رحل اليوم الفنان الكبير جميل عواد ، فكم تضيق الزاوية المحصورة في هذه المساحة إذا أردت استذكار باستفاضة حياة الرجل الإنسان الفنان المتميز الذي كان نجم من نجوم الفن التلفزيوني والمسرحي الاحترافي ، الإنسان الذي عشق العمل وهام به ، نعم إنه الممثل المتميز الذي أبدع في ادائه وفاض في إنسانيته وحبه للجميع ، الفنان الذي احترف التمثيل والذي اعطى المهنة حقها من الاحترام فهو مهني بامتياز عرف قيم الفن الاصيل ووقف عند حدوده وأعطى العمل حقه من المصداقية والأمانة ، وكان عند مستوى المسؤولية ، وقدس العمل ، فقد رحل مخلصاً ، ولم تغره الحياة وزخرفها ، ولم يفّرط في الأمانة ، وخلف سمعة بالغة الأهمية فهو بحق مدرسة في الأمانة والاخلاص والوفاء والالتزام والحب اضافة الى مدرسته الفنيه في التمثيل الابداعي المسؤول .

لقد خسرنا اليوم برحيله علماً من أعلام الفن الاردني ، فقده الفنانون والاعلاميون وكل من عمل معه بامانه واخلاص لأنه لم يختلف مع أحد وكانت المصلحة العليا عنده فوق المصالح الشخصية ، ولم يفرط في أمانة المسؤولية ، بل كان العمل عنده أمانة وصدق وإخلاص ، والوصول إلى الجوهر نهجه الذي ينبغي على الفنانين أن يستفيدوا من مدرسة جميل عواد ، بحثاً عن الذات والجهر بها وإشعال مصابيح النور أمام الابداع ، فقد تعلمنا منه الشئ الكثير - رحمه الله - فما عرفته عنه التألق في الأدوار الصعبة ، وعاونه مع زملائه ، فقد كسب حب كل رفاق دربه ليستفيد الجميع من هذه المدرسة الإنسانية الأخلاقية .

الفنان جميل عواد .. ترجل عن صهوة الإبداع، تاركا إرثا كبيرا وغنيا من الأعمال الدرامية التي تركت بصمات كبيرة في عقول ووجدان المشاهد الأردني والعربي ، فعند توقفنا عند العديد من اعماله نجد ابداعاته فيها خاصة في التعامل مع النص الدرامي بحرفية عالية وخزم جعلت نجوم المسلسلات الذين عملوا معه فيها يتألقون في أدوراهم ويحظون بإعجاب المشاهد الذي كان يتابع مختلف الأعمال البلدية في وقت عرضها.

شارك المرحوم جميل عواد في العديد من الأعمال ولمع نجمه في عالم التمثيل فقد شارك العديد من الأعمال التي كان لها أثر كبير في إثراء تجربته في الأعمال التلفزيونية البدوية والتاريخية ، إضافة إلى عشرات الأعمال الدرامية الريفية التي نقلت للمشاهدين مبكّراً، ظروف القرية الأردنيّة ومشوار أهلها في تجاوز ظروف الحياة والاهتمام بتطوير الإمكانات وتحصيل العلم والتمسّك بالأرض.

شارك الفنان الراحل جميل عواد عضو رابطة نقابة الفنانين الأردنيين في مهرجانات محلية وعربية ودولية، منها: مهرجان دمشق السينمائي عام (١٩٩٣)، ومهرجان أوبرهاوزن في ألمانيا .

واخيراً ولئن كنت قد تحمست في كتابة هذه الأسطر يوم وفاته وهو الصديق الصدوق ، فإن ذلك القليل الذي ينبغي قوله في حق قامة فنيه اردنية متميزة ومتألقة مثل الأستاذ الراحل جميل عواد .. فإلى رحمة الله أيها النبيل .. مع تعازينا الحارة إلى زوجته الفنانة الكبيرة جوليت عواد واهله جميعا .