وادي رم "وادي القمر" كما هو معروف عنه أيضا، أحد أروع المناطق الطبيعية الصحراوية على وجه الأرض، أكبر أودية الأراضي الأردنية، وتغطّي المنطقة المحمية فيه مساحة 720 كيلومترًا مربعًا من البرية الصحراوية، جنوب الأردن.

وادي رم نتاج آلاف السنين من العمليات الجيولوجية والظواهر الطبيعية مع مرور الزمن. الوديان الواسعة للكثبان الرملية، تحدها الجبال الشاهقة و القمم المنحوتة في قباب مذهلة من الحجر الرملي والجرانيت. تخترق الأخاديد والشقوق الضيقة أعماق الجبال، والعديد منها يخفي نقوش رسومات صخرية قديمة حفرتها شعوب الصحراء دلالة التفاعل بين الإنسان والبيئة الطبيعية منذ القدم. سكنه الأنباط في عصور ما قبل التاريخ، و لا تزال القبائل البدوية تعيش بين جبال رم، وتعدّ خيامها الكبيرة المصنوعة من شعر الماعز سمة خاصة من سمات المناظر الطبيعية.

أُدرج وادي رم في قائمة التراث العالمي كموقع مختلط للطبيعة والثقافة. سواء كان الزائر ممن يبحث عن زحم ثقافي أو ببساطة الاستمتاع بالنسيم العليل والسلام والهدوء هناك دائمًا ما يناسبه في وادي رم.

يعدّ وادي رم من أشهر وجهات السفر ويتصدر العديد من القوائم العالمية من قبل منظمي الرحلات السياحية والهواة والمحترفين على حد سواء. يوفر رم للزائر مجموعة من الرياضات الصحراوية و التجارب الممتعة، ليصبح بقوائم الوجهات المفضلة بين السياح.

إلى جانب البتراء والعقبة، يعد وادي رم واحدًا من ثلاثة مواقع سياحية أردنية رئيسية يشار لهم بشكل جماعي بإسم المثلث الذهبي.

المشاهد الطبيعية في وادي رم أثناء النهار مدهشة بقدر ما تبدو السماء ليلاً، اذ تضاء بعشرات الآلاف من النجوم المتلألئة، وهو مشهد يخطف الأنفاس حتى بالعين المجردة. لطبيعة المنطقة وغياب السحب في سمائها وبُعدها عن التلوث الاصطناعي يجعل وادي رم وجهة سياحية عالمية لاسيّما لروّاد علم الفلك. من خلال الابتكار العلمي، يمكننا الاقتراب قليلاً من عجائب الكون الخفية. النجوم والكواكب والسدم كلها في متناول الزائر مع RumSky، وهو مشروع رائد بدأه مجموعة من الأردنيين باستخدام أحدث التقنيات وتطبيقات المراقبة المتنقلة. الى جانب ذلك، يمثل المرصد الفلكي في جبل أم الدامي بوادي رم أكبر جبال بلاد الشام، عامل جذب سياحي يرصد السائح عبره صورة السماء وحركة الكواكب، ويتعرف على مواقيت شروق الشمس وأفولها وبزوغ وغروب القمر، و إمكانية رصد ومشاهدة ظواهر فلكية كالشهب والمذنبات وخسوف القمر وكسوف الشمس، ومراقبة النجوم والأجرام السماوية.

وادي رم الذي تم تصويره على أنه كوكب المريخ في العديد من أفلام هوليوود الروائية؛ مما ساهم في توفير العديد من فرص العمل، يعتبر حكاية عربية يتصوّرها الخيال ويراها واقعًا ينتظر المزيد لاكتشافه. إضافة الى انه موطنًا للقبائل البدوية، هو ملاذ هادئ من النجوم والرمال والشمس، وتكملة لانطلاقة مثالية من مدينة عمان. يغمرك في وهج المناظر الطبيعية وعمق التاريخ البشري وامتداد أثره عبر خطوط الأفق. هنالك العديد من الطرق للاستمتاع بمعالم الجذب في رم، بما في ذلك جولات سياحية في مركبات الدفع الرباعي و ركوب الجمل والخيل والمشي لمسافات طويلة وتسلّق الجبال، والتعرف على أصالة الحياة البدويّة، وتجربة التخييم في سكون الصحراء.. وخيارات واسعة لعيش سحر وادي رم تهدّئ من الروح والفكر، و حتما ستستقر في الوجدان.