facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرب الاوكرانية لاتجد مصلحا


د.حسام العتوم
30-11-2022 11:33 AM

يصعب على الحرب الأوكرانية الدائرة رحاها الآن، وهي التي بدأت بتاريخ 24 شباط 2022 ان تجد طرفا قويا مصلحا وسطها، ويصعب على الغرب مجتمعا فهمها واستيعاب اسبابها، ومع سبق الاصرار، لذلك يتقدمهم حلف (الناتو) ويعتبرون دورهم فزعة لغرب اوكرانيا المنكوبة حسب تصورهم، ويعتبرون روسيا الاتحادية غازية، وغرب اوكرانيا نفسها تدعي بأنها تقود المقاومة ضد الغزو الروسي، ولا احد يريد الاصغاء لوجهة النظر الروسية، وللموقف الروسي المتمسك بالقانون الدولي، وهو الذي يرفض سيطرة وهيمنة احادية القطب لصالح سيادة عالم الاقطاب المتعددة، ولا يقبل بسياسة الكاوبوي، وتصريحات جديدة لامريكا قائدة (الناتو) عبر وزير خارجيتها بلينكين، ولأمين عام (الناتو) ستولتنبيرغ تؤكد بأن الحرب الاوكرانية ستدوم لسنوات طويلة، والاصل ان يقتنع الغرب بأن الحرب شارفت على الانتهاء بعد اقتراب روسيا – بوتين من تحقيق اهدافها التي حركت عمليتها العسكرية الدفاعية الاستباقية التحريرية غير الاحتلالية من اجلها، ولم يشهد التاريخ المعاصر توجه روسيا منذ العهدين القيصري والسوفيتي لممارسة الاحتلالات، وهي التي فقدت في عمق التاريخ اقليم (الاسكا) الذي بيع وقتها لامريكا ولم تعد تطالب فيه، وسيطرت على جزر الكوريل نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب مهاجمة اليابان لها وليس العكس، ولم يتم توقيع سلام بينهما حتى الساعة.

وفي الموضوع الاوكراني، تعتبر روسيا اوكرانيا شرقا وغربا جارة لها، وسكانها اخوة، لكنها راقبت حراك غرب اوكرانيا ممثلا بالعاصمة ( كييف – بارشينكا وزيلينسكي ) والتدخلات الغربية الخفية بداية والعلنية لاحقا قبل وبعد انقلاب عام 2014 الدموي الذي اطاح ليس بأخر رئيس اوكراني موالي لروسيا فقط، وانما بآخر وجود روسي في العاصمة الاوكرانية رغم موافقتها عبر الرئيس الاوكراني الاسبق بيترو باراشينكا على دخول اوكرانيا للاتحاد الاوروبي، لكن حراك باراشينكا جاء بطيئا حتى في موضوع تنفيذ اتفاقية (مينسك 2015)، وسرّع في اظهار شخصية رئاسية متهورة مثل فلاديمير زيلينسكي الذي رفض الحوار المباشر مع موسكو والتفّ على اتفاقية (مينسك) بالتعاون مع الغرب، وهو الامر الذي اطرب (الناتو) ودعاه لاقتناص فرصة الانقضاض على روسيا واستهدافها. وقاد التيار البنديري المتطرف الحراك في غرب اوكرانيا، وانقلاب عام 2014، وهي القادمة جذوره من اتون الجناح الهتلري في الحرب العالمية الثانية ونسبة إلى مؤسسه بانديرا، وهو التيار الذي شكل النخبة السياسية المتطرفة في (كييف)، وفصائل (أزوف) الاكثر عدوانية وتطرفا، مما دفع بموسكو ان تسحب اولا اقليم (القرم) بعدما قدمته في العهد السوفيتي، وابان العائلة السوفيتية والسلافية الواحدة هدية لاوكرانيا في زمن الزعيم نيكيتا خرتشوف عام 1954 بحثا عن مخارج مائية على البحر الاسود.

ويصعب علينا ان ننسى هنا بأن (القرم) حيث يرسو الاسطول النووي الروسي منذ الزمن القديم كان مهملا من الجانب الاوكراني، وعند عودة الروس اليه عبر صناديق الاقتراع. اسندوه بجسر وشبكة قطارات ومطار وبنية تحتية سياحية جديدة، وهو الذي اثار حفيظة ( كييف- زيلينسكي ) لاحقا وعملت على تفجيره واصلحته موسكو من جديد، وهو الذي فجر أيضا الغاز الروسي اتجاه أوروبا عبر (ألمانيا- نوردستريم 1+2 ، وتم استدعاء سفير بريطانيا من قبل الخارجية الروسية بصدده، وملامح لانقسامات أوروبية حول الموقف الامريكي من الحرب الاوكرانية تتصدرها ألمانيا، وسابقا خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الاوروبي عام 2020، وبدلا من تغليب الحوار، او دخول الغرب مصلحا وسط الازمة الاوكرانية بين غربها وشرقها، استمرت ( كييف ) في قصف شرق اوكرانيا حيث يعيش حوالي سبعة ملايين اوكراني ناطق بالروسية وروسي، وتسببت في مقتل وتشريد اكثر من 14 الف انسان بهدف ضم الشرق والجنوب الاوكراني قسرا وعبر حفر الخنادق.

وبنفس الطريقة جاء الروس الى شرق وجنوب اوكرانيا بدعوة من صناديق اقتراعهم وتحت رقابة دولية، ومطالباتهم لروسيا بالانضمام اليها طوعا، وهو الذي حصل عبر ضم اقاليم ( لوغانسك، ودانيتسك " الدونباس "، وزباروجا، وخيرسون (رغم الانسحاب التكتيكي من جزء خلف نهر الدنيبر بعد تفريغ سكانه لاهداف لها علاقة بإعادة التموضع العسكري)، وهو الذي يصعب على العاصمة ( كييف ) استيعابه ومعها مساندوها في الغرب بقيادة حلف (الناتو) المعادي لروسيا، وهو الحلف الذي نسي اقتراح روسيا - بوتين الانضمام اليه عام 2000 لانهاء الحرب الباردة وسباق التسلح، وللتفرغ للتعاون والتنمية الشاملة.

يعتقد الغرب ومن خلال حلفه ( الناتو ) بأنه قادر على دحر روسيا بما يضخه من مال ملياري كبير اسود واسلحة حديثة ثقيلة خاصة الصاروخية منها، لكن هيهات فهاهي روسيا لا زالت في اوج عطائها العسكري الدفاعي منذ عشرة شهور ولم تتزحزح سانتيميترا واحدا، وهي اي روسيا جاهزة للتفاوض والحوار والسلام حسب تصريحات للرئيس بوتين ولوزير خارجيته لافروف مع ( كييف ) الرافضة للحوار، ولكن خارج الاقاليم الخمسة التي عملت على ضمها تباعا، وهي الاقاليم التي تعتبرها ( كييف ) احتلالا، ويشاركها الاعتقاد الغرب كله، وتساند الصين روسيا في مجلس الامن، وسبق لها ان افشلت تصويتا في الجمعية العامة للامم المتحدة لادانة روسيا في موضوع القرم، وهي جاهزة لاحباط التصويت الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة الذي هدف لادانة روسيا من جديد لضمها الاقاليم الاربعة الاخيرة عبر صناديق الاقتراع، وبدأت روسيا الاتحادية تتفهم حجم التحدي جراء اتخاذها قرارا جماعيا رئاسيا في قصر (الكرملين) في موسكو، وبعد موافقة الرئيس بوتين، لذلك بدأت الاحظ دفعها لاحدث الاسلحة التقليدية المتوفرة لديها، وهي غير محتاجة بطبيعة الحال لاستخدام اسلحة محظورة عالميا كما يشاع في الغرب، وتاريخها العسكري نظيف في هذا المجال منذ اختراعها لقنبلتها النووية الرادعة في عمق الزمن السوفيتي عام 1949 .

يزعم الغرب بأن روسيا بدأت تستخدم سلاحها المرعب ( للناتو) في فصل الشتاء بعد فقدان الغرب لمادة الغاز الروسية وشروعه بالبحث عن اسواق بديلة مكلفة، وبعد فشل الغرب من توجيه تهمة احتمال استخدام روسيا للنووي المخفض في حربها في اوكرانيا، وهو محض سراب وفوبيا مكشوفة نواياها، وفي المقابل كيف للغرب ان يزج نفسه في هكذا مسألة اوكرانية ومن زاوية الاسناد بالمال التخريبي والسلاح العدواني بدلا من الذهاب لاصلاح ذات البين بين الطرفين المختلفين والمتصارعين - غرب اوكرانيا وشرق اوكرانيا وروسيا الاتحادية ؟ ايهما افضل للعالم اليوم السلام والتنمية الشاملة ام الحرب المدمرة ؟ وما الهدف المرجو من ذلك؟ اعود للمقولة السلافية – السوفيتية الشعبية ( سلام ضعيف خير من حرب مدمرة )، وانا على يقين بأن روسيا لا تعادي الغرب، وغير راغبة في ذلك لو وجدت طريقا للسلام، وشعبية الرئيس بوتين باقية مرتفعه داخل وخارج روسيا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :