facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين اسم ثابت في عالم السياسة


د.حسام العتوم
07-06-2022 11:41 AM

لن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية عبر مؤسساتها السياسية، والأمنية، ومالها علاقة باليهودية والصهيونية مثل ( الكونغرس، والبنتاغون، والأيباك )، ومن خلال عقوباتها الاقتصادية المتكررة ضد روسيا الإتحادية بعد عمليتها العسكرية، والإستباقية، والدفاعية، والتحريرية لشرق أوكرانيا من التطرف والعنصرية وحتى النازية بقيادة فصائل ( أزوف وبنديرا )، ومن تطاول الجيش الأوكراني أيضًا على إقليمي ( الدونباس ولوغانسك ) تحديدًا من الإطاحة بالرئيس فلاديمير فلاديموروفيج بوتين المنتخب منذ عام 2000، والذي يحق له أن يجلس في قيادة قصر ( الكرملين ) الرئاسي في ) موسكو( حتى عام 2036 بعد تصفير الدستور، بمعنى عدم إحتساب الفترات الدستورية قبل عام 2024، وبوتين مؤسسة كاملة الأركان داخل دولة، وفي قمة هرمها، وهو قائد ورمز وليس رئيسًا لدولة عظمى فقط، أو مجرد حاكم كبير، والأنظمة السياسية التي تسقط وتنهار ليست الديمقراطية العملاقة الضاربة جذورها بعمق التاريخ المعاصر والقديم بكل تأكيد،وإنما غيرها الصغيرة التي تطفو أنظمتها فوق سطوح مجتمعاتها من دون تاريخ خارج سياج الديمقراطية، وكاريزما بوتين كشخصية سياسية، وأمنية سابقة فريدة من نوعها روسيا، وتعادلها في العمق السوفيتي شخصيات مثل ( أندروبوف، وستالين، وجوكوف، غراميكو ) نسبةً وتناسب .
وفي شرقنا العربي والأوسطي من يكتب ويظهر على الفضاء الإعلامي لينصف روسيا الإتحادية في سياستها الخارجية العادلة خاصة، ومواقفها الدولية الحصيفة، ومنها ملف ( الحرب الأوكرانية) عبر عمليتها العسكرية الحالية التي بدأت بتاريخ 24 شباط 2022، وهي التي لم تبدأ من (موسكو) كما يعتقد ويشاع في الغرب، وإنما من طرف (كييف )، ومن ( واشنطن )، ومن ( لندن )، ومن باقي عواصم الغرب وأجهزتهم اللوجستية، وحتى لو حصل على أوسمة روسية رفيعة المستوى يحارب، ويدار له الظهر، ولا يقدر، ومن يمدح أمريكا وسياساتها الخارجية غير العادلة، والقالبة للحقائق، ويراوغ، نلاحظه يتبوَّأ أعلى المناصب ،سابقًا أو حاليًا، أو يطمح لها، وفي نهاية المطاف الحقيقة لا تغطى بغربال، وليس أقوى، وليس أفضل من مسك القلم من الوسط ،من دون مصلحة شخصية، وبعد الإصطفاف في خندق الموضوعية والحيادية، والنزاهة، والكلمة الجريئة، والهدف الدقيق الواضح .
