facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موقع الأردن في السياسة الروسية المعاصرة على ابواب المئوية


د.حسام العتوم
03-11-2021 09:43 AM

يصعب الحديث عن بدء ماراثون العلاقات الأردنية - الروسية المعاصرة دون الغوص قليلا في عمق الحضور الروسي - السوفيتي في منطقتنا العربية منذ بدء الأعتراف السوفيتي بدولة اسرائيل الأحتلالية أولا بتاريخ 14 ايار 1948 عبر وثيقة اعلان دولة اسرائيل ووسط اعتراف 163 دولة من اصل 193 دولة في الأمم المتحدة وحصول اسرائيل على عضوية الأمم المتحدة بتاريخ 15 ايار 1948.

وبعد عام على قرار التقسيم عام 1947 عبر عصبة الأمم المتحدة الذي تطاول على فلسطين وعلى الدولة العربية وانحاز لتثبيت اقدام اسرائيل بعد زمن طويل للحراك الصهيوني منذ مؤتمر بازل في سويسرا المعروف بمؤتمر (هرتسل) 1798 , وحتى قبل ذلك بعشرين عاما منذ زمن الحاخام شورون الذي دعا للتمسك بالصحافة للوصول للهدف الاستعماري وربط قوتها بالذهب عندما لم يكن البترول مكتشفا بعد.

وكتاب يفغيني بريماكوف ( الشرق الأوسط - خلف الكواليس ص.257 ) يؤكد هدف القدوم الروسي السوفيتي الى شرقنا لنشر الأشتراكية, وعمل جوزيف ستالين على الأعتراف بإسرائيل للدفع باليهود الى فلسطين من بارادبيجان ومن اوروبا ومن افريقيا ومن كل العالم بعدما كان لديه خيار ارسالهم لإقليم ( القرم ) وإلى غير مكان لاحقا عام 1950 . وحققت مخرجات الحرب العالمية الثانية ( العظمى ) التي انتهت عام 1945 بإنتصاء الجيش الأحمر السوفيتي على النازية الألمانية - الهتلرية نتيجة لصالح الدفع باليهود الى فلسطين من شتى رقاع العالم بعد الأستعانة بالتوارة.

وبحجة ( المحرقة اليهودية ) , رغم انها كانت موجهة لكل السوفييت ولحلفائهم ولكل شعوب العالم . وثمة فرق بين الزحف اليهودي بقوة الحراك الصهيوني وبين اليهودية كواحدة من الأديان الأبراهيمية السمحة في المنطقة .و كتاب ليونيد ميليتشين " لماذا انشأ ستالين اسرائيل " الصادر في موسكو عام 2005 يؤكد ذلك .

ووسط اتون الحرب الباردة التي دفعت بها ووجهتا الولايات المتحدة الأمريكية بعد التحامها مع الحلف السوفيتي في الحرب العالمية الثانية وتحقيق نصر مشترك فيها , ثم الأنفصال عن التحالف المنتصر على النازية الهتلرية ذات الوقت لأسباب لها علاقة مباشرة برغبتها وقتها بتشكيل القطب الأوحد المسيطر على محاور السياسة والعسكرة والأقتصاد العالمي وعدم القبول بإتحاد سوفيتي قوي منافس , وهو الأتحاد الذي امتلك قنبلته النووية عام 1949 بعد امتلاك امريكا لها عام 1945 , وهو الذي حصل الى الأمام وحتى الان في زمن قيادة روسيا الأتحادية لعالم الأقطاب المتعددة , ولوضع حد للحرب الباردة نفسها , ولسباق التسلح ومنه الفضائي.

وبعد عشر سنوات على حكم مليكنا الراحل الباني الكبير الحسين العظيم طيب الله ثراه , ورغم العلاقة المبكرة للأردن مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1951 وحجمها الأقتصادي المفيد والمؤثر ايجابا على الأقتصاد الأردني , حيث حصل الأردن على أكثر من 20 مليار دولار على شكل مساعدات مالية واقتصادية وعسكرية , وتوقيع اتفاقية اقتصادية للحصول على 6,5 مليار دولار اخرى على مدى خمس سنوات مقبلة.

الا أن مبادرة الحسين بفتح البوابة الدبلوماسية مع روسيا السوفيتية والأتحاد السوفيتي عموما في زمن نيكيتا خرتشوف بتاريخ 21 اغسطس 1963 , والأرشيف يشير لرغبة الحسين بإقامة علاقات دبلوماسية مع الأتحاد السوفيتي بقيادة روسيا عام 1956 وتحديدا 22 تشرين الثاني والحصول على السلاح للأردن , وهو زمن حكومة سليمان النابلسي ( الشيوعي ) , وتجددت الرغبة الأردنية بالأقتراب من موسكو وزياراتها عام 1978.

وشكل الأردن حلقة وصل بين واشنطن وموسكو رغم بدء العلاقات مع السوفييت عبر يوغسلافيا وسوريا , وبعد 42 عاما من عمر مئوية الدولة الأردنية الأولى المجيدة , لم يشكل عائقا لإستمرار علاقة الأردن مع أمريكا , وطورها لاحقا بإنضمامه لحلف ( الناتو) العسكري عام 1996 بعد مرور 30 عاما على انهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 وحلفه العسكري ( وارسو) المؤسس عام 1953.

وبالمناسبة بدأت زيارات الحسين الراحل لموسكو السوفيتية عام 1978 , وفي زمن ليونيد بريجينيف , وزار وقتها موسكو العاصمة وليننغراد وسوتشي , وزرع شجرة الصداقة عام 1957 في حديقة " ديندراري " المؤسسة عام 1889 هناك شاهدتها شخصيا لاحقا اثناء جلوسي على مقاعد الدراسة في روسيا.

وحديقة تحمل اسم الحسين في غروزني العاصمة الشيشانية افتتحها الرئيس الشيشاني رمضان احمد قديروف عام 2018, وحديقة مماثلة في عمان تحمل اسم الشهيد رئيس الشيشان - احمد قديروف عام 2010 افتتحها جلالة الملك عبد الله الثاني بحضور الرئيس الشيشاني رمضان احمد قديروف.

وقدمت فرقة "وايناخ" الفنية عرضا مدهشا حينها في مدينة الحسين للشباب . والحسين بن طلال الملك العظيم فاتح ابواب العلاقات الأردنية مع السوفييت يستحق اليوم ان يسمى في موسكو شارعا بإسمه على غرار اقتراح ومطالبة روسيا الأتحادية حديثا بتسمية احدى شوارع عاصمتنا الأردنية عمان بإسم يفغيني بريماكوف زعيم السياسة والدبلوماسية الروسية – رئيس الوزراء الأسبق - رئيس غرفة التجارة الروسية العربية , القريب من العرب والعارف بلغتهم , وشخصيا ارحب بذلك , وبمثل هكذا توجه تاريخي .

وكتاب " القرار " لدولة مضر بدران الصادر في عمان عام 2020 يكشف لنا رواية تاريخية هامة حصلت فعلا تربط بين تأخير ادانة الأردن للأتحاد السوفيتي في عهد حكومة مضر بدارن صاحب الولاية العامة وقتها بسبب تفجير الروس ( الأتحاد السوفيتي ) طائرة ركاب كورية , قادمة من أمريكا بعد أن دخلت مجال جزيرة سخالين الروسية . ص 237 , وكيف ربط بدران الموضوع مع تصريح إستفزازي لأريل شارون وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية , عندما قال " يا فلسطينيين وطنكم الأردن " واتصال من طرف دولته وقتها بالسفير الأمريكي للرد على الأعتداء الإسرائيلي , وهو الذي اجاب من طرفه ببرودة حيث قال " دعه يقول ما يريد , ولا تلتفتو لتصريحاته " .

وكان صوت الأردن في الأدانة هو المرجح وجاء متأخرا عبر أمر صدر لعبدالله صلاح مندوب الأردن الدائم في مجلس الأمن ( ص 239 ) . والأمر يعني لي هنا شخصيا بأن امريكا راهنت على اقتراب الأردن من الأتحاد السوفيتي لتحقيق اغراضها بسهولة وسط الحرب الباردة التي شنتها عليه من طرفها لإسباب اقتصادية عالمية واخرى عسكرية مثل الإتجار بالسلاح وسباق التسلح ومنه الفضائي , لكن صوت الأردن في مجلس الأمن بقي هو الأقوى .

لقد بدأ ماراثون العلاقات الأردنية - السوفيتية عام 1963 فورا على مستوى سفير , ولقد راهن السوفييت ومن ثم الروس على الموقع الجيوسياسي للأردن وللعرب بشكل عام , وشكلت الاحزاب الشيوعية والقومية العربية مدخلا لتقريب دول المنطقة العربية من الأتحاد السوفيتي , ويعتبر الأردن من اوائل الدول العربية بناء لعلاقاتها معهم ,

وسبقتنا اليهم المملكة العربية السعودية عام 1926 , وتزامن للحراك السوفيتي وسط سوريا والعراق ومصر واليمن في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي , فكان اول سفير قدم الى موسكو هو الدكتور جميل التوتنجي , واول سفير سوفيتي عمل في عاصمتنا الأردنية عمان هو بيتر جلوسارينكا , تبعهم من الجانب الأردني اصحاب السعادة السفراء ( عبد الله زريقات , حسن ابراهيم , كمال الحمود, هاني الخصاونة ,فالح الطويل , محمد العدوان , خلدون الظاهر ,احمد مبيضين ,عبد الاله الكردي , احمد الحسن , امجد العضايلة ,زياد المجالي , وخالد الشوابكة حاليا ) .

ومثل الجانبين السوفيتي والروسي ( رفيق نيشانوف , سيرجي كيربيجينكو , الكسندر سلطانوف , الكسندر شين , بوريس بولوتين , وغليب ديسياتنيكوف حاليا ) . وطور السوفييت وفي مقدمتهم الروس وروسيا الأتحادية بعد ذلك علاقاتهم مع الأردن الجيوسياسي في صدارة العرب,

وقدمو مصلحتهم السياسية وسط الحرب الباردة التي لايراد لها ان تنتهي من جهة الغرب على امكانات الأردن الأقتصادية , ورفعو حجم التبادل التجاري معنا بالتدريج حتى وصل الى نصف مليار دولار , ولازال بحاجة لتطوير افضل , ولديهم اي الروس بعد السوفييت ما يقدمونه لنا , ولدينا نحن هنا في الأردن ما بإمكاننا ان نقدمه لهم وعلى كافة المستويات الأقتصادية , والسياسية , والدبلوماسية , والثقافية , والأجتماعية .

ولقد حظي الأردن عبر مئويته الأولى والثانية لدولته بمسيرة عطرة شامخة لملوك اردنيون وشح تاريخهم والأردن ثورة عربية كبرى مجيدة حملت شعارا قوميا عريقا نفتخر به حتى الساعة تمثل في ( الوحدة والحرية والحياة الفضلى ) , وتقدمهم بإتجاه القطب السوفيتي ومن ثم والروسي الملك الحسين العظيم الراحل طيب الله ثراه وجلالة الملك عبد الله الثاني " حفظه الله ورعاه " , وتطورت العلاقات الأردنية تجاه السوفييت والروس وحتى يومنا هذا بشكل ملاحظ وحميد , وغدى اكثر سرعة وهذه ادلتي :

من يتابع الرسم البياني السوفيتي - الروسي الأردني والعربي لا بد له وأن يلاحظ انحياز السوفييت بداية الى جانب إسرائيل عبر قرار التقسيم عام 1947 وبعد ذلك في حرب نكبة عام 1948 بهدف ضمانة تأسيس دولة إسرائيل , والعرض على العرب مشروع دولة يعرفون مسبقا بأنهم يرفضونها وقرار التقسيم نفسه , ومقالة الدكتور محمود محارب في موقع عرب 48 مؤشر واضح ) 2310 2016) .

وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قلب السوفييت وفي مقدمتهم روسيا الأتحادية الطاولة على إسرائيل وطالبوها بالأنسحاب الفوري من سيناء أو توجيه ضربة قاسية لها . (موشيه جاك . كتاب 40 عاما من الحوار مع الأتحاد السوفيتي).

وكتاب ( خفافيش في سماء ديمونا - المقامرة النووية السوفيتية في حرب الأيام الستة ) كشف لنا ارسال الأسلحة والمستشارين لمصر وسوريا في حرب عام 1967 الإسرائيلية الوقائية والتي خطط لها جمال عبد الناصر تحت شعار ( ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) , وكشفت إسرائيل الخطة المصرية والعربية عندما قررت مصر سحب قوات الأمم المتحدة من خليج تيران . وتبنى الأتحاد السوفيتي خطة لمهاجة إسرائيل , وهو الذي كشفته مقالة موقع ارغور تسايتونغ السويسري بتاريخ 11 حزيران 2017 , و) فيتو ( سوفيتي وقتها لوقف الحرب ولمنع التوغل الإسرائيلي داخل اراضي العرب .

ولم يكن للإتحاد السوفيتي علاقة بحرب الكرامة الباسلة عام 1968 التي قادها جيشنا العربي - القوات المسلحة الأردنية الباسلة , وشارك فيها اهل فلسطين ومقاومتهم الوطنية انذاك . وعملو على اسناد الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية عام 1973 التي شارك فيها جيشنا العربي - القوات المسلحة الأردنية والذي تقدمه اللواء المدرع الأربعون , والقوات السورية والعراقية , وكانت نتيجتها تحرير جزء هام من مدينة القنيطرة الجولانية .

وفي الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980 1988 اصطف الإتحاد السوفيتي الى جانب العراق في مواجهة السلاح الأمريكي والبريطاني في الجانب الإيراني , وتوسيع العراق لمصادر تسليحه من فرنسا اثار غضب السوفييت , وتوجه العراق بعد ذلك للتسلح من الصين والبرازيل وجنوب افريقيا ومصر والصومال . ,

وشهدت فترة اجتياح العراق للكويت زيارة ليفغيني بريماكوف مبعوث الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف بتاريخ 11 شباط 1991 بهدف اقناع العراق للإستجابة لقرارات مجلس الأمن وسحب القوات العراقية من الكويت.

لم يكن لروسيا الأتحادية دورا مباشرا في معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية الموقعة في واشنطن بداية بتاريخ 25 يوليو 1994 , والتي هدفت مبكرا لإخراج إسرائيل من الضفة الغربية ثم تحولت الى سلام رسمي بين الأردن وإسرائيل أعلن عنه هنا في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وكان للولايات المتحدة الأمريكية بحضور الرئيس بيل كلينتون الدور الأساس في تقريب الموقفين الأردني بقيادة الملك الحسين الراحل وحضور عبد السلام المجالي وبين إسرائيل إسحاق رابين , وهو السلام الإستراتيجي بين البلدين الذي لم يعني حتى الساعة التطبيع الشعبي أو الأعلامي , ومن وسطه اعاد الأردن عام 2019 اقليمي الباقورة والغمر,

وبطبيعة الحال فإن روسيا الأتحادية معنية والى يومنا هذا بترسيخ السلام بين الأردن وعموم العرب وإسرائيل وفقا لقرارات الشرعية الدولية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن .

ولقد شارك الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين عام 1999 في تشييع الملك الراحل الحسين الى مثواه الأخير , وزيارتين رئاسيتين للرئيس فلاديمير بوتين للأردن ولمنطقة مغطس السيد المسيح الذي اعترف الفاتيكان بشرعيته في الجانب الأردني , وقطعة من الأرض قدمها جلالة الملك عبد الله الثاني لبناء كنيسة روسية بالقرب من المغطس , وهو ماحصل فعلا , وزيارة لعمان ورام الله قام بها الرئيس الروسي السايق دميتري ميدفيديف . وحوالي 25 الف خريج اردني من الأتحاد السوفيتي و روسيا الأتحادية ومعظمهم درسو مجانا في اختصاصات مختلفة

و لازال الجانب الروسي لدينا وعبر منصة مركز العلوم والثقافة يقدم حوالي 120 منحة دراسية سنويا مباشرة وعبر اتفاقيات مع الجاليات الروسية بعمان .

والى الجوار العراقي وصل مجددا يفغيني بريماكوف مبعوث القيادة الروسية والرئيس فلاديمير شخصيا لإقناع بغداد بضرورة فتح ابواب التفتيش الدولي على اسلحة الدمار الشامل لإغلاق الطريق ام حجة الغرب بقيادة الناتو لإجتياح العراق , ورغم خلو العراق من مثل هكذا اسلحة سرابية حصل ما حصل وسقطت بغداد بيد التحالف الأمريكي .

وشهد عام 2011 قدوم الربيع العربي ,وهو الذي مس الأردن كما بلاد العرب , ونجح الأردن من وسطه بتقديم السياسة على الأمن , وحارب الأرهاب ببسالة الذي وصل اليه من الخارج ولاحق غيره خارج البلاد في افغانستان وفي سورية , وقدم كوكبة من الشهداء كان في مقدمتهم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة الذي قضى نحبه بطريقة مأساوية هزت المنطقة العربية .

وسجل عام 2015 دخول روسي دبلوماسي عبر جنيف والأستانا قاده وزير خارجية روسيا المخضرم والقدير سيرجي لافروف , ومن خلال التدخل العسكري المباشر تحت اشراف وزير الدفاع سيرجي شايغو , بهدف مطاردة الأرهاب واجتثاثه وفي مقدمته عصاباتي ( داعش ) و( النصرة – هيئة تحرير الشام ) المجرمتين المتفرعيتين عن تنظيم القاعدة الأم المجرم ايضا , وسياسيا عبر فتح مكتب سياسي وأمني مع الأردن , وعبر ترتيب منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري وبمحاذات الحدود الأردنية شمالا لضمانة عودة اللاجيء السوري الى وطنه طوعا وبعد تأمينه ببنية تحتية امنة .

وواصلت روسيا مع الأردن الى جانب دول العالم في مساعدة اللاجيء السوري على الأرض الأردنية انسانيا البالغ تعدادهم 1,3 مليون لاجيء , وهو الذي تتحمل خزينته اعباء اللجوء السوري بعيدا عن الوعود السرابية المادية الدولية , حيث بلغت كلفة اللاجيء السوري عام 2017 مثلا حوالي 10 مليار دولار, وتصل الحاجة السنوية لإستيعابهم قرابة 2,4 مليار دولار . ففي تاريخ 3 7 2021 قدمت روسيا 7 اطنان من المساعدات الأنسانية للاجيء السوري حسب وكالة انباء نوفستي . وسبق لروسيا الأتحادية أن بدأت مهمة مساعداتها للاجيء السوري والمتضرر السوري عام 2012 , ورصدت لذلك 52 مليون دولار حتى عام 2014 , وزادت حجم مساعداتها عام 2015 مليوني دولار اضافية , ونفذت 35 رحلة مساعدات انسانية للسوريين عبر الأمم المتحدة , وجهزت مستشفى ميداني قوامه 75 طبيبا , و600 طن مساعدات غيرها للمتواجدين منهم في الأردن ولبنان بين عامي 2013 و2015.( 2017 3 RT 13 ).

ومن اكبر المهام الروسية السياسية خدمة للأردن ,وهو الذي حدث في الأونة الأخيرة , تقريب الموقفين الأردني والسوري بعد قطيعة إستمرت عشر سنوات بسبب تفسيرات للحدث والربيع السوري الدموي غير دقيقة قادتها العقلية السياسية والأمنية الأمريكية منذ عام 2011 , وثبات النظام السوري في المقابل دحض النظرية الأمريكية التي كانت تراهن خلاف ذلك , وبسبب الدخول الأمريكي المبكر ايضا على خط الأزمة السورية من دون دعوة , والخلط بين دفاع الجيش العربي السوري عن سوريا الوطن والشعب , وبين تواجد 80 صنفا من الأرهاب على الأرض السورية , وبين جهد الالة العسكرية الروسية في مطاردة الأرهاب , وتشجيع العرب على التغول فيها من زاوية الدفاع عن كرامة الشعب السوري وسط دعاية غربية مبرمجة قادت لتوسيع دائرة الرهاب الروسي ( الفوبيا ) غير المبرر , وهو الذي قدمت بشأنه شخصيا للرأي العام العربي كتابين بعنوان ( روسيا المعاصرة والعرب ) عام 2016.

و( الرهاب الروسي غير المبرر – unjustified Russophia) عام 2020 , وتكلل الجهد الروسي الأخير هذا بمكالمة هاتفية اجراها الرئيس بشار الأسد مع جلالة الملك عبد الله الثاني بتاريخ 3 اكتوبر 2021 , وزيارة لجلالة الملك لموسكو على رأس وفد أردني رفيع المستوى بتاريخ 23 8 2021 ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين والقيادة الروسية اسست للأنفتاح على سوريا , وحملت هدف تحقيق امن الحدود في منطقة درعا التي عاشت حالة من عدم الأستقرار بسبب تصادم الجيش السوري مع المعارضة السورية من جهة ومع الأرهاب ممثلا بعصابة داعش من جهة اخرى في منطقة درعا الحدودية مع الأردن , ولتواجد عناصر حزب الله والمليشيات الأيرانية بمحاذات الحدود الأردنية ايضا , كما هدفت لتحقيق الأمن الأقتصادي ,

وتمرير الغاز المصري عبر الأراضي السورية , وتقديم العون الأردني في مجال طاقة الكهرباء للبنان .

وزيارة مماثلة لموسكو قام بها الرئيس بشار الأسد بتاريخ 14 9 2021 ساهمت بترسيخ الأنفتاح على الأردن

وبرقية من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني للرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي بتاريخ 19 حزيران 2021 لفتح كاريدور سياسي مع طهران وبهدف ضمانة امن الحدود الأردنية ايضا ,

وزيارة لوزير الدفاع السوري علي ايوب لعمان بتاريخ 19 9 2021 ,

ووفد سوري اقتصادي وصل عمان بتاريخ 27 9 2921 لبحث ملفات التجارة والزراعة والنقل والكهرباء والموارد المائية , ولقاء بين وزيري خارجية الأردن ايمن الصفدي والسوري فيصل مقداد , وفتح للمعابر الحدودية الأردنية - السورية .

والمهمة الأهم التي قامت بها روسيا ولاتزال خدمة للأردن ايضا , هي وقوفها الصارم الى جانب عدالة القضية الفلسطينية مباشرة وعبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن ,

ووقوفها ضد صفقة القرن المشؤومة علنا ,

ومواقف شجاعة بهذا الأتجاه قادها الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خاجيته سيرجي لافروف، وتطابق مع موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الشجاع مع حل الدولتين وفي الإقليم وفي المحافل الدولية.

ووقفت روسيا بوضوح ضد مشروع اسرائيل الذي استهدف ضم الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت عام 2019 بهدف لجم حل الدولتين في زمن تنادي فيه إسرائيل بحل الدولة الواحدة ومن زاوية عنصرية مكشوفة غير عادلة .

ورغم العلاقة الإستراتيجية لروسيا مع إسرائيل الا انها تقف مع قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة تكون عاصمتها القدس الشرقية , وتقف مع تجميد الإستيطان , ومع المخرجات والحلول النهائية للقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن , وتقف بقوة مع الوصاية الهاشمية التاريخية منذ عام 1924 على المقدسات في القدس , ومع عودة الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي الى مكانته الطبيعية وصولا لحول ناجعة تعيد الجانب الإسرائيلي المحتل الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 , وهو الناشر لهلاله الإسرائيلي وسط العرب عبر معاهدات سلام من طرف واحد ,

وبهدف اغلاق الطريق على إمتداد الهلال الأيراني الصفوي فقط , وهما المرفوضان معا عربيا ,

وصيحة الثورة العربية الكبرى المجيدة التي اطلقها شريف العرب وملكهم الحسين بن علي عام 1916 لا زالت حاضرة وتنادي العرب لتوحيد صفوفهم والذهاب لوحدة عربية حقيقية .

كتب المؤرخ الأردني الكبير الراحل سليمان الموسى في كتابه (الحركة العربية – سيرة المرحلة الأولى للنهضة العربية الحديثة 1908 1924 . ص 695 ( إن الوثائق المتوافرة بين أيدينا تدل أن الملك , ويقص الحسين بن علي , كان يتصور وحدة بين الأقطار العربية , ...بث تتمثل الوحدة في العلم الواحد والنقد الواحد وجوازات السفر الواحدة , والمصالح الأقتصادية الواحدة والجيش الواحد ) .

من الممكن ملاحظة تسارع بوصلة العلاقات الأردنية - الروسية في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ,و هي التي اشرت هنا الى أن الفضل في تأسيسها يعود لجلالة مليكنا العظيم الراحل الحسين والزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1963 ,

وزيارات سنوية ملكية منذ عام 2001 وحتى هذا العام 2021 تخللها مكلمة هاتفية مع الرئيس بوتين عام 2020 بسبب عائق جائحة كورونا , قابلتهم زيارات لعمان من قبل رؤساء روسيا يلتسين وبوتين وميدفيديف كما ذكرت هنا اعلاه .

وحسب التقرير الذي وردني من الخارجية الأردنية بناء على طلبي , فأنه لايوجد حتى الان قنصل عام في روسيا الى جانب وجود السفير الأردني وطاقم السفارة , وهو الممكن تفعيله مستقبلا لتغطية الأنشطة الدبلوماسية والسياسية و( الأقتصادية ) خاصة في مدينة سانت بير بورغ عاصمة التاريخ والشمال الروسي , وفي مدينة روستوف على نهر الدون العاصمة الثالثة لروسيا ولنفس الغرض,

وسبق لموسيقات قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة - الجيش العربي أن شاركت في تقديم عزف مدهش وجميل في الساحة الحمراء في موسكو عامي 2011 و2012 .

وحرص ملكي على زيارة المعارض العسكرية والتقنية الحديثة في موسكو وفي مقدمتها معرض ( ماكس ) الدولي للطيران والفضاء في مدينة جوكوفسكي عام 2015 , ومعرض موسكو العسكري الدولي عام 2021 بحضور الرئيس بوتين ووزير دفاعه شايغو .

وتأسيس أردني - روسي للجنة التعاون الأقتصادي والعلمي والتقني عام 1988 ,و اجتماعات متكررة في الأعوام 2013 2014 2016 2018 2019 , ونتائج مثمرة للجانبين .

تتمثل الصادرات لروسيا في النفط والوقود المعدني , المعادن , الحبوب , الأحجار الكريمة , الخشب , الأسمدة , الألمنيوم , والنحاس .و تستورد الأدوية , البلاستيك , الأدوات الدقيقة , الفواكه , والصواميل .

واخر رقم للسياحة الروسية تجاه الأردن سجل زيارة 19 الف سائح عام 2020 بسبب جائحة كورونا بينما كان الرقم مرتفعا عام 2019 (52 ) الف سائح , وعام 2018 ( 32 ) الف سائح . وتوقف للخطوط الملكية الأردنية هذا العام 2021 بطلب من موسكو بسبب عدم الجدوى الأقتصادية .
و1701 طالبا اردنيا وطالبة يدرسون في في روسيا الان , و87 طالبا روسيا يدرسون في الأردن , ويعترف الأردن ب179 جامعة روسية عبر التعليم العالي .

كل التمنيات للعلاقات الأردنية - الروسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وسيادة الرئيس فلاديمير بوتين بالأزدهار والتقدم خدمة لشعبينا العظيمين الأردني والروسي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :