facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في عقل إسرائيلي حول ملف "الكونفدرالية"


حلمي الأسمر
05-07-2007 03:00 AM

كان الخبر الرئيس لصحيفة "هارتس" العبرية في عدد الثلاثاء الماضي يحمل عنوانا مثيرا هو: الخيار الاردني يعود مرة اخرى الى جدول الاعمال، الخبر - ومصدره واشنطن- يتحدث عن مؤشرات "تتراكم ببطء، بالتنقيط" ولكن لم يعد ممكن الخطأ في تشخيصها، فهي تقول أن "الخيار الاردني" لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يعود لاحتلال "مكانة شرف" على طاولة المباحثات، ولكن كاتب الخبر يستدرك قائلا: ليس بالضرورة في الصيغة القديمة "الاردن هو فلسطين"، بل في تركيبة أكثر تعقيدا: مساعدة أردنية للفلسطينيين، امكانية للكونفدرالية، "ترتيب العلاقات"..ويضيف: ما هو واضح هو: هذه لم تعد أقاويل محفوظة لرجال اليمين المتطرف، أو للمحافظين الجدد الذين لم يوافقوا ابدا على اقامة دولة فلسطينية. المسألة الفلسطينية – الاردنية تعود الى جدول الاعمال حتى في أوساط محافل أكثر مركزية. والاكثر مفاجأة من ذلك هو أنه يهتم بها أيضا عدد غير قليل من كبار المسؤولين الفلسطينيين من دوائر فتح الذين يئسوا من فرص التوصل الى تسوية عن الطريق التي رسمها اوسلو، ويبحثون هم ايضا عن مخرج!!

