facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليسار الأمريكي الحاكم يحارب الأديان


داود عمر داود
08-12-2021 12:07 PM

كان العرب والمسلمون في الماضي يعتقدون أن أمريكا تعادي الدين الإسلامي لوحده، ولكن جاء وقت نجد فيه أن اليسار الامريكي، الحاكم حالياً، بزعامة الحزب الديمقراطي، ممثلاً بإدارة جو بايدن، يقود حرباً شعواء على جميع القيم التي جاءت بها الأديان عموماً. هذا العداء للعقائد الدينية، وما جاءت به من قيم الفضيلة، سببه نزعة الإلحاد المتجذرة في الحزب الديمقراطي. يقابل ذلك نزعة التدين لدى الـ WASP وهي النخبة الحاكمة التي بدأت تفقد أغلبيتها وتتلاشى تدريجياً، ممثلة بالحزب الجمهوري، الذي يمثل توجهاته الرئيس السابق دونالد ترامب. وعليه نجد أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة أفرزت مجتمعاً منقسماً على ذاته بالتساوي، يتصارع فيه تياران، اليسار الملحد الصاعد واليمين المتدين المُتراجع.

نقل صراع اليمين واليسار إلى الخارج:

ولو بقي هذا الإنقسام حبيس الساحة الداخلية الأمريكية، لكان الأمر عادياً إلا أن المشكلة تكمن في أن الحزب الديمقراطي الحاكم جعل العالم، على إتساعه، ساحة صراع مفتوح، بين يسار ملحد ويمين متدين. بمعنى انه قام بتوسيع رقعة الصراع، ضد التدين، لتشمل الساحة الدولية. وإستخدم أذرعه لفرض ثقافة اليسار على الشعوب الاخرى، مثلما تروج له شبكة (نت فليكس) من إنحلال أخلاقي، وما ترسمه (مؤسسة راند) من خطط جهنمية، وغيرهما من المؤسسات. وقد أصبحت هذه المهمة، في عهد الديمقراطيين، جزءاً أصيلاً من سياسة واشنطن الخارجية، وأحد أهم الأهداف الإستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها. وهذا تطور لافت وغاية في الخطورة.

إشاعة الفاحشة:
في الماضي كانت الترويج لأمريكا يتم على أنها بلاد (الحلم الأمريكي)، واليوم أصبح الترويج لها على انها بلاد الإنفلات الأخلاقي، والشذوذ، والإلحاد، وبلاد المساكنة خارج رباط الزوجية، وبلاد الإجهاض، ومحاربة الزواج، وبلاد إدمان الكحول والمخدرات، وبلاد الإنفلات الذي ليس له حدود، وإطلاق العنان للغزائز الحيوانية، والبلاد التي تحاك فيها المؤامرات ضد كل فضيلة. وبالتالي أصبحت سياستها الداخلية والخارجية قائمة على إشاعة الفاحشة والخبائث في أرجاء المعمورة.

محاربة القيم الدينية:
فمنذ اللحظة الأولى، التي وطئت بها قدما بايدن عتبات البيت الأبيض، مطلع هذا العام، استأنف سياسة إدارة أوباما، فأخذ على عاتقه أن لا تنحصر سياسته الخارجية في تعزيز هيمنة بلاده على العالم، ورعاية مصالحها الاستعمارية، بل أضاف بنداً رئيسياً على جدول أعمال إدارته، في الخارج والداخل، وهو التوسع في نشر ثقافته اليسارية، أو دينه اليساري إن جاز التعبير، القائم على ضرب القيم التي نادت بها الأديان، والترويج للرذيلة.

هيلاري كلينتون رمز اليسار:
ولقد انخرطت إدارة بايدن في حملة لنشر قيم اليسار، بتعاون كامل من رموز الحزب الديمقراطي، أمثال هيلاري كلينتون، التي ظهرت في مقابلة تلفزيونية عبرت خلالها عن إزدرائها للقيم الدينية وللزعماء العالميين الذين يجهرون بتدينهم.

فبالإضافة إلى هجومها على ترامب وداعميه، من اليمين المتدين، هاجمت كلينتون أيضاً قادة دول عالمية ممن يؤمنون بالدين، ويمارسون طقوس عباداتهم في حياتهم الشخصية، واتهمتهم بالتخلف، وأنهم يريدون (إعادة عقارب الساعة إلى الوراء)، وأنهم بتدينهم يهددون (نمط حياة الأمريكيين)!!