ومن يحلو له أن يبحث في شعبية بوتين وحكمته، وبعد نظره، وإن كان مصيبًا أو مخطئًا، سيجد وبعد الإرتكاز على الضمير الحي، بأنه رجل المرحلة ليس في بلاده العظمى فقط، وإنما في خارجها أيضًا، وسط العرب، وفي أفريقيا، وفي الصين، وفي الهند، وفي الباكستان، وفي غير مكان على المستوى الدولي، وروسيا محتاجة إليه، لذلك نراها تتمسك به بشدة، ولم تجد بديلاً له حتى الساعة، وإن كانت تجهز نفسها لمثل هكذا خيار في عمق الزمن القادم العميق، وهو أمر طبيعي، ويتناسب ومقدرة الإنسان صحيًا على العطاء بما يمنحه الله من طول عمر. وفي المقابل يواجه الرئيس بوتين إنتقادات في الداخل الروسي بسبب الحرب الأوكرانية، وعدد من رجال الأعمال والفنانين غادروا روسيا، ومن بينهم الأكثر شهرة مثل ( غالكين)، وهي حقيقة، وثمة معارض روسي كبير بالسجن مثل ( نافالني ) لكنه محسوب على الغرب ولا تأثير له على الداخل الروسي، وكذلك بسبب إرتفاع الأسعار التموينية وعلى المحروقات، ولغياب الخدمات العامة الحياتية الضرورية، وبسبب عدم توازن البنية التحتية السياحية مع دول الجوار مثل تركيا، وأوروبا، وحتى العربية البعيدة مثل الإمارات، وبسبب فروقات الخدمات العامة بين العاصمة، والمدن الكبيرة، والصغيرة، والقرى، لكن روسيا تعتبر من أكثر دول العالم تمسكًا في القانون الدولي، ومع هذا وذاك حوربت في الحرب الأوكرانية من طرف الغرب الأمريكي بسبب المبالغة في حادثة مدينة ( بوجا ) قرب العاصمة ( كييف ) وتصويرها على أنها حرب إبادة، رغم المساعدات العسكرية الروسية للأهالي هناك، وبحجم وصل إلى ( 451 ) طنًا، في وقت يغمض الغرب مجتمعًا عيونه عن جرائم الإحتلال الإسرائيلي المتكررة، والتي في مقدمتها حديثا هذا العام 2022، حادثة إغتيال الشهيدة الإعلامية البطلة شيرين أبو عاقلة.
والرئيس بوتين لم يخطيء في قراره في بديء الحرب الأوكرانية، ولم يكن قراره أتوقراطيًا فرديًا أو من دون بعد نظر أو مشورة، وعمل على جمع القيادة الروسية في قصر ( الكرملين ) في ( موسكو )، ومن دون أن يخبرهم مسبقًا لماذا؟، وهو الخبير الأمني المعروف عالميًا -رجل الـ- KGB FCB، واستمع منهم عن أهمية الخطوة الوطنية والقومية الروسية القادمة، والتي هي العملية العسكرية الهادفة التي تمكنت من قصف أكثر من 3000 موقعًا عسكريًا من بينها ما صمم أمريكا، والكشف عن وجود 30 مركزًا بيولوجيًا خطيرًا، وفي مقدمتها المتخصصة بفايروس (كورونا )، وأظهرت مشروعًا أوكرانيا غربيًا وبالتعاون مع الغرب لإنتاج القنبلة النووية، ورغبة مماثلة في الإنضمام لحلف ( الناتو ) العسكري المعادي لروسيا، وإستهداف أقاليم ( القرم والدونباس ولوغانسك )، وهي العملية التي أراد لها أن تكون نظيفة بسبب التداخل والمزيج الأوكراني – الروسي الشعبي، وحفاظًا على سمعة روسيا وهيبتها في الخارج، وهي المعروفة بدولة القانون، وجاء القرار بالموافقة عليها بالإجماع الساحق، مع نقد وجهه لمدير إستخبارات بلاده (سيرجي ناريشكين ) بسبب خلطه بين إستقلال إقليمي ( الدونباس ولوغانسك )، وبين ضمهما إلى حدود الدولة الروسية، ونجح وقتها في تعديل موقف ( ناريشكين ) ليصبح إلى جانب إستقلالهما فقط .وإرتكزت ( موسكو ) على معاهدة دفاع وتعاون مشتركة مع الإقليمين أعلاه، وعلى المادة 517 من مواد الأمم المتحدة المخولة لدولة تعرضت للعدوان الخارجي وحلفائها مثل روسيا عبر قضية ومظلمة عادلة ، ن تدافع عن نفسها والحلفاء، فكانت العملية العسكرية صائبة في وقتها ومكانها ،وكان بالإمكان لها أن تنتهي لولا التدخل الأمريكي والبريطاني بإسم الغرب عبر تزويد ( كييف ) بالسلاح و المال الوفيرين ،وتم تحويل غرب أوكرانيا إلى منطقة تسول غربي، وإلى طعم مفيد لسنارتها بهدف إطالة الحرب، وإستنزاف روسيا، وإضعافها، ولتشجيع شعوبها للإنقضاض على نظامها السياسي، وعلى رئيسها بوتين، وهو محض سراب، إلى جانب إدامة الحرب وسباق التسلح، والهدف بعيد المدى إنتاج روسيا مقسمة هزيلة، وتمكنت روسيا من التصدي للعقوبات الاقتصادية الغربية، والتي أخرجتها من نظام ( سويفت ) العالمي بتثبيت نظام ( مير )، ومعافاة عملتها الوطنية ( الروبل ) بربطها بالمصادر الطبيعية الروسية، وبالذهب الخارجي، ورفع تصريفه أمام الدولار واليورو إلى أكثر من 60، وكلها من أفكار وإبداعات رئيسة البنك المركزي الروسي (إيلفيرا)، ووسعت روسيا شبكة علاقاتها الخارجية بجهد وزير خارجيتها المخضرم (سيرجي لافروف ) لتشمل أفريقيا وبلاد العرب، وغيرها من بلاد العالم الصديقة لها .
ولمن لايعرف، فإن القيادة الروسية متماسكة وقوية، وقريبة من عمقها الإجتماعي، وعبر القوميات العديدة المتعددة ( المائة) بلغاتها ولهجاتها في المناطق الروسية والقفقاسية، وكل الأزمات والحروب التي مرت فيها روسيا في الزمن العميق والمعاصر رغم قساوتها ،أصبحت شيئًا من الماضي، والجمهوريات الروسية متينة البناء، وشعوبها متصالحة، والأديان السماوية حرة في عملها في المسجد، والكنيسة، والمعبد، ومقولة للرئيس بوتين منذ زمن قريب تدين الإساءة للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم – وللإسلام، تحت عنوان الحرية بلا حدود في الغرب، وقوة روسيا في سياستها الخارجية المتوازنة، وفي الإقتصاد عبر مساحة جغرافية هي الأكبر في العالم ( أكثر من 17 مليون كلم² )، وتبادل تجاري ملياري الدولارات، وفي تفوقها العسكري جيشًا، وبحريًة، وفضاءً، وعلى مستوى الترسانة فوق النووية، والصاروخية عابرة للقارات والحديثة ( 7 آلاف رأس نووي وأكثر، وصواريخ ( كنجال )، و(سارمات )، ( كروز- تسيركون) .
ومن يبحث عن تشويه صورة روسيا الإتحادية في العالم، نجيبه هنا بأن القضية الفلسطينية لم تجد دولة عظمى تساندها بوضوح وعلانية مثلها ،فهي إلى جانب الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية فوق الأراضي العربية، ومع دراسة حق العودة والتعويض لأهلنا في فلسطين والمهجر، ومع إعادة ( إسرائيل ) المحتلة إلى حدود الرابع من حزيران لعام 67، ومع علاقات سياسية وإقتصادية دافئة مع العرب، ولا تمانع وحدتهم، ودائمًا تذهب إلى الصلح بينهم، وإلى الحوار وسطهم، والأمثلة هنا ما حدث في الخليج بعد صفقة ترمب المشهورة (450) مليار دولار، وفي قضية اليمن والحوثيين مع المملكة العربية السعودية، وبكل ما يتعلق بإيران ومشروعها النووي السلمي (5+1 )، وماله علاقة بالملف النووي العسكري الإيراني السري الذي لم يثبت صحته إستخباريًا دوليًا وحتى من جهاز الـ- CIA لغاية الان، وهي، أي روسيا واضحة في الشأن السوري، ودخلته بعد أمريكا عام 2013 عندما تمكنت من نقل الترسانة الكيميائية العسكرية التابعة للجيش العربي السوري، ومع بدايات الربيع العربي، وإجتياح الارهاب لسوريا من 80 دولة، وبشكل إستخباري مبرمج، لأمريكا في البحر المتوسط، وهي الترسانة التي هددت وقتها أمن المنطقة الشرق أوسطية بالكامل، وقادت الحوار حول سوريا، وفي وسطها بين صنوف المعارضة والسلطة في دمشق عبر مؤتمرات ( جنيف )، و( الأستانة )، واشركت إيران، وأمريكا، والعرب في الحوار، وتوصلت إلى مناطق لخفض التصعيد في شمال سوريا مع تركيا، ومع الأردن في الجنوب، وساندت اللاجئين السوريين، وقدمت لهم مساعدات إنسانية كبيرة مشهود لها، والرئيس بوتين كان أول زعيم أجنبي يزور سوريا، ويهبط في قاعدة ( حميميم ) العسكرية الروسية، ودمشق كذلك، وزيارات خاطفة مماثلة للرئيس بشار الأسد للعاصمة ( موسكو ) .
وإن ما ينفقه الغرب الأمريكي- البريطاني من أموال طائلة على السلاح المرسل إلى غرب أوكرانيا، وعلى الإنفاق العسكري هناك كفيل بتحقيق فائدة أفضل للبنية التحتية في الغرب المحتاجة للغاز الروسي وغيره من دول العالم، وموضوعات تطاول الشباب المراهق على المدارس في أمريكا تتكرر، وهي محتاجة لتطويقها عبر مناهج متخصصة في التربية الوطنية والسلوك التربوي، والعرب القادمين من أمريكا، ومن مدينة (شيكاغو) تحديدًا، والذين قابلتهم شخصيًا هنا بعمان، تحدثوا لي عن عدم إنضباط الحياة هناك، لدرجة أن العربي يخشى على إبنته الشابة من أن تستمر في مواصلة حياتها التي يفترض أن تكون طبيعية وحضارية وليس منفلته، والمواطنون الأمريكان رغم بساطتهم ومستواهم الحضاري المتقدم إلا أنهم لا يحبون روسيا، وهم كما نظامهم السياسي يصطفون مع أوكرانيا دون معرفة لماذا لأن إعلامهم مضلل ويمارس الدعاية السلبية ولا يكاشف بحقيقة أن لروسيا قضية ومظلمة في أوكرانيا، فأين هي عيون أمريكا المحدقة في أزمات العالم ،ومن بينها " الأوكرانية "، وبدلاً من إدخال الحوار إلى داخلها يمدونها بالسلاح والمال الوفير لتصعيد نيرانها، وفي كل خطوة خارجية لأمريكا نشتم رائحة الحرب الباردة المستمرة وسباق التسلح الباهض، ومحاصرة روسيا الإتحادية ( إليكترونيا، وسياسيا، ولوجستيا، وإقتصاديا، وإجتماعيا ) مثل حي ومباشر، والتحرش الغربي السابق بحدود روسيا المائية والبرية عبر حلف ( الناتو ) العسكري مثال يضاف إلى تاريخ الصراع على قيادة العالم من طرفهم، والزمن المعاصر شاهد عيان على توجه روسيا – بوتين عام 2000 لدخول حلف ( الناتو ) لإنهاء الحرب الباردة الناجمة عن نتيجة الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي حسمت لصالح السوفييت بقيادة روسيا، وبمشاركة أمريكا وبريطانيا أنذاك اللتان ورغم مشاركتهما في تأسيس الأمم المتحدة إلا أنهما إنفصلا مع الغرب لتحريك سعير الحرب الباردة وملف سباق التسلح من جديد، وعملية شد حبل ومكاسرة بالأيدي تجري بينهما إلى مالا نهاية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :