facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيارة الرئيس بايدن للسعودية والاستقرار في الشرق الأوسط


السفير الدكتور موفق العجلوني
10-07-2022 04:53 PM

تعقيباً على تصريح الرئيس الأمريكي، جو بايدن يوم امس إن زيارته المقبلة إلى المملكة العربية السعودية والتعاون معها مهمة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط . هذا تصريح رائع و غير مسبوق من قبل الرئيس بايدن ، و هذا ما تسعى اليه المملكة العربية السعودية منذ سنوات و الاستقرار في الشرق الأوسط هو استقرار للعالم اجمع .

أما سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط فهنالك عاملين رئيسيين. الأول هو إسرائيل واحتلالها للأراضي العربية وعدم منح الفلسطينيين حقوقهم الشرعية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابل للحياة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. والعامل الثاني وهو التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية. هذان اهم عاملين للاستقرار في المنطقة.

أما ربط الاستقرار في الشرق الاوسط في مواجهة روسيا و في المنافسة مع الصين ، فهذا موضوع خارج السياق بالنسبة للعالم العربي على اقل تقدير ، فلا توجد مشكلة لا مع روسيا ولا مع الصين ، على العكس هناك علاقات طيبة بين العالم العربي وكل من الصين وروسيا .

آما موضوع التعاون بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط، فأعتقد هذه ليست مشكلة، و تاريخ المملكة العربية السعودية حافل في حل الازمات الاقتصادية العالمية .

أما بخصوص تأكيد الرئيس بايدن بأن وظيفته الحفاظ على الولايات المتحدة الأميركية ان تكون قوية وآمنة، من خلال مواجهة العدوان الروسي، وأن تكون الولايات المتحدة في أفضل وضع للفوز بالمنافسة مع الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم. فلكل دولة مصالحها الخاصة بشرط ان لا تكون هذه المصالح على حساب الدول العربية. وليس من الضروري اقحام الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في صراع الولايات المتحدة الأميركية مع روسيا والصين. فهذا امر غير مقبول ومرفوض على مستوى الشعوب العربية.

أما بخصوص الغرض من الاجتماع المقرر عقده يوم الجمعة القادم مع القادة السعوديين هو تعزيز وتطوير "شراكة استراتيجية تقوم على المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع الحفاظ على الالتزام بالقيم الأمريكية الأساسية". بنفس الوقت لا بد للرئيس بايدن والإدارة الأميركية ان يكون هنالك التزام بالمقابل بالقيم العربية الأساسية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة الفلسطينية ، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان العربية السورية. وتعزيز الامن الشامل في منطقة الشرق الأوسط وعدم اقحام الدول العربية بحروب جانبية ليس لها ناقة ولا جمل باستثناء ان تكون محارب بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين …!!!

انا اتفق مع ما صرح به الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد تعليقاً على ما كتبه الرئيس الأميركي جو بايدن في صحيفة واشنطن بوست حول الزيارة المرتقبة الى المملكة العربية لسعودية بعنوان " لماذا سأذهب الى السعودية؟" حيث قال الأمير بن مساعد :

" فأمريكا بلد عظيم ودولة مؤسسات يديرها غالبا عقلاء ولا يحكمها قصيرو نظر. ما أنا متأكد منه أن السعودية ستقدم للصديق الأمريكي ما يعزز الشراكة بين البلدين إذا أرادت قيادتنا ذلك ووفق ما يخدم المصالح السعودية والمصالح الأمريكية، وإن رأت فيما يطلبه الأصدقاء الأمريكيون أمرا يتعارض مع مصلحة السعودية فسيسمع السيد بايدن كلمة (لا) وأسبابها بوضوح شديد وباحترام وندية كما يحدث بين الأصدقاء... الخلاصة: الزيارة المرحب بها هي لصالح أمريكا بالقطع لإصلاح ما أفسده تقدير خاطئ، ولأن العالم لا يستطيع تجاهل ثقل السعودية وتأثيره فهو في أشد الحاجة إليه دائما وأبدا، وتحديدا الآن. "

وخلاصة القول، اذا كانت الولايات المتحدة الأميركية يهمها استقرار منطقة الشرق الأوسط و مصالحها الحيوية في الدول العربية ، عليها اولاً ان تضغط على إسرائيل من اجل الجلوس مع الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على ارض الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية. وثانياً، اسقاط فكرة ناتو الشرق الأوسط من مخيلتها ان وجدت، لان هذه الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلاً من الشعوب العربية كما أشار وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر في مقاله بعنوان " زيارة بايدن والتحالفات الإقليمية " المنشور بتاريخ ٩/٧/٢٠٢٠ في كل من القدس العربي وعمون الغراء. و ثالثاً، أي اتفاق مع ايران بخصوص الملف النووي الإيراني، يجب ان تكون دول مجلس تعاون الخليج العربية حاضرة في أي اتفاق .

و بالتالي لا بد ان تكون زيارة الرئيس جو بايدن الى المملكة العربية السعودية فاتحة خير و تعزز السلام و الامن و الاستقرار في الشرق الاوسط ، لا ان تقف الى جانب المحتل " إسرائيل " وان تخلط الأوراق مع الازمة الروسية الاكرانية و الملف النووي الإيراني بحيث يوضع حد للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ، و ان يكون الرئيس جو بايدن رجل سلام لمنطقة الشرق الأوسط والعالم و ان يسجل التاريخ هذا الموقف لهذا الرجل الحكيم العاقل و الذى يترأس اقوى دولة في العالم ، لان عالم اليوم ليس عالم الامس ، والدول جميعها لها سيادتها و لها قراراتها التي تخدم مصالحها الوطنية دون ان تتعارض من مصالح الدول الأخرى .

muwaffaq@ajlouni.me
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :