قبل سنوات، أعلنت جامعة كامبريدج عن نيّتها منح درجة الدكتوراة لأحد الباحثين الذي كُلّف بالعمل على مشروع علميّ متخصّص يهدف للمحافظة على قوام قوالب الشوكولاته بحالتها الصلبة في المناطق ذات المناخ الحار.

عمل، بلا ريب، يخدم البشر، وينفع الناس، ويبقى في الأرض، رغم أنه يتّصل بموضوع قد لا تعتبره جامعاتنا ذا أهمية أو جدوى؛ فبعضها مشغول بالأطروحات الجامعيّة التي تتحدّث عن أحكام الطهارة، ومقدار سماكة لباس المرأة، وثمة أقسام للغة العربيّة ينهمك طلبتها في البحث عن استعمالات (حتى) أو (لو) وسوى ذلك من موضوعات لا تنتسب إلى الترف بمقدار انتسابها إلى التفاهة وتصنيع العجز وإثارة الشفقة.

يجب ربط الأطروحات الجامعيّة بحاجات المجتمع. وحبذا لو خصّصت الحكومة مكتباً للتنسيق مع الجامعات، بحيث يكون هناك هيئة مشتركة من القطاع العام والخاص لربط البحث العلميّ بمتطلّبات الحياة والمجتمع وحاجات السّوق، وهذا يبدأ من الشكولاته، ولا ينتهي بالثقافة والفنون والدراسات الاجتماعيّة السبريةّ للبطالة والعطالة والفقر، ودوافع الانتحار.

يتعيّن تحرير البحث العلميّ العالي في جامعاتنا من النمطيّة، وانتشاله من الخفّة والأفكار التي يتم إنجازها بالحدّ الأدنى من الجهد والبراعة والإضافة العلميّة، حتى صار كلُّ مرّاق طريق حاصلاً على الماجستير والدكتوراة.