facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاخصات على طريق موسكو


د.حسام العتوم
21-09-2021 11:03 AM

عندما كنت أرتحل إلى موسكو العاصمة وإلى وسط العمق السوفيتي نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي بهدف الدراسة العليا، كانت الخطوط الجوية الروسية "الأيروفلوت" صاحبة الدار لديهم هي العاملة، وكانت آمنة وجميلة في خدماتها للمسافرين من طرفنا، وكان الاتحاد السوفيتي كريما في منحه الدراسية معنا هنا في الأردن ومع العرب، وقدم لنا آلافا من المنح المجانية، وكان له هدفان عريضان: تقديم العلم والمعرفة والانتصار لشعوبنا، والاقتراب من دولنا ومصادقتها، ومواجهة الحرب الباردة التي عصفت تجاههم بعد انتصارهم الساحق في الحرب العالمية الثانية "العظمى" 1945م على النازية الألمانية الهتلرية، رغم مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في النصر آنذاك، في الربع الساعة الأخيرة، وانقلابها على النصر ذاته بعد ذلك، ومساهمتها في تأسيس الأمم المتحدة، ليعلو صوت القانون الدولي، وسط أزمات العالم.

وفي الزمن الروسي المعاصر، وبعد الانهيار المفاجئ للاتحاد السوفيتي، ظهرت الخطوط الجوية الأردنية "الملكية"، لتعمل بديلا عن الأيروفلوت. وكانت البداية جميلة حقا. وأصبحت هي وليس غيرها صاحبة الدار، وامتلكت أحقية نقل الأردني والعربي والأجنبي من عمان إلى موسكو العاصمتين الجميلتين. واستمرت روسيا الإتحادية في تقديم المنح الدراسية للأردنيين والعرب، ولكن بحجم أقل يعد بالمئات، وبقيت السياحة صوب كل ما هو سوفيتي سابقاً وروسي لاحقاً وحتى الآن محدودة، ومن طرفهم تجاهنا إلى الأردن تحديدا، ولوحظ ازدهارها تجاه دولة عربية مثل الإمارات.

وعندما نسأل أنفسنا، لماذا هذا التراجع في حجم المنح الدراسية وفي السياحة، وحتى في حضور الملكية الأردنية الرابطة بنجاح بين شرقنا وبين روسيا الاتحادية في زمن الحضور الدبلوماسي رفيع المستوى وبرتبة سفير بين بلدينا؟ وفي زمن استمرار الزيارات الملكية والرئاسية رفيعة الشأن أيضاً. وفي وقت يمسك فيه الأردن العصا من الوسط ويوازن بين الشرق والغرب، وروسيا كذلك؟

ومن يتجول في المدن والمناطق الروسية من شمالها إلى جنوبها، من سانت بيتر بورغ التي تنفرد في جمالها عالميا وفي عمقها الحضاري، مرورا بموسكو العاصمة المهيبة باتجاه مدينة روستوف العاصمة الثالثة لروسيا على نهر الدون، والاستمرار تجاه إقليم القرم العائد لبيته وعرينه روسيا منذ عام 2014، رغم الجدل الأوكراني - الروسي حول شرعيته التاريخية والمعاصرة، سيجد انتشارا طلابياً أردنياً وعربياً ملاحظاً، ولن يجد سائحا من طرفنا إلا ما ندر.

والملكية الأردنية في آخر وقتها وهي عاملة بين عمان وموسكو، عرفها الروس بارتفاع أسعارها بالمقارنة مع عروض شركات الطيران الأخرى، وعرفت السياحة الأردنية بارتفاع سعرها أيضا، والمعروف بأن السياحة المنظمة الأردنية والعربية تجاه العمق الروسي باهظة الثمن، والأمر ذاته هي كذلك السياحة الروسية تجاه الأردن المتحف الحضاري والتاريخي المفتوح، وأكثر المناطق الأردنية جذبا للسياحة الروسية (المغطس) حيث تعمد السيد المسيح وأقر بذلك الفاتيكان، ويفضلون البحر الميت لميزته العالمية المالحة والأكثر انخفاضا تحت سطح البحر، والبحر الأحمر كذلك ومرجانه ودفئه هدف سياحي مغري لهم، لكن الأسعار السياحية في العقبة يفترض فيها أن تكون مشجعة. ولا يجوز في المقابل النظر للأردني المسافر على الملكية على أنه مجرد راكب، فالملكية طائرته الوطنية، وهما معا جزءًا من الهوية الوطنية الراسخة التي نعتز بها جميعا.

ومجرد صعوبة هبوط الطائرة التركية في مطار عمان الدولي بتاريخ 18 سبتمبر الجاري بسبب طبوغرافية المكان الصحراوية وتحرك الرياح العاصفة، أعطى مؤشرا بأنه لا يحرث الأرض غير عجولها (الملكية الأردنية والطيارون الأردنيون).

ويقابل هذه المعادلة تميز مطارنا الدولي " الملكة علياء " بالجمالية وبدقة العمل وبالرعاية الأمنية عالية الشأن والطبية أيضا من زاوية الوقاية من جائحة كورونا، والأصل أنه لا يقل شأناً عن مطار اسطنبول الدولي الذي يستوعب سنويا حوالي 150 مليون مسافر، ويتجه لاستيعاب 200 مليون أيضا، وهنا بطبيعة الحال يصعب المقارنة بين دولة صغيرة بحجم الأردن وبين دولة إقليمية كبيرة بحجم تركيا. لكننا في الأردن كبارا لتموضعنا في صدارة العرب على مستوى الجيوسياسي، ولا يوجد ما يمنع من الاستفادة من التجربة التركية الاقتصادية، ففي وسط مطارهم الجديد "اسطنبول" فندق من خمسة نجوم، وسوق تجاري بحجم مدينة كاملة، ومن الممكن أن يكون في مطارنا مكان للكتاب أيضاً، ومنه السياسي، ولما لا، فحركة المسافرين عبر مطارنا مهمة وتبشر بالخير، والأردن قلب العرب والشرق. وتركيا متشددة في التعامل مع جائحة كورونا على مستوى اللقاحات والفحوصات المخبرية والكمامات، ونحن في الأردن لسنا أقل شأنا منهم، إن لم نعادلهم، حرصاً على أمن المواطن والمسافر وكل من يعيش على أرضنا أو يمر منها.

وآخر الشواخص والمحطات هنا، أسجلها من الداخل الروسي الذي زرته للتو، وهو الذي يمارس الديموقراطية والحرية في التعامل مع جائحة كورونا الخطيرة ووسطها، حيث مازالت نسبة متلقي اللقاح الروسي (سبوتنيك V) لا تتجاوز الـ 20 مليون نسمة (حسب أطباء) من أصل حوالي 150 مليون نسمة، وحديث عن عدم كفاية اللقاحات الروسية لكل الشعب الروسي رغم تعدد أصنافها وانتشار سمعتها الطيبة العالية دوليا، واللقاحات الأجنبية عندهم غير مسموح بها كما عرفت.

والشارع الروسي غير ملتزم بارتداء الكمامات في الغالب، وأطباء روس حتى لم يقبلوا على أخذ اللقاح الروسي بعد، واستماع من قبلهم للإشاعات وليس بالضرورة لصوت الطب. والدستور الروسي والبرلمان الروسي "الدوما" لم يلزما المواطنين الروس بأخذ اللقاح المواجه لكورونا، رغم نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشعبه لتلقي اللقاح، الذي قام هو شخصيا بتلقيه أولاً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :