا كرام.. النارجيلة، ما غيرها، حيث نستطيع ان نصهر وحدتنا على جمراتها، بينما تكركع المياه من تحتنا.

عندما تدخل مكانا عاما – في أي قطر عربي – تستطيع أن تلحظ الذين يتعاطون النارجيلة، حيث ترى نظراتهم مركزة على مكان واحد متحرك.. إنهم يتابعون حركة العامل الذي يجدد فحم النرجيلة، وهذه نقطة جوهرية في الوحدة الجديدة لم تتوفر في عوامل الوحدة الكلاسيكية.

في النارجيلة قبول للآخر بدون منّة ولا مزايدات، حيث يجتمع من يدخن التنباك مع من يدخن المعسل، ومن يدخن (التفاحتين) مع من يدخن الأرجيلة بنكهة البطيخ أو البرتقال أو السوس وما شابهها، دون أن ينزعج أحدهم من الآخر، فقط يختلفون في لون الشريط اللاصق الذي يضعه قسم الأرجيلة ليحدد نوع النكهة حتى لا تختلط الأراجيل، وهذه ديمقراطية حقيقية تعتمد على قانون (الوحدة والتنوع) والديمقراطية الداخلية التي لم تتوفر في أي من أحزابنا الكلاسيكية.

ولا ننسى البرابيش والمباسم التي يتم تركيبها عليها، فهناك البرابيش الجلدية الدائمة، وهناك البرابيش البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، ولك الخيار، وهذا يجعل وحدتنا مطاطة ومتحركة، ولا تقوم على القسر والإجبار.. إنها وحدة الأحرار الذين لا يتشابهون كأسنان المشط، وعدم تشابههم هو أساس وحدتهم.

في حزب النارجيلة نتطلع جميعا الى ذات المكان وتتنقل أنظارنا مع تنقل الهدف الأكبر. والهدف الأكبر هو الكائن الذي يحمل الفحم المشتعل، حتى لا تنطفئ شعلة أراجيلنا التي توحدنا: انظارنا جميعا تتركز على (أبي لهب).

دخن عليها تنجعي

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :