facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شتان بين الحرب والاغتيال والتخريب


د.حسام العتوم
10-01-2023 11:52 AM

حرب يراد لها أن لا تنتهي مثل الروسية – الاوكرانية ومع (الناتو) بالوكالة، ولا تحسم، ويصعب حسمها، ليس لأن روسيا الاتحادية غير قادرة على ذلك، وفقط لأنها تفرق بين حماية صناديق الأقتراع والرقابة الدولية عسكريا كما حدث معها في الاقاليم الخمسة التي نجحت في ضمها ليس لرغبتها في احتلالها مثل (لوغانسك، ودونيتسك " الدونباس، وزاباروجا وجانب من خيرسون)، ولكن لأبعادها عن محاولات ادخالها في اطار السيادة الاوكرانية قسراً، وعن الهيمنة الأمريكية بإسم الغرب لأهداف بعيدة المدى ذات علاقة بالحرب الباردة، واستنزاف روسيا، وتقسيمها، وتوزيع مصادرها على دول اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وهو المستحيل أن يتحقق رغم القراءات الاستخبارية الغربية السطحية، وروسيا معروفة بقوتها العسكرية التقليدية وفوق النووية، وباعتمادها على ذاتها اقتصاديا، وعملتها الوطنية بخير، ومصانعها الوطنية متطورة، ومصادرها الطبيعية غنية جدا، وتحالفاتها مع الدول الشرقية مثل الصين ومع افريقيا ملاحظة، ولا تستعجل روسيا في المرحلة الحالية الذهاب الى الحسم العسكري عبر اجتياح العاصمة (كييف) مثلا، أو من خلال قلب نظام الحكم هناك، لكنها تنتظر أن يقول الشعب الاوكراني الملتف على العاصمة ( كييف ) كلمته عبر صناديق الاقتراع احتراما للقانون الدولي، ولكي لا يتهمها الغرب بالشروع باحتلال أوكرانيا .

وبطبيعة الحال فان نظام غرب أوكرانيا الذي يتحصن في العاصمة (كييف) والمحسوب على التيار البنديري وفصائل آزوف المتطرفة عاجز عن تحقيق نجاحات عسكرية وجها لوجه مع الجيش الروسي الدفاعي غير الهجومي، والاستباقي، والتحريري في عمليته العسكرية الخاصة التي بدأها بتاريخ 24 شباط 2022 ، ويصعب علية احداث حالة من توزان القوة العسكرية، ولقد بدأ يغرق في الهزيمة بالتدريج وعينه على الغرب، خاصة على الولايات المتحدة الامريكية التي استقبلت رئيسه فلاديمير زيلينسكي في الكونغرس الامريكي بالتصفيق الحار لتوريطه أكثر، بينما الهدف المرصود هو روسيا الاتحادية أكيد . ولغاية الان ما صرفه الغرب بقيادة أمريكا على تزويد ( كييف ) بالسلاح الحديث والمال الاسود التخريبي قارب المائة مليار دولار، ورغم مرور قرابة العام على العملية الحرب، فإن مسألة حسم المعركة من طرفهم لازالت مستحيلة، ولا نجاحات تذكر على الارض، لذلك نراه يشجع ( كييف ) على مواصلة القتال السرابي، والاقدام على الاغتيال والتخريب لتحقيق ضربات موجعة لروسيا مثل ( اغتيال الصحفية داريا غودينا، والاجهاز على جنود الاحتياط الروس في الدونباس في مدينة (ماكيفكا) وبصواريخ (هيمارس) الامريكية عبر التنصت على هواتفهم الجوالة بمساعدة لوجيستيا الغرب، وهي الصواريخ التي يستهدفها الجيش الروسي، وتفجير جسر القرم، وكذلك خط الغاز نورد ستريم 2، وتسيير طائرات خفية الى وسط العمق الروسي، وقصف القرى الروسية الحدودية، والطلب من يهود روسيا مغادرتها، وتفريغ روسيا من الانتاج الاجنبي، ومحاولة ضرب العملة الروسية (الروبل)، وتشويه صورة روسيا اعلاميا وعبر الفوبيا المبرمجة.

والسؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا وبما أن الغرب اعاق الحوار الاوكراني – الروسي مبكرا، المباشر منه وعبر اتفاقية ( مينسك 2 ) الضامنة للسلام، وذهب اكثر لصياغة وتنفيذ مؤامرة خطيرة على أوكرانيا وروسيا معا من خلال تحريك الثورات البرتقالية وانجاح انقلاب ( كييف ) عام 2014، وطرد اخر رئيس اوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج، ونشر العديد من المراكز البيولوجية الخطيرة فوق الاراضي الاوكرانية القريبة من الاراضي الروسية والسوفيتية السابقة، والمساعدة سرا في انتاج قنبلة نووية واخرى منخفضة القوة، وتم روسيًّا كشف كافة اوراقة الخبيثة، فماذا ينتظر لاحقا؟ ولماذا يواصل تخزين السلاح والمال الاسود في غرب اوكرانيا وهو يعرف مسبقا بأنه لن يصل لنتيجة ناجعة؟

وهنا عندما ادعو كل الاطراف المتحاربة روسيا و( كييف ) و( الناتو) الى طاولة الحوار وعبر (جنيف ) لا يعني ابدا بأن روسيا الاتحادية غدت غير قادرة على مواصلة حربها الدفاعية او انني قلق عليها ان تخسر الحرب لا سمح الله ، بينما هي تمتلك قوة عسكرية تقليدية محترفة رفيعة المستوى، وهنا لا اتحدث عن قوتها فوق النووية بطبيعة الحال، ومحزن أن تبقى العاصمة ( كييف ) تنزف وتحترق وتلحق الاذى بسكانها وبنيتها التحتية التي اصابها الدمار، ومؤسف أن يصغي الغرب لأمريكا التي استنزفت خزائنهم المالية وبمبالغ كبيرة، ومدهش حقا أن يستمر الصرف على السلاح غربا وشرقا بينما شعوب الغرب والشرق محتاجة للتنمية الشاملة، وللطاقة، ومرعبة حقا صورة القتل والتشريد اليومية التي تصيب البلاد الاوكرانية شرقا وغربا.

وفي المقابل لاتوجد حرب لم تنتهي الى سلام، ومثالي هنا الحربين العالميتين الاولى والثانية، وفي السلام قوة وحضارة، وفي استمرار الحرب ضعف ودمار، ويوجد من يعيب على روسيا عدم حسبتها لموقف الغرب من الحرب