facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مقاربة جديدة لمشاركة الشباب وتمكينهم


سامح المحاريق
04-12-2022 12:25 AM

من يتابع الحديث المتواصل عن الشباب يجد أنه لا يقع جميعه في خانة حسن النية، ويكاد يستخدم أحياناً لإلقاء الكرة إلى الأمام في ترحيل عشوائي للمشكلات، فضلاً عن المفارقة المنطقية التي تعتريه بصورة واضحة.

لنفترض جدلاً أنه سيتم تسليم جميع المواقع القيادية في المؤسسات لشباب لا يتجاوزون الثلاثين من العمر، فهل سنضطر بعد عبور ذلك الجيل الذي وضعنا ثقتنا فيه لمرحلة الشباب النظرية لاستبداله بجيل جديد وهكذا، بمعنى أن المسألة ستتحول إلى مناوبة بين من يصبحون شباباً مع كل جيل.

توجد أمثلة في التاريخ تدحض فكرة الشباب وقدرتهم على القيادة، معمر القذافي وعبد الحكيم عامر، وتوجد أمثلة أخرى تؤكدها، الملك الحسين والملك عبد العزيز، وفي الحالتين، القصة ليست في المرحلة العمرية، ولكن في القدرة على التنظيم والمأسسة.

كان الملك الحسين يبدي ضجره من البروتوكول وفي نفس الكتاب «مهنتي كملك» يتحدث عن موقف اضطر فيه للجلوس على كرسي متحرك في الشقيقة السعودية بناء على توصية المرافقين العسكريين ليتجول في القصر بصحبة الملك سعود الذي كان يستخدم كرسياً متحركاً لظروف صحية، فالبروتوكول يحافظ على ما يشكله الملك من رمزية، وهذه هي المؤسسية، فالملك الحسين كان يعرف أن هذه التفاصيل هي التي تصنع المأسسة حتى لو رآها في طبيعته الشخصية غير ضرورية.

وعلى سيرة الشباب والشيوخ، فرجل آخر من كرسي متحرك، وبمتاعب صحية واضحة، تمكن فرانكلين روزفلت من قيادة الولايات المتحدة في خضم أزمة الكساد العالمي والحرب العالمية الثانية.

الشباب قرار استثماري، لأن سنوات العطاء ستكون ممتدة قياساً بالقادة الأكبر عمراً، ولذلك، فتمكين شاب في الخامسة والعشرين من الحصول على منحة دراسية في الخارج يعطيه فرصة العطاء لأكثر من ثلاثين سنة أخرى، وهو ما لا يتوفر لدى شخص يبلغ الخمسين من عمره، ولكن المشكلة أن يتحول الشباب إلى قرار إحلالي، بمعنى أن الأساس هو صناعة الامتزاج الطبيعي ضمن رؤية التسلسل الطبيعي مع المحافظة على بنية المؤسسة وهيبتها ودورها، فالتحديث في أي مؤسسة يعني العمل على الأدوات وطرق العمل من غير المساس بالأدوار والغايات.

يحدثني أحد الزملاء الصحفيين عن لقائه بشخصية سياسية في العقد السادس ووجه البوكر الذي أبدته أمام ملاحظته لأحد الأمور، بمعنى عدم ظهور أية تعبيرات للتأييد أو الرفض على ملامح الوجه، وأتذكر أن ذلك الشخص لم يكن متمكناً من هذه الاستراتيجية التي تلزم السياسي (من أفضل من طبقوها بيل كلينتون وباراك أوباما) قبل أكثر من عقد من الزمن، بمعنى أن منحنى الخبرة يتصاعد ويكتسب قيمة مضافة مع الوقت، وبالمناسبة، فهذه الاستراتيجية تغيب عن معظم الشباب لأسباب طبيعية ونفسية، ويجب أن تتغيب لأن الصوت المرتفع والانفعال هي أحد أدوات الضغط الذي يجب أن يتواجد وأن تتواجد أدوات استيعابه وتنفيسه.

إعادة النظر في معادلة الشباب لربطها بفكرة التراكم الموضوعي للخبرات تحتاج إلى خطاب أكثر واقعية ووضوحا، للحصول على مشهد مترابط، أما فكرة القطع التي تحدثت عن التحول الراديكالي التي تبنتها العديد من المدارس السياسية والفكرية فمحطات فشلها كثيرة على مستوى العالم والمنطقة العربية.

التغيير والتحديث من خلال المحاصصة لم يثبت نجاحاً كبيراً، فالأفضل هو خلق نماذج المنافسة الطبيعية، وتمكين الشباب يجب أن يتوجه إلى أدواتهم من غير استهلاكهم في تجارب مبكرة، والاقتصاد في خطاب الشباب وأي خطاب آخر يعزز المحاصصة لا المنافسة، على أن تضمن البيئة الحد الأدنى من المنافسة العادلة والمنطقية.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :