عمون - مرض الشك هو اضطراب في الشخصية يعتبر نوعًا من اضطرابات الشخصية الغريبة أو الزوانية. يتميز المصابون بهذا المرض بالتصرف بشكل غريب أو غير عادي بالنسبة للآخرين. يشك هؤلاء الأشخاص بشكل كبير في الآخرين ولا يثقون في دوافعهم. يعتقدون أن الآخرين يرغبون في إيذائهم وتهديدهم، ويحملون الأحقاد ويفسرون الكلمات والتصريحات بشكل غير مباشر على أنها تهديدات، حتى في الأحداث والتعليقات البسيطة. كما يشعرون بالغضب والعداء تجاه الآخرين.
من بين الأعراض المرتبطة بمرض الشك:
1. الحذر الدائم والاعتقاد الخاطئ بأن الآخرين يرغبون في إيذائهم وتهديدهم، حتى في حالات عدم وجود أساس لهذه الشكوك.
2. انعدام الثقة بالآخرين وعدم الكشف عن المعلومات الشخصية لهم خوفًا من استخدامها ضدهم.
3. الشك المستمر في ولاء وصدق الآخرين دون سبب محدد، مع اعتقادهم بأن الآخرين يخدعونهم ويستغلونهم.
4. الحقد وعدم المسامحة.
5. الحساسية المفرطة وعدم تحمل الانتقادات.
6. فهم المعاني الخفية في التصريحات العادية والبريئة، وتفسيرها على أنها تهديدات.
7. صعوبة في الاسترخاء والاستمتاع.
8. تجنب المشاركة في حل المشاكل أو التعامل مع الصراعات بسبب اعتقادهم بأنهم دائمًا على حق.
9. تكوين اعتقادات نمطية سلبية عن الآخرين، وخاصةً في المجموعات الثقافية المختلفة.
من المضاعفات المحتملة لمرض الشك:
- صعوبة في الحفاظ على العلاقات الشخصية والاجتماعية، حيث يتعارض تفكيرهم وسلوكهم المرتبط بالشك مع القدرة على بناء العلاقات الصحية.
- صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يؤثر على مشاركتهم في المجتمع وبيئات العمل.
- المشاركة في نزاعات قانونية ومقاضاة الأشخاص أو الشركات التي يعتقدون أنها تسعى لإيذائهم.
في علاج مرض الشك، يكون الأشخاص المصابون عادةً غير راغبين في العلاج لأنهم لا يدركون وجود مشكلة. إذا طلبوا العلاج، يتم توجيههم عادةً للعلاج النفسي. يركز العلاج على زيادة مهارات التكيف العامة، وتحسين التفاعل الاجتماعي، وتعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات. قد يتم استخدام بعض الأدوية مثل مضادات القلق والاكتئاب أو العقاقير المضادة للذهان إذا كانت الأعراض متطرفة أو إذا كانت هناك مشاكل نفسية مرتبطة بهذا المرض مثل القلق أو الاكتئاب.
مهما كان العلاج المناسب، فإن الثقة تعتبر عنصرًا هامًا في العلاج النفسي، ومن الصعب على الأشخاص المصابين بمرض الشك الالتزام بخطة العلاج والاستجابة لها بسبب انعدام الثقة في الآخرين. لذلك، يتطلب علاج مرض الشك صبرًا وجهودًا متواصلة من الفرد المصاب والمختصين النفسيين للتعامل مع هذا الاضطراب.