facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات رجل يعيش كابوسا متقطعا!


حلمي الأسمر
25-06-2007 03:00 AM

نُقل عن ديبلوماسي عربي في عمان توقعه أن تخرج القمة الرباعية المزمع عقدها اليوم في شرم الشيخ, باتفاق تاريخي يستند الى المبادرة السعودية/ وحسب قول الدبلوماسي لصحيفة "السياسة" الكويتية فإن الأردن ومصر مخولتان في هذه القمة بعقد اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، وستقوم دول الخليج بحسب الديبلوماسي العربي بدفع عشرة بلايين دولار لاسرائيل مقبال قبولها بمبادرة السلام العربية!
مصدر التوقع هنا عربي، ولكن ماذا بشأن "الطرف الآخر"؟ ماذا يقول؟ عدد صحيفة (هأرتس) صباح أمس تضمن خبرا مغايرا، إذ قال أن أولمرت رفض خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي طرحاً تقدمت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس يقضي بخوض إسرائيل مفاوضات الوضع الدائم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس/ وقالت الصحيفة إن رايس تدعم فكرة التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني حول مبادئ الوضع الدائم ثم وضع التفاهمات بين الجانبين على الرف دون تطبيقها في هذه المرحلة بسبب ضعف محمود عباس السياسي، غير أن أولمرت رفض هذا الموقف من منطلق خشيته من إخفاق عباس في إقناع الفلسطينيين بأي اتفاق قد يتوصل إليه مع إسرائيل!
بطبعنا العربي نحن ميالون لتصديق المصادر غير العربية، تأسيسا على تجارب سابقة، وبوسع أي بني آدم يمتلك ذاكرة ضعيفة مثلي أن يتذكر سيلا من المواقف الإسرائيلية التي ذهبت مذاهب شتى في التملص من الالتزام بأي اتفاقات وقعت أو سيتم التوقيع عليها، خاصة وأن الظروف كانت مناسبة جدا إسرائيليا للالتزام وحقن دماء البشر في الجانبين، ومع هذا قلبت إسرائيل الطاولة ودخل شارون بدباباته مقرات السلطة الفلسطينية، ودمر كل شيء متحرك أو ثابت!

الوضع اليوم مختلف قليلا، فثمة "إمارة إسلامية" غريبة تنشأ في سياق ظرف استثنائي، ربما تكون حافزا على إنجاز ما، كونها "تحظى" برفض طام وعام على الصعيد الرسمي خاصة، ولكن السؤال هنا هو عن مدى قدرة شخص كأولمرت ليس في جسمه مكان يخلو من طعنة برمح أو جرح من خنجر، على إبرام أي اتفاق "تاريخي" ... شخص متأرجح مضطرب يقف على كثيب رملي، لا يتمتع بأي كاريزما أو صدقية سياسية وسط قومه!

لا نريد أن نهرف بما لا نعرف، ولكننا لا نتوقع خروج قمة الشرم إلا بما خرجت به مثيلاتها: قرارات ذات طابع "موضعي" تستهدف السيطرة الأوضاع الطارئة فحسب! وصوف القليل من حبوب المهدىء فحسب!
في الأثناء، تؤكد المصادر فلسطينية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بدأ العمل فعليا لعزل حركة حماس في غزة عن العالم وتجريدها من أي دعم عربي أو إسلامي أو دولي/ وأن عباس سيقوم بجولة رسمية بعد انتهائه من قمة شرم الشيخ في عدد من الدول التي تقيم علاقات مع حماس لحملها على التخلي عن هذه العلاقات، وبتواز لا يحمل أي صدفة، مسؤول كبير في الاجهزة الامنية الفلسطينية يقول أن السلطة الفلسطينية سترسل مراقبين الى المساجد والمدارس التابعة لحركة حماس في الضفة بغية الاشراف على مضامين المناهج التعليمية وخطب الائمة، نفس المسؤول الفلسطيني يدعو السلطات الاسرائيلية الى الانسحاب من مدن الضفة وقراها لإفساح المجال امام اجهزة الامن الفلسطينية للتصدي لعناصر حماس، وبالتوازي أيضا، يبحث القنصل الامريكي العام في القدس جاكوب والاس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض إعداد برنامج امني في الضفة الغربية، والاس يشير صراحة في حديث لصحيفة "القدس" المقدسية أمس الى وجود اتصالات امريكية اسرائيلية فلسطينية لتسهيل نشاط قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية، وبين تصريح وآخر يتم إنجاز ما: تعتقل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مدى الأيام العشرة الماضية المئات من نشطاء حماس في الضفة الغربية!

أخيرا لا بد من تصريح يخفف من حدة المشهد قليلا: المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة يقول أن عباس سيطلب من أولمرت خلال قمة شرم الشيخ العمل بشكل "جدي وحازم" لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتحريك عملية السلام من خلال التفاوض على الوضع الدائم بالاستناد إلى خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية / وإمعانا فى التضليل ينفي أبو ردينة بشدة أن تتخذ قمة شرم الشيخ إجراءات عقابية ضد حركة حماس!

دوامة لعينة من التصريحات والتصريحات المضادة، تشبه يوميات رجل يعيش كابوسا متقطعا، والنتيجة: مزيد من الموتى والثكالى، لم لا، فالطريق إلى القدس يمر عبر خانيونس ورام الله!
al-asmar@maktoob.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :