facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السفير الأمريكي والتكامل الإقليمي


السفير الدكتور موفق العجلوني
22-12-2021 01:09 AM

كنت سعيداً بتصريحات سعادة السفير الأميركي السيد هنري ووستر ، والذي احترم واقدر و خاصة في جهوده المتواصلة لتعزيز العلاقات الأردنية الأميركية والعمل على زيادة المساعدات الأميركية للمملكة للمشاريع الإنمائية و ما يواجهه الأردن من ضغوطات اقتصادية و خاصة جراء النزوح بسبب الحروب التي تدور رحاها حول الأردن و انعكاساتها على الأردن . و لا بد لي ان اشكر سعادته على توضيح بعض الأمور المتعلقة باتفاقية حسن النوايا "الطاقة مقابل الماء " ، الا انه لي تعقيبات على بعض ما صرح به ، واعتقد ان سعادته يتفق معي في ما سأدلي به هنا :

تصريحات السفراء كما هو معروف في دول العالم هي مواقف رسمية تعبر عن سياسة دولهم ولا تخرج عن ذلك ، و انا هنا اتحدث عن تجربة و خبرة شخصية كدبلوماسي و سفير، و اتابع الاحداث اليومية على الساحة الوطنية والعربية والإقليمية والدولية . ولا تأتي تصريحات السفراء بشكل عام كردود فعل انفعالية او لمناكفة الرأي العام، او التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المعتمدين فيها، علاوة على الالتزام بعدم تجاوز الحصانات الدبلوماسية والحفاظ على عدم تعكير صفو العلاقات الثنائية او المتعددة. وما صرح به السفير وستر جاء نتيجة ما يدور على الساحة الأردنية من اخبار حول موضوع الطاقة والمياه، وخاصة الغموض على المستوى الاجتماعي والإعلامي بخصوص الاتفاقية وعدم وضوح الصورة، علاوة ما يدور في وسائل الصحافة والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق بعض الاتهامات للولايات المتحدة الأميركية.

ولا اشك اطلاقاً بتصريح السفير ووستر بأن الولايات المتحدة لم تتدخل بالمفاوضات بخصوص اتفاقية حسن النوايا "الطاقة مقابل المياه" مع اسرائيل، وان الاتفاقية ليست سيادية بل تجارية.

و لكن يبدو ان سعادة السفير وستر ربما سهى او نسي، ان الامر لا يتوقف في هذه المسائل الحساسة عند الجانب التجاري ، هنالك ما هو اهم بكثير من الجانب التجاري ، و هو الجانب السياسي ، و لنا خبرة طويلة بعامل عدم الثقة مع الجانب الإسرائيلي والمماطلة بخصوص حصة الأردن من المياه المنصوص عليها في اتفاقية السلام ، فقد رفضت إسرائيل بزعامة نتنياهو الالتزام بما نصت عليه اتفاقية السلام بموضوع حقوقنا في المياه . علاوة ان إسرائيل لا زالت تحتل الأراضي الفلسطينية وتتجاهل كافة القرارات الدولية تجاه فلسطين، وتقوم بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية و منازل الفلسطينيين و طردهم من منازلهم، و الاعتداءات اليومية على الأقصى و تجاهل الحقوق الفلسطينية و التي نصت عليها القرارات الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة و عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.

بنفس الوقت اتفق مع السفير ووستر وهذا امر معروف لدينا في الأردن وصرح به عدد من المسؤولين الأردنيين في الحكومات المتعاقبة ، بأنه لا يوجد مشروع واحد يمكنه أن يحل معضلة المياه في الأردن. وبالتالي هنالك محاولات عديدة من الحكومة وعلى طول الأردن وعرضه لتأمين مصادر المياه، وهناك حقوق مائية للأردن من الدول الشقيقة المجاورة لا بد من التحدث بشأنها واستردادها، علاوة على ضرورة إعادة النظر في إدارة المياه في الأردن ومعالجة الفاقد المائي.

فموضوع المياه هو موضوع اردني وطني استراتيجي ١٠٠٪ ، و يجب على الأردن ان يعتمد على نفسه في تأمين مصادره المائية، ولا يعتمد على إسرائيل، لان إسرائيل لا تحترم تعهداتها، ولدينا خبرة طويلة في هذا المجال ، مع احترامنا وتقديرنا للنوايا الطيبة للولايات المتحدة الأميركية الصديقة بما تقدمه من مساعدات للأردن . ولكن الولايات المتحدة شيء وإسرائيل شيء أخر.

أما بخصوص تصريح مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأردن: "ان المياه نفذت في الأردن بالفعل "، فلا تعليق لي على حديثها ، و ها نحن نعيش رحمة المولى عز و جل بنزول المطر وامتلاء السدود ، وزيادة المخزون الاستراتيجي في باطن الأرض ، وها هو مشروع الناقل الوطني ومياه الديسي و تحلية مياه البحر الاحمر ، منطلقين من القناعة ان : هنالك رب يسّير هذا العالم و فوق كل ذي علم عليم ... و علم الانسان ما لم يعلم : واسعوا في مناكبها و كلوا من رزقة واليه النشور، صدق الله العظيم .

في كل هذا الحوار حول حل مشكلة المياه في الأردن. اتوقف هنا عند تصريح السفير وستر في المؤتمر الصحفي ان:" التعاون الاقليمي بين دول المنطقة هو هدف للسياسة الأمريكية الخارجية. نعم، اتفق تماماً مع سعادة السفير ووستر ان التوجه الجديد للسياسة الأميركية الخارجية، التعاون الإقليمي بين دول المنطقة. ولكن هذا التوجه لم يكن في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ترامب. كان ابتزاز للمنطقة من اجل إسرائيل وإسرائيل فقط، واكبر مثال على ابتزاز المنطقة هو ما كان يعرف بصفقة القرن (كوشنير، نتنياهو، ترامب) .

كيف يا سعادة السفير وانت أستاذ في الدبلوماسية والسياسة وسفير مفوض وفوق العادة وتمثل اكبر قوة في العالم، سيكون هنالك تعاون إقليمي ...!!! وقد دُمرت العراق ، و كادت سوريا ان تُدمر لولا قدر الله و تدخل الاصدقاء... والأعداء ... والحلفاء ...!!! كيف سيكون تعاون إقليمي و الحرب الدائرة في اليمن و الصواريخ الحوثية ... و طائرات الدرون المسيرة تخترق حدود المملكة العربية السعودية، والمناورات العسكرية والتهديدات المتبادلة هنا و هناك ، و احتمال قيام حرب نووية في المنطقة ، و لا زالت فلول داعش تسرح و تمرح في شرق سوريا و شمال العراق . كيف يكون التعاون الإقليمي و لا زالت إسرائيل جاثمة على الأرض الفلسطينية تتجاهل كافة القرارات الدولية و الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية قبل الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.

نعم التعاون الإقليمي هو الحل في حالة وجود سلام شامل ودائم، والتخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على الأرض الفلسطينية ما قبل الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وليس" اتفاقية حسن النوايا الطاقة مقابل الماء" .

مؤكداً كأردني اعتزازي بالعلاقة التاريخية بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية، هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، والعلاقة التي تربط الأردن بكافة المؤسسات الرسمية الأميركية، وعلاقة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الاميركي السيد جو بايدن، والاحترام الذي يلقاه جلالة الملك من كافة المسؤولين الاميركيين. والتقدير الكبير الذي يحظى به الأردن على الساحة الأميركية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :