يتساءل البعض باستغراب شديد ،عن فضاعة هذا العنوان لنبل مشاعرهم ،وقد لا يستغرب آخرون من طرحه لفراسة وحنكة وبصيرة،لكن أغلبهم متفقون أن سرّا ما وراء هذا العنوان ،ولعلّه على علاقة وطيدة بايامنا هذه.

باختصار شديد . لقد جال بخاطري أن مسيلمة الكذّاب لازال حيّا في حياة الناس ،وقد ترك من ورائه أجيالا ،ولربّما له عرق دسّاس لن ينقطع مابقيت هذه الدّار الدنيا،فاخترت له هذا العنوان لتذكير الناس به،ولعل كثيرا سيوافقونني هذا الرأي ،لمانراه وما نعايشه في أوطاننا ، فكم من مسيلمة وكم من أمية وكم من أبي جهل .


اعتاد الناس في كثير من الدول وا لحكومات الغربية التي تَعدُ شعوبها طول العام ،ببرامج في حملات انتخابية غير مسبوقة ،ضمن تنافس متكافئ الفرص في وسائل الإعلام العمومية، المرئية منها والمسموعة والمكتوبة،في جو من التعايش والإقناع ،بعيدا عن أشكال العنف الجسدي ،وتفي هذه الحكومات بوعودها ما يجعلها تكتسب ثقة الناس ورضاهم وما يساعدها في إطالة عمرها وخدمة مجتمعها فتجد الشعوب متعاونه ومتوادده ترفع شعار الثقه والمحبه وترفع شعارات رجالاتها واحزابها بكل اسلوب انيق وحضاري فاذا ما فاز لون او فكر اختفت كل مظاهر الاختلاف واصبح الجميع تحت مظلة هذا الفكر الجديد وقد يتم معرضته ولكن بحضاريه تامه بعيدا عن الكذب والظلم والمزاوده على الاخرين.

في بعض مناطق من بلادي كل شيء مختلف فالانتخابات لها تأثيرا في النفوس ولها طعم عند أصحابها ،مما يدخله في سرور ، ويبدأ فرصة التلون والتغيير فيصبح امعه ويصطف في طابور طويل كالاغنام يصيح عليها راع واحد يوجهها اينما وكيفما يشاء حتى لو ادخلها الى مسلخ لتذبح واحده وراء الاخرى ، متلونون اصحاب مصالح وربما هذا هو سر انتشاره عند أحفاد مسيلمة ،الباحثين عن القشور التاركين للّب .

اعتادوا المخادعه والكذب والنصب والاحتيال رايناهم في كل مرحله يركبون موجه خاصه وتعلوا صيحاتهم ويعلوأ ضجيجهم وعجيجهم يتعبون الشريف ويرهقون العزيز تراهم في كل مكان يحللون ويناقشون كانهم اساطين علم ويستمع لقولهم وتحفهم الناس واحاديثم لا تعدوا مجرد قراءه في فنجان او حديث عجائز ايام زمان.


احفاد مسيلمه الكذاب منافقون ومخادعون دجالون يتشدقون بالمثل والاخلاق والمبادىء الساميه ويتظاهرون بالانسانيه ولكنهم افاعي وابناء افاعي رقيقي الملمس ولدغاتهم قاتله، هم طحالب اسنه وطفيليات متسلقه تركع لكل صنم يقام وتسجد لكل سيد يعتلي لانها لا تعلوا على اسيادها ، يطبلون ويرقصون على كل دف يقضون لياليهم بالتطبيل والتنظير لكل صنم يقام ، فاذا هوى صنمهم بحثوا عن صنم اخر لا يبخلون عليه بالتطبيل والتزمير ، فحياتهم جوفاء طبول ، ولا تستغرب ان احدهم قد يكون لديه علم بالساعه والدين فهو طحلب يرنوا الى القياده ولكنه لا يستطيع ان يكون قياديا الا وسط طحالب متسلقه مثله يصنعها صنمهم الهمّام.


قد يكون هذا اخر الزمان واجزم لانها سنوات خداعات تم تصديق الكاذب وكذّب فيها الصادق وخوّن الامين وأتمون فيها الخائن ونطق الرويبضه التافه الذي يتحدث بامر العامه،، يصنعون حولهم بريق من الزيف والبطلان ولكنها طفيليات لا تتكاثر الا في الماء الاسن والمستنقع الراكد فتجد حولها الكثير من عبدة الاوثان والمصلين للاصنام والطبالين والزمارين في كل ماتم وفرح.

لكن رغم كل ما ذكرت اقول: مهما علا قرع طبولهم وهدرت اصواتهم فلن تستطيع ان تخفي حقيقتهم وقذارة نفوسهم ونذالة طرحهم فهم معروفون وعوراتهم مكشوفه بعد ان سقطت اخر ورقة توت عن عوراتهم.