وشمل هجوم كلينتون رؤساء كل من: روسيا، وتركيا، وبلغاريا، والبرازيل، وغيرهم. ووصفت هؤلاء الزعماء بالمستبدين، حسب زعمها، علماً بأنهم كلهم جاءوا إلى سدة الحكم عن طريق الإنتخابات! فكيف يؤثر تدين رؤساء دول بعيدة على (نمط حياة الأمريكيين)؟ وما الذي يا تُرى يجمع بين فلاديمير بوتين في روسيا، ورجب طيب أردوغان في تركيا، وفيكتور أوربان في بلغاريا، وبولسونارو في البرازيل، على إختلاف دياناتهم؟

رؤساء متدينون:
نجد أن القاسم المشترك بين هؤلاء الزعماء أنهم متدينون، يحملون قيماً دينية تحارب أشكال الرذيلة التي يروج لها اليسار الأمريكي. كما أن كلاً منهم يعتز بدينه، ويجاهر بذلك. فبوتين أرثوذكسي متدين ينتمي للأغلبية الارثوذكسية، وصوره مع الرهبان والقساوسة تملأ الفضاء. كما أن أردوغان حاكم مسلم ينتمي للأغلبية المسلمة يصلي ويقرأ القرآن في المناسبات العامة، ويصلي بأهل بيته جماعة، وفيديوهاته تملأ الآفاق.

أما فيكتور أوربان، في بلغاريا، فهو مسيحي كاثوليكي متدين ينتمي للاغلبية الكاثوليكية، ويحارب الفاحشة بشراسة. وكذلك يفعل البرازيلي بولسونارو، الكاثوليكي المتدين المنتمي للاغلبية الكاثوليكية. يضاف إلى ذلك أن ترامب نفسه، الذي تزدريه كلينتون، مسيحي بروتستنتي ينتمي الى أكبر جماعة دينية في أمريكا، ويحارب ثقافة اليسار، ويعتبرها مؤامرات على بلاده. ولا تزال عالقة في الذهن صورته حاملاً الإنجيل أمام الكنيسة في محيط البيت الأبيض.

رؤساء ضد المثلية ومع الإنجاب:
وعليه فان هيلاري كلينتون ليست معادية للاسلام بل معادية لكل الاديان، بما فيها الإسلام وجميع المذاهب المسيحية، التي تقول إنها تشكل خطراَ على (نمط حياة الأمريكيين). فهجوم كلينتون على هؤلاء الزعماء هو هجوم على ما يمثلونه من قيم دينية. فبينما إدارة بايدن تروج للمثلية، نجد بوتين وأردوغان وأوربان وبولسونارو وترامب يعادون فكرة الشذوذ، ويشجعون الإنجاب.

من حكم الـ WASP إلى حكم الأقليات:
لقد جاء صعود اليسار الأمريكي على حساب النخبة التقليدية الحاكمة من الـ (wasp)، أو البيض الأنجلو سكسون البروتستانت، الذين تعود أصولهم إلى شمال غرب أوروبا، والذين كانوا يشكلون أكبر كتلة سكانية ودينية، جمعت الأمريكيين حولها. ولأن هذه الجماعة فقدت الأغلبية، مع مرور الزمن، فلم تعد هي المهيمنة على البلاد. لذا إنتقل الحكم إلى الأقليات، بقيادة الحزب الديمقراطي اليساري الحاكم حالياً. وهذا هو لب الصراع الجاري في أمريكا، بين أغلبية يمينية خسرت قاعدتها، وتكافح لإستعادة مكانتها، وبين إئتلاف يساري مكون من أقليات لا يجمعها سوى العداء للنخبة الحاكمة القديمة.

خلاصة القول: الإنقلاب الأمريكي:
إن تلاشي أو ضعف الـ (WASP)، كنخبة سياسية، وإنتقال الحكم إلى إئتلاف يساري يعادي الأديان، يشكل خطورة على تماسك الإتحاد، ويهدد النسيج الوطني الأمريكي. فما أن يتركز حكم البلاد بيد الأقليات حتى تنقلب على نفسها، ويدب الخلاف فيما بينها، وهذا بالنتيجة سيؤدي إلى الإنهيار من الداخل، كما حدث، قديماً وحديثاً، مع الإمبراطوريات.

وفي هذه الأثناء سيصبح (التدين)، في نظر اليسار الأمريكي، مثل أسلحة الدمار الشامل، ذريعةً لشن الحروب، وإحتلال الدول، وظلم الشعوب ونهب خيراتها. وما دام العداء عندهم انتقل من معاداة الناس إلى معاداة العقائد الدينية التي أنزلها رب الناس، فهو الذي سيكون لهم بالمرصاد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :