facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسألة الرزاز .. الأردنيون والخصوصيات


د.مهند مبيضين
05-02-2022 10:06 AM

انشغالات الاردنيين غريبة، فضولية لحدٍّ كبير، لا معنى لها أحياناً، فما معنى أن ينشغل الرأي العام بمسألة عرض قدمته جامعة هارفرد للدكتور عمر الرزاز خريج تلك الجامعة، وان يصبح الحديث عن هجر ومهاجرة، ثم عن تفاصيل العرض أو إن كان عن قرب أو بعد، وتنشغل مصادر مقربة بالحدث.

لا صناعة لأخبار استقصائية في الإعلام تكشف الحقائق التي يجب أن تُكشف، ولا ملفات يجب ان تعالج، ويذهب الناس بتعقب أخبار بعضهم بطريقة غريبة، ففي وقت يتحدث الخبراء عن تراجع التعلم والصحة وأزمة الوباء الكبير، نجد فضولية ممجوجة لا تبارح انف اصحابها وتحشر نفسها في الخاص للناس.

ليست المسألة هنا دفاعا او هجوما او نقدا على ما وجهته جامعة هارفرد للرزاز، لا هو دفاع عن شخصه، مع انه يستحق الدفاع ويستحق الاحترام، بل في الحالة العامة التي يبحث فيها الناس عن أخبار، قد لا تكون تعني الجميع، ولا تهم الغالبية.

كخريج لجامعة محترمة، وقائد ومنظر في التنمية وربما لمسوغات أخرى وجهت الجامعة للرزاز دعوتها التدريسية، وكنت اقول دوما أن الرزاز افضل شخص يمكن ان يقود جامعة أو مركز بحثي، وربما أن هناك شروط لا توجد فيه، لكن من المعيب ان يحشر الناس انفسهم بحديث وعمل خاص وجه له.

هل تحدث الناس عن اصحاب الدولة وملاذاتهم الآمنة، وعن صفقاتهم واخطائهم بحق البلد بمثل ما تحدثوا عن الرزاز؟ طبعا لا. ولا يعني هذا نقد النقد، لكننا لا نشهد نقدا على الأداء، لكن المسألة هنا لا تتعلق بشخص الرزاز او غيره، بل في الفضول الأردني القاتل، الذي لا يعكس إلا الفراغ والخواء عند من انشغل بالأمر. والمسألة ربما في تعاطي الأردنيين للسياسة.

يتحدث الناس عن أعمالهم وانشغالاتهم، هذا أمر طبيعي لكننا في الأردن منشغلون في الآخر، ومنشغلون في المؤامرة علينا، ومنشغلون في تغيير هوية الدولة، ومنشغلون في محاولة البحث عن بديل لدولة الماضي، لكننا نقرّ كل الماضي والمكاسب ونسعى للحفاظ عليها.

ربما كان د. عمر الرزاز واحدًا من قلة الرؤساء ممن يشتغلون بالمعرفة، وهو يقدرها ويعي أهميتها، وهو باحث، وربما هذا الأمر ما دفع به للبقاء على صلة بجامعته التي تخرج منها، على عكس كثيرين ممن درسوا في الغرب ولم يكتبوا حرفاً في مجال تخصصهم او حتى في تشخيص واقع مجتمعاتهم.

في الختام نحن ننشغل في الأمور الخاصة ونترك العام والوطني والمُلح، إنها حالة من النكوص والتنمر وغياب للعلم والمعرفة وتدخلاتهما في حياتنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :