تطفئ وكالة الأنباء الاردنية (بترا) اليوم شمعة جديدة في رسالتها ومسيرتها الإعلامية الفذة ، إذ تحل ذكرى مرور ثلاثة وخمسين عاما على إنشائها وهي تقف باعتزاز وشموخ نظرا لما حققته عبر السنوات الماضية من منجزات إعلامية استندت على أسس راسخة ومبادئ ثابتة من الدقة والالتزام والمصداقية والأمانة في نقل الخبر ومتابعة الانباء داخليا وخارجيا ، وتعزيز الصورة الإيجابية للدولة الأردنية .

إننا ونحن نهنئ كافة العاملين على هذه المسيرة الحافلة بالمحطات المضيئة والمكانة المرموقة التي وصلت إليها وكالة الأنباء الأردنية ، والتي حظيت بدعم لا محدود من لدن القيادة الهاشمية المظفره منذ انطلاقتها ، فقد تميزت طوال سنوات عمرها بأنها مدرسة لتخريج الكفاءات الصحفية المتميزة على مستوى الوطن العربي والعالم ، واسهاماتها الكبيرة في نقل الحقيقة ورسالة الدولة الأردنية بأبهى صورها ، وضمن المناخ إلاعلامي الحر الذي ننعم له ، ولتكون ثمره طيبه نكبر بها ونفخر ، في ظل حياة ديمقراطية انفتاحية هي نتاج الجهود الطيبه لابناء التكوين الاردني الواحد ونهج مدني حديث للدوله الاردنيه ، لتبقى وكالة الأنباء الاردنية عنواناً إعلامياً متقدماً يحمل اسم الوطن إلى كل الآفاق والمنابر.

ان وكالة الانباء الاردنيه "بترا" وعلى مدى تاريخها الإعلامي ، كانت حريصة بقياداتها ومختلف كوادرها على الالتزام بالموضوعية والدقة والمصداقية للفوز بثقة الجماهير وكل الجهات التي تتلقى نشراتها وتقاريرها وعطائها الإعلامي ، ولترسيخ أقدامها بالميدان الإخباري، وتقديم خدمتها الإخبارية المكتوبة والمصورة والمرئية عبر نشراتها المختلفة على مدار الساعة ونقلها للمتلقي بأسرع وقت ممكن، حتى غدت واحدة من أبرز وأقوى مثيلاتها من وكالات الأنباء العربية الشقيقة والدولية الصديقة ، بل وباتت قطباً إخبارياً إعلاميا حقيقيا مسنود بموارد مهنية متنوعة تمنح الخدمة الإعلامية كامل مسؤوليتها الاجتماعية وكامل قوتها التحريرية.

لقد سعت وكالة الانباء الأردنية "بترا" ومن خلال إعادة تخصيص مواردها بشكل أفضل ، ان تحضر بهذه القوة والتنوع والوجاهة ، ومرد ذلك أساسا إلى وجاهة الرؤية الاستراتيجية التي تمتلكها ، وانخراط مسؤوليها بالعمل الجاد المخلص ، وكذلك مساندة الكفاءات العالية التي تعتمد عليها، وكذا التعبئة الشاملة للعاملين بها الذين يتميزون بالدقة والمهنية ، في ظل معادلة صعبة يعيشها العالم من حولنا ، كما واستطاعت ان تشكل قطب الإعلام الاردني المهني الملتزم ، فقد شهدت الوكالة وعلى مدار السنوات الماضية تطورا متواصلا في بنيتها وكوادرها وأجهزتها وتقنياتها التي واكبت أحدث ما عرفته وسائل الاتصال للحاق بكل جديد ومتطور سواء على المستوى التقني أو على مستوى الكفاءات أو الخدمات الإخبارية، ذلك بالعمل الجاد والمخلص الذي تقوم به كوادر الوكالة بمختلف مهامهم ومراتبهم ، وحرصهم الواضح على التطوير الدائم لخدمات (بترا) وأقسامها المختلفة وتزويدها بأحدث وسائل تكنولوجيا الاتصال والتواصل، إضافة إلى التدريب الدائم والمستمر لفريق العمل، لتتميز مخرجاته وعطاءاته بالمهنية والحرفية، وهو ما أسهم مباشرة بالنهوض بأدائها الاحترافي الواضح والملموس .

كما حرصت "بترا"على حمل راية الإعلام الرسمي فكانت المرآة الصادقة والأمينة لتطور وبناء الوطن والمواطن، وكانت شاهدة على إنجازات الوطن وفعالياته وأنشطته ومبادراته بكافة المجالات والقطاعات داخليا وخارجيا، كما واستطاعت وعلى مدى عمرها ان تملأ فراغا بالنسبة لوسائل وأجهزة الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية باعتبارها المصدر الرئيسي للأخبار المحلية الموثوقة، وذلك التزاما برسالتها الإعلامية ودورها الوطني، كما وأسهمت /بترا/ بنقل ومتابعة الأحداث والقضايا الهامة والساخنة على الساحتين العربية والدولية بمهنية وموضوعية، ووقفت بقوة إلى جانب القضايا العربية والإسلامية والإنسانية العادلة، فكانت صوت الاردن القوي المنتصر للحق والحقيقة بكافة المحافل والميادين والقارات.

واخيرا دعونا نبرق التهاني بمناسبة الاحتفال بعيد «بترا » الـ٥٣ لنعبر عن أطيب أمنياتنا لها وللقائمين عليها والعاملين فيها باستمرار التقدم والازدهار ، متمنين ان يتواصل عطاؤها كصرح إعلاميا مهم ، ومنارة تستحق التقدير بما تقدمه من طرح متزن، وما تنتهجه من سياسة إعلامية جادة، وتفاعل صادق مع كافة القضايا بكل شفافية وحياد، متمنين لها كل التوفيق والسداد، سائلين المولى عز وجل أن يتواصل عطاؤها لخدمة وطننا الحبيب في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبد ألله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ورعاهما.
والله ولي التوفيق