facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا الاتحادية والصين الشعبية - الحصان والعربة


د.حسام العتوم
07-10-2021 11:06 AM

تعرف روسيا الاتحادية وسط أقطاب العالم الكبيرة الأعضاء في النادي النووي بقوتها العسكرية فوق النووية، وبتعادلها مع قطب الولايات المتحدة الأمريكية في نفس المجال، وبقيادتها لعالم الأقطاب المتعددة وبتوازن، وعلى قاعدة المصالح المشتركة ومن زاوية الند للند، وتتشابه مع أمريكا في دور الحصان وصهيله، ويتمثل دور الصين بالعربة الذكية، والدور نفسه ينسحب على الولايات المتحدة الأمريكية أيضا وعلاقتها مع الصين. وفي الوقت الذي تتحدث فيه روسيا السياسة، وتنتهج خط معارضة القطب الأوحد الأمريكي - الأوروبي وحلفهما ( الناتو) العسكري، نلاحظ بأن الصين الشعبية تحترف الاقتصاد، وتتعاون مع روسيا ومع أمريكا، وتشكل جبهة واحدة سياسية مع روسيا بعيداً عن الأحلاف العسكرية المشتركة، وتختلف مع أمريكا في السياسة، وتتناكف معها حول مصدر جائحة كورونا منذ عام 2019، وربما قبل ذلك. وبينما هي روسيا تجاوزت الحقبة الأيدولوجية الشيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مع بقاء الحزب الشيوعي في روسيا يتقدم المعارضة، لازالت الصين متمسكة بالشيوعية مسارا للحكم.

فلماذا هي الصين إذن باحثة عن الحضن السياسي الروسي الدافيء رغم برودته السيبيرية، وتبتعد عن مثله الأمريكي رغم تفوق مسارها الاقتصادي معه على المسار المشابه الروسي؟ وكلنا نعرف بأن حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا وأمريكا يميل لصالح أمريكا، فمثلا نجد بأن حجم التبادل التجاري الصيني مع روسيا وصل إلى 63,5 مليار دولار فقط بينما هو مع أمريكا وصل إلى 586.72 مليار دولار؟ وفي الوقت الذي تنسجم فيه الصين مع روسيا في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، نجدها تختلف مع القطب الأوحد الأمريكي الساعي للسيطرة على أقطاب ومحاور العالم. وبينما هي روسيا ابتعدت في تحليقها عن كوكب الاتحاد السوفيتي الشيوعي بعد انهياره عام 1991، نجد بأن الصين لا زالت تتمسك بالشيوعية منارة لسياسة سلطتها. وهنا من الممكن ملاحظة تخندق الصين وسط الفضاء الروسي خاصة بما يتعلق بالملف السوري الذي يتجه حاليا نحو الانفتاح صوب العمق العربي، وشكل من المحطة الأردنية بداية له، والمكالمة الهاتفية للرئيس بشار الأسد مع جلالة الملك عبد الله الثاني حديثاً خير شاهد، وما سبقها، حيث أبرق جلالة الملك مباركا قدوم الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي بتاريخ 19 حزيران 2021، وزيارة جلالة الملك لموسكو بتاريخ 23 اغسطس 2021، وزيارة مماثلة للرئيس بشار الأسد بتاريخ 14 سمبتمبر 2021، ولوزير الدفاع السوري علي أيوب، ولوفد حكومي اقتصادي سوري لعمان دليل حميد أيضا، و لقاء وزيري خارجية الأردن ايمن الصفدي و السوري فيصل مقداد بتاريخ 23 سمبتمبر 2021 في نيويورك مؤشر خير يبنى عليه بنفس الاتجاه، ولقاء اقتصادي أردني سوري مصري حديث يصب بنفس الاتجاه. وكل هذا الحراك الأردني - السوري السياسي والاقتصادي الهام ما كان له أن يزداد نجاحا لولا الجهد الروسي السياسي الملاحظ بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، وضوء أخضر أمريكي غير ممانع يسهل رصده في هذا المجال بكل تأكيد.

والملاحظ هنا، أن روسيا و الصين باعتبارهما من الدول الدائمة في مجلس الأمن شكلا جبهة واحدة لمواجهة التغول الأمريكي في الملف السوري خاصة، وأكثر من ( فيتو) روسي مشترك 2012 2020 للتصدي للمساعدات الأممية لسوريا عبر تركيا، ولمواجهة العنف الذي كان دائراً هناك. وتم رصد 6 قرارات فيتو للصين منذ اندلاع الربيع العربي 2011 و الذي شمل سوريا وليبيا، وامتدت حتى عام 2017، وسجلت روسيا وحدها 113 فيتو أكثر من الصين بالطبع، ثم جاء الفيتو الأمريكي بحجم 81 مرة، ثم البريطاني 29 مرة، ثم الفرنسي 16 مرة حول قضايا عالمية مختلفة. وفي الوقت الحاضر شكلت قمة جنيف الروسية - الأمريكية هذا العام 2021 والتي حضرها الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن منعطفاً جاداً صوب ترطيب أجواء الحرب الباردة المستمرة عالميا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، حيث تم الاتفاق على القبول بكتاب أبيض سياسي وأمني واقتصادي قدمته روسيا وعرضته على الجانب الأمريكي هناك، كي لا تتكرر الأزمات الأمريكية - الروسية السياسية والأمنية التي تندلع بين الفينة والأخرى، ومثلي هنا قضايا (الجاسوس سكريبال، والمعارض نافالني، وإقليم القرم، والدونباس شرق أوكرانيا، والقضية الفلسطينية العادلة والعالقة حتى الساعة من دون حلول جذرية مقنعة).

والصين بالمناسبة، والتي تميزت عالميا بقدرتها على مواجهة جائحة كورونا والتي في الغالب انطلقت من أراضيها من (أوهان) واتهمت في انطلاقتها أمريكا من وسط معسكراتها، ورغم تعداد السكان الهائل لديها الذي يقترب من المليار ونصف المليار إنسان، وهي التي تفوقت على روسيا في الضبط والربط الطبي- إن صح التعبير. ورقم كورونا بالنسبة لعدد السكان لديهم محدود لم يتجاوز الـ 96 ألفا إلا قليلا، ووفيات تقارب الـ 4 آلاف حالة وأكثر وهو رقم متواضع، وبؤرة إصابات جديدة في الصين في منطقتي فوجيان و تشونغتشيتغ، بينما امتازت روسيا في لقاحها (سبوتنيك V) عالميا، لكنها لم تنجح في ضبط الوضع الوبائي في الشارع الروسي من حيث ضرورة الالتزام باللقاح وبالكمامات، فلا زال رقم كورونا مرتفعا لديها، وهي لم تصل ذروة كورونا الخطيرة بعد، والرقم الحالي يقارب الـ 87 ألف إصابة وأعداد من الوفيات، ورقم الإصابات اليومي تجاوز الـ 22 ألف إصابة، ولا زالت نسبة تلقي اللقاح منحدرة جدا، ولا تسمح في المقابل بتعاطي مواطنها أي لقاح أجنبي، ووفيات كورونا حاضرة تصيب كافة الأعمار خاصة الكبيرة منها. وعلى صعيد آخر ثمة معاهدة تعاون بين روسيا والصين لخمس سنوات مقبلة، وصندوق استشماري مشترك قيمته مليار دولار، وخط لمادة الغاز الروسية للصين تحت مسمى سيبيريا قيمته 400 مليار دولار، وغزو مقابل للصناعات الصينية للسوق الروسي مربح لها، ومناورات عسكرية مشتركة 2018 2019 وغيرهما، واستيراد صيني للسلاح الروسي منذ عام 2006 بقيمة 26 مليار دولار وأكثر. ومحطة قمرية مشتركة روسية - صينية 2021.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :