اصبح الذهاب للجامعات معاناة وعناء للطلبة واولياء امورهم بسبب ازمات السير وتكاليف المواصلات الباهظة وما يقضيه الطلبة من ساعات لقطع المسافات ذهابا وإياباً، والحقيقة ان في كل ذلك ارهاق ذهني وجسدي للطالب٠

لماذا لا نستثمر جامعاتنا بما تحقق من نجاح في التعليم الجامعي باسلوب اون لاين خلال جائحة كورونا، سيما وان العالم المتقدم بات ينتهج هذا الاسلوب في كل انماط الحياة ومنها التعليم والخدمات ٠

وبما ان ظروفنا العامة اصبحت صعبة واوضاع الاقتصادية عسرة وباتت بعض المتاعب والمخاطر تحيطنا ولو بابسطها من انتشار الكلاب الضالة خاصة اوقات الصباح الباكر وقد بتنا نسمع بمطاردتها لطلابنا وفي ذات الوقت باتت الاشباح من المخدرين وتجار المخدرات
تنتشر في الزقاق والمجمعات، وهنا وهناك فإنه توجب علينا ان نأخذ بالاسباب للتخفيف من معاناة طلبتنا ورحلتهم اليومية الشاقة الى جامعاتهم .

ليس من احكام جودة التعليم ان يأتي الطالب من مادبا الى جامعة اليرموك ليأخذ محاضرة يمكنه ان يتعلم علومها في بيته دون ان يرتحل مسافرا للجامعة، وليس من صواب النهج ان يمضي الطالب اربع ساعات في الباصات ويشق البلدان والمحافظات لاجل درس اراد فيه مدرسه تفقد الغياب والحضور .

اصبحنا نحتاج ايضا الى تطوير رؤيتنا وان نتعمق بتفكيرنا ونتوسع بشمولية معرفتنا لنتكيف بادواتنا واساليبنا ونهجنا بما يتلائم مع مستجدات العالم من تقنيات للتعليم، وكذلك الأخذ بطبيعة الظروف التي تحيط بوطننا وطلبتنا ٠

نتمنى على اساتذة جامعاتنا الرأفة بالطلبة وان يتداركوا احوال الناس لطالما يمكن للطلبة ان يتعلموا من خلال تقنيات التعليم عن بعد.

جامعاتنا منارة لحضارتنا ورقي نهجها ثمرة لتقدمها وازدهار وطننا ومرآة لحداثة والتطور في مسيرتتا .

من خلال التعليم الجامعي عن بعد لبعض المساقات والتخصصات نستطيع تخفيف الازمات في الشوارع والمجمعات وتخفيف النفقات والمعاناة والحوادث على طلبتنا .

علينا الاستثمار بما حققناه من نجاحات في تقنيات التعلم والتعليم عن بعد وتطويرها لانها مظهر آخر من مظاهر اقتدارنا على تحقيق التنافسية مع غيرنا.