يعترف كاتب الخبر، وحسب محافل اسرائيلية، فإن المسألة الاردنية لم تطرح في محادثات رسمية مؤخرا. غير أنه حتى بين كبار رجالات الادارة بدأت تطرح مسألة : ماذا سيحصل اذا ثبتت الاستراتيجية الحالية بانها غير ناجعة؟؟
الموقف الأردني من هذا الملف معروف جدا، فالملك عبد الله أعلنها صراحة، يوم الأحد الماضي: "اننا نؤمن بأن طرح الموضوع هو مؤامرة ضد الفلسطينيين والاردنيين" مضيفا: "مللنا هذا الانشغال به". والواقع أننا جميعا مللنا هذا الطرح، فهو يأتي وكأنه حل لمشكلة إسرائيل تحديدا، ومؤخرا بدا أنه حل لمشكلة رجالات وأعيان في فلسطين أيضا، يدفعون بهذا الاتجاه على نحو مكثف، "هآرتس" تنسب لدبلوماسي تقول أنه "يعرف المملكة جيدا" قوله: ان ليس للاردن في هذه اللحظة ما يدعوه الى الرغبة في كونفدرالية. ولكنه يضيف: يمكن لهذا ان يتغير، كما قال، اذا ما هددت فوضى مطلقة في الضفة الغربية استقراره.
خبر "هارتس" يقول ان المحادثات في "الخيار الاردني" تتجه في هذه المرحلة نحو قنوات غير رسمية وتبحث بسرية نسبيا، فرئيس معهد "واشنطن" لسياسات الشرق الاوسط، د. روف ستلوف، كتب الاسبوع الماضي يقول انه "يحتمل ان يكون السعي الى افق سياسي اسرائيلي – فلسطيني يتعارض مع مصالح ورغبات الطرفين. وبدلا منه، فان الاستثمار في افق سياسي عربي فلسطيني – بما في ذلك محادثات مسبقة على مسار كونفدرالية اردنية – فلسطينية كفيل بان يكون واقعيا، مجديا وأكثر نجاعة"، فلسطيني مقرب من ابو مازن اطلع على الافكار المطروحة في المقال قال لصحيفة "هآرتس" في حديث هاتفي انه "ذهل منها". ومع ذلك فقد أوضح بان "هذا موضوع حساس جدا يصعب الحديث فيه علنا". باحث أمريكي روى لصحيفة "هآرتس" ايضا عن محادثات مشابهة مع محافل رفيعة المستوى في السلطة ولكنه رفض الكشف عن اسمائهم. استطلاع اجراه مؤخرا د. خليل الشقاقي أظهر بان 42 في المائة من الفلسطينيين سيؤيدون اقامة كونفدرالية، مقابل 52 في المائة يعارضون الفكرة. د. يعقوب شمير، الشريك الاسرائيلي للشقاقي في الاستطلاع افاد صحيفة "هآرتس" بانه لا توجد فوارق ذات أهمية في نسبة التأييد بين غزة والضفة.
وفق "هآرتس" أيضا، فإن محافل الحكومة الاسرائيلية، تعمل بالتنسيق مع الادارة الامريكية لتعزيز ابو مازن، ولا تطرح المسألة الاردنية على البحث الجماهيري، ضمن امور اخرى خشية اغضاب الرئيس الامريكي ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس. ولكن رئيس المعارضة، النائب بنيامين نتنياهو من الليكود يتحدث علانية عن الحاجة الى ادخال "قوات اردنية" الى الضفة الغربية للمساعدة في فرض النظام. رجل معهد البحوث "مركز شليم" في القدس، ميخائيل اورون، المتماثل هو الاخر مع اليمين اقترح في "هآرتس" العودة الى فكرة "الحكم الذاتي" للفلسطينيين فيما يكون "الامن في مسؤولية اسرائيلية – اردنية مشتركة". غير أن الخيار الاردني، في اسرائيل ايضا ليس من نصيب اليمين وحده. تقول "هآرتس" فالرئيس المنتخب، شمعون بيرس، شهد أمام لجنة فينوغراد لفحص حرب لبنان الثانية فقال: "علينا أن نبحث عن مبنى جديد مع الفلسطينيين؛ أنا في قلبي عدت الى الاستنتاج الذي كان لي دوما في حياتي: نحن ملزمون بان نجلب الاردنيين. لا يمكننا أن نصنع السلام فقط مع الفلسطينيين".
وتكشف هآرتس أيضا: بعد عدة أسابيع سيستضيف معهد "هيدسون" في واشنطن، المتماثل مع اليمين من المحافظين الجدد، وفدا من كبار المسؤولين السابقين، اردنيين وفلسطينيين، للبحث في العلاقات بين السلطة والاردن. وفي العام الماضي استضاف معهد يميني آخر "امريكان انتربرايز اينستتيوت" مؤتمرا مشابها وصل اليه ضمن آخرين رئيس الوزراء الاسبق عبدالسلام المجالي، وزير الداخلي الفلسطيني الاسبق نصر يوسف. وتوقع المجالي في البحث في أن يحظى اقتراح باقامة "كونفدرالية أو فيدرالية" بتأييد "عدد كبير" من الفلسطينيين. المؤتمر الذي ينعقد في واشنطن هو جزء من أجواء البحث عن "افكار جديدة".
في الولايات المتحدة – مثلما في اسرائيل والسلطة – ضرب مع سيطرة حماس على قطاع غزة رقم قياسي جديد لليأس من الفرصة في ان تتمكن السلطة من الاستقرار بقواها الذاتية لتكون شريكا للمحادثات!
هكذا يفكرون اليوم في إسرائيل، وفي بعض مراكز البحوث "الثنك تانكس" ... كيف نفكر نحن؟ هل يكفي مجرد الرفض لأفكارهم فحسب؟ نحن نعلم أن لدى الأردن كثير من الأوراق كي يستعملها في مواجهة المخاطر، ونعتقد أن أهم ما يمكن أن نفعله في هذا السياق رص جبهتنا الداخلية، واصطفافنا معا للوقوف في وجه ما يهددنا!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :