بكل حفاوة وترحيب استقبل جلالة الملك عبد الله الثاني ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في زيارة تكتسب من الاهمية السياسية للتنسيق المشترك بين الزعيمين حيال مواقفهما من بعض القضايا ذات الاولوية العربية والاقليمية، خاصة مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة خلال تموز القادم ولقاءه ولي العهد السعودي، فكان لا بد من التحاور والتشاور مع جلالة الملك، سيما وان جلالته يمتلك رؤية سياسية شاملة للمنطقة تستند للعدالة والحق والمشروعية الدولية في تحقيق السلام واحقاق الحق الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما تكتسب هذه الزيارة لسمو الامير محمد اهمية بالغة للتباحث في امن المنطقة والخطر الداهم من الجنوب السوري في ظل تزايد النشاط العسكري للميليشيات الايرانية وحزب الله وتهديدها للامن الوطني الاردني والسعودي وباقي دول الخليج، خاصة خطر تهريب المخدرات والاسلحة والاعتداءات على الحدود الاردنية الشمالية المتاخمة لسوريا.

إضافة الى ذلك، فان السعودية والاردن يتطلعان الى ضرورة تحقيق الاستقرار للعراق وبناء نظام سياسي متوازن بين كل الاطياف السياسية بعيدا عن الطائفية والتدخل الايراني الطائفي الذي يزرع الفرقة والانقسام بين العراقين في ظل تطرف ايراني طائفي يسعى جاهدا ان يطال دول الجوار.

وعلى الصعيد الاقتصادي والتنموي، يعتبر الاردن ان المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، كانت على الدوام السند والعون والمدد للكثير من مشاريع البناء والنماء في الاردن بفضل علاقات الاخوة التاريخية والابدية التي تجمع الشعبين الشقيقين الاردني والسعودي، وقد كانت المملكة السعودية عبر التاريخ العمق العربي للاردن في ظل قيادة البلدين والتي يقودهما اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، وجلالة الملك سلمان وولي عهده سمو الامير محمد حفظهما الله، ووفقهما لخدمة اوطان العروبة وامتنا العربية والاسلامية جمعا.