لقد استوقفني قبل ايام خبر صحفي في احدى الصحف اليومية يتضمن اعلان شركة الجسر العربي للملاحة شراء قارب سياحي ضمن المواصفات العالمي بسعة 270 راكباً وذلك من اجل تحقيق اهداف الشركة المتمثلة بتوثيق الربط السياحي ما بين مصر والاردن وبصفتي من المهتمين في الامور السياحية خاصة لمنطقة العقبة الاقتصادية وحتى اتمكن من معرفة تفاصيل الخبرفقد تشرفت بمقابلة المدير العام للشركة السيد حسين الصعوب هذا الانسان المتواضع الذي يعمل بصمت, حيث اكد لي بأن الخدمة السياحية سوف تبدأ قبل نهاية السنة الحالية وان هذا الخط السياحي سوف يكون العقبة نويبع العقبة والعقبة طابا العقبة بمعدل رحلة يومياً, وتساءلت هل لدى الشركة خبرة في المجال السياحي والمجموعات السياحية وهي شركة نقل للبضائع والمسافرين, وكان جوابه بكل تواضع كلا , وانما سوف يتم تشغيله من قبل مكتب الجواد في العقبة ومكتب نيومارينا في شرم الشيخ بموجب اتفاقية سوف يتم التوقيع عليها بين الشركه والمكتبين, واستكمالا للموضع قمت بحضور الاجتماع الذي عقد في شرم الشيخ بحضور عدد كبير من مكاتب السياحة والسفر في مصر وشركة الجسر العربي ومكتب الجواد حيث دار نقاش حول المشاكل التي تعترض سهولة تنقل المجموعات السياحية بين الاردن ومصر والتي يمكن تلخيصها بما يلي :

1- اماكن التحميل والتنزيل في كل من العقبة ونوبيع غير ملائمة ولا تتمتع بوسائل الراحة الملائمة خاصة خلال فصل الصيف.

2- طول مدة الانتظار لاستكمال إجراءات الدخول والخروج والتي تمتد الى أكثر من ساعتين من الزمن وتندرج كل هذه التأخيرات تحت بند .
)إجراءات أمنية)

3- الزيادة المتكررة لاسعار الدخول للاماكن السياحية خاصة مدينة البتراء حيث ارتفعت خلال هذا العام مرتين علما بأن المكاتب السياحية مرتبطة بالمكاتب الاجنبية بأسعار محدودة حتى نهاية السنة ، الامر الذي يحملها اعباء مالية إضافية .

4- تعاني مكاتب السياحة من عدم موافقة الجهات الاردنية السماح للمجموعات السياحية المصرية من الجنسية المصرية زيارة الاماكن السياحية في الاردن مما يضطرهم الى الذهاب الى شمال افريقيا واوروبا ويقدر العدد بالالاف والشعور العام لدى الجهات الاردنية بأن جميع الاخوة المصريين هم عمال.

5- في ضوء ما سبق ولطول الاجراءات في ميناء نويبع يضطر مكاتب السياحة في شرم الشيخ من اخذ المجموعات السياحية براً بالباصات الى طابا مدة ثلاث ساعات وبالقارب لمدة خمسة واربعين دقيقة الى العقبة او الاستمرار برا الى ايلات ومنها الى العقبة وهي مكلفة كل ذلك لتفادي التأخير في ميناء نوبيع .

وعليه فانني اناشد كل الجهات من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وسلطة منطقة العقبة للعمل على انجاح هذا الربط لان كل من الشركة والمكتبين السياحيين قد استثمروا ملايين الدنانير في هذا المجال, ويمكن ان يأتي نجاح هذا العمل من خلال:

1- الاتصال مع الجهات المصرية من اجل تقليل الاجراءات في ميناء نويبع عن طريق كل طرف تزويد الطرف الاخر باسماء المجموعة السياحية القادمة الى كل جانب قبل 24 ساعة من الوصول لتدقيقها امنيا والموافقة للباصات السياحية للدخول حتى اماكن رسو القارب, مقابل ذلك تغيير مكان التحميل والتنزيل من ساحة الثورة العربيةفي العقبة.

2- السماح للاخوة المصريين زيارة الأماكن السياحية في الأردن وذلك بكفالة شركة الجسر العربي للملاحة والمكتبين السياحيين.

3- تأهيل الكوادر البشرية في كلا الجانبين واعطاء الحوافز الضرورية.

4- التقدير العالي لشركة الجسر العربي على تعهدها باستضافة المكاتب السياحية المصرية في العقبة قريبا.

وبناء على ما سبق فان هذا العمل التي قامت به الشركة فرصة ذهبية للاردن عجزت عن القيام به سلطة منطقة العقبة وانني وجدت الصدق في التعاون ما بين المكاتب السياحية المصرية والاردنية علما بأن عدد السائحين الى منطقة شرم الشيخ يبلغ سنويا اربعة ملايين سائح معضمهم من أوروبا و أمريكا والشرق الأقصى يمكن استقطاب اكبر عدد من هؤلاء السائحين الى الاردن بالتعاون مع الجهات المصرية مقارنة بأن النسبة العظمى من السياحة الى الاردن هي من رعايا الدول العربية والمغتربين الاردنيين والذي بلغ عائدها خلال السبعة اشهر الماضية 1.2 مليون دينار.