facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اتركوها فإنها مُنتِنة


السفير الدكتور موفق العجلوني
20-12-2021 11:26 AM

استوقفني حديث دولة طاهر المصري في المحاضرة التي القاها يوم السبت في مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاعلامية. وأقول هنا قطعت جهيزة قول كل خطيب، "واتركوها فأنها منتنة ". "في الأردن هوية وطنية أردنية واحدة.. علينا أن نؤمن بهذا قولاً وفعلاً، وبغير ذلك سيأكلنا محيطنا وإقليمنا السياسي.

بالأمس دوت صرخات دولة عبد الكريم الكباريتي من مدينة الحسين الرياضية برسائل تحذيرية مشفرة، علينا ان نتوقف عندها و نعض عليها بالنواجذ، و التمسك بها و العمل على ان تكون منهاجاً وطنياً يدرس في المدارس والجامعات جاء فيها :

• الزمن ليس حليفنا وانما هو قاضٍ يحاكمنا... فلا بد من صحوة اساسها العمل لا التغني بالأمل... لاستنباط الحلول التي يمكن وضعها موضع التنفيذ على نحو منهجي، وليس اصدارات لغايات ابراء الذمة.. حتى نصارع اليأس بالعمل، ولا نصرع العمل والأمل باليأس.

• جيلنا لا يخشى التغيير ولا يفزع من وتيرته وتجديد شبابه... ولكن من حقه أن يقلق (قلقاً مولعاً بحب الوطن) الوطن القادر على الامساك بالمستقبل.

• لا بد من صحوة اساسها العمل لا التغني بالأمل... لاستنباط الحلول التي يمكن وضعها موضع التنفيذ على نحو منهجي، وليس اصدارات لغايات ابراء الذمة.. حتى نصارع اليأس بالعمل، ولا نصرع العمل والأمل باليأس.

و ها هو اليوم دولة طاهر المصري يرسل تحذيرات غير مشفرة علينا ان نتوقف عندها و نعض عليها بالنواجذ أيضاً. الرسائل عديدة و لكن يمكن اختصارها برأيي بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم للمهاجرين والانصار " اتركوها فإنها منتنة " :


إن من يعتقد أن ثمة صراع هويات في الأردن هو واهم تماماً، ويدعم التمدد الإسرائيلي من حيث يشعر أو لا يشعر.

أن بقاء النفخ في مفهوم الهوية الوطنية الأردنية هو نوع من مساعدة الصهيونية في دعايتها لمشروعها المرفوض أردنياً وفلسطينياً.

ما يسمى "الهوية الوطنية الجامعة" هي اكذوبة يراد منها تمرير ما هو أخطر من مجرد معناها الشكلي.

اليوم وحتى نتقدم، علينا النظر بعمق الى التطورات العميقة التي تحـــدث فــــي المنطقـــــة وفي الإقليم ونخطط ببعد نظر.

هناك معطيات جديدة تصنع نفسها بعمق وبتأثير كبيرين على مساحة الخريطة الإقليمية، وعلينا الاعتراف بأن ثمة مراكز قوة جديدة تتشكل، ومراكز إقليمية أصبحت أكثر تأثيراً تتمدد باطمئنان، ولا داعي لنكران أن كل هذا يجري على حسابنا في الأردن، وعلينا مواجهة هــــذه المعطيات لمعرفة خطوتنا المقبلة، وكيف نكون على الطاولة، لا أن نبقى خارج الأبواب ننتظر ما يملى علينا وما يخطط له بالنيابة عنا.

نحن أبناءَ الشَعبِ الأردنيِّ، الراسخون في الزمان والمكان، معنيون بتجديد إعلاننا عن هويتنا الأردنية الوطنية الأصيلة، بكلّ مكوّناتها الدستورية، المتحضّرة والحديثة، وعن حقّنا وجدارة حضورنا في أرضنا ودولتنا، التي تحمل اسم (المملكة الأردنية الهاشمية)، وقيادتها ونظامها الهاشمي، ونحن مستعدّون للدفاع عنها، بكلّ ما منحنا الله من عزم وإرادة وتصميم، ضدّ كل محاولات المساس بِها أو بِنا، في العيش والهوية والاجتماع والسياسة.

التهديـــد الوحيد الذي يواجه الأردن إقليمياً هو المشروع الصهيوني، فهو مركز الخطر الذي يجب أن نحتاط إليه كأردنيين وفلسطينيين.

الأردن هو الأشد التصاقاً بأي حل أو تصفية أو تسوية للقضية الفلسطينية، وهي بهذا تكون، كما كانت داعماً شأننا داخلياً اردنياً.

هناك قناعة راسخة بأن النوايا الإسرائيلية تجاه الأردن ليست صادقة، ولا تزال تمثل مكمن الخطر ومصدره الوحيد.

اذا استعرضنا تاريخ التعامل الصهيوني مع الوضع الفلسطيني نجد أنهم وضعوا خطة متكاملة قابـــلة للتعديــل للاستحواذ علـى الأراضي الفلسطينية ابتداءاً من مؤتمر بازل وانتهاء بما نعيشه اليوم وما سنشهده غداً، وانطلاقا من الدور البريطاني الذي دعم الحركة الصهيونية في بواكير نشاطها الاستيطاني في فلسطين، مروراً بوعد بلفور واحتلال فلسطين سنة 1948 وإقامة كيانهم الاستيطاني، وما تلا ذلك في حرب 1967 واحتلال الضفة الغربية.

أن ما نمر به في الأردن من أزمات اقتصادية، وما يصحبها من أزمات ومعضلات ما هي إلا انعكاسات لخطط تستهـــدف الأردن مباشـــرة لتهيئـــة الظــــــروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتمرير المخطط الإسرائيلي بطرد الفلسطينيين وترحيلهم للأردن باعتباره وطنا بديلا لهم وأن تستعمل إسرائيل إجراءات قاسية لتحقق ذلك.

أن مجريات الأحداث تجري باتجاه إظهار الأردن بانه دولة فقيرة لا مصادر رزق فيه وليست لديه القدرة على مواجهة الدول الكبرى المؤثرة وان الحل لكل مشاكله هو بإعادة تشكيله كدولة بديلة للفلسطينيين.

إن من يعتقد ان ثمة صراع هويات في الأردن هو واهم تماماً، ويدعم التمدد الإسرائيلي من حيث يشعر أو لا يشعر، وإن بقاء النفخ في مفهوم الهوية الوطنية الأردنية هو نوع من مساعدة الصهيونية في دعايتها لمشروعها المرفوض أردنياً وفلسطينياً.

إن شعار أو هدف (الأردن هو فلسطين) ليس شعاراً فارغاً، إذ أن التخطيط له على قدم وساق. وأصبح هدفاً يذكر ويتردد في الكنيست والحكومة والاعلام والاحزاب الإسرائيلية.

تتسلل إسرائيل وتدخل فــــي عروقنا مــــن خلال الغاز وماء والكهرباء إضافة إلى تفاهمات سياسية وأمنية لا نعرف عنها شيئاً.

نعم اتفق مع دولة أبو نشأت، و أضم صوتي الى كل أصوات العقل والحكمة والسياسة أمثال أبو عون و غيرهم الكثيرون الغيورون على الوطن .علينا ان نعـــي تمــاماً جمــلة المخاطر الكبرى التي تتربص بنا وبوطننا الأردني الهاشمي ، وعلينا التخلص من متلازمة "الهوية " و "المواطنة " فجميعنا دون استثناء أردنيون انتماءات وولاءات للوطن و لقيادته الهاشمية ، وكل محاولة التلاعب بالألفاظ و التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، إنما هي خطوة باتجاه تمزيق بنية المجتمع الأردني الصلبة التي ستتحطم عليها أطماع دولة الاحتلال و كل المتأمرين .

نعم. يجب علينا ان نحصن مجتمعنا أمام كل هذه الأخطار والتطورات ولن نستطيع حماية بلدنا الحبيب الأردن والذي لا نملك غيره، الا بوحدتنا ووعيينا وانتمائنا بدعم جبهتنا الداخلية وتقويتها والوقوف خلف قيادتنا الهاشمية ومعالجة الاختلالات الاقتصادية والاهتمام بالصحة والتعليم وتوفير فرص العمل ومعالجة الفقر والبطالة.

ان اختلاق اصطلاح "الهوية الوطنية الجامعة " هو إساءة للأردن والاردنيين وكأن الأردن متعدد الهويات، و منخرط في صراعات طاحنة، وهذه "اكذوبة يراد منها تمرير ما هو أخطر من مجرد معناها الشكلي " .

"اتركوها فإنها مُنتِنة."

البريد الالكتروني: muwaffaq@ajlouni.me
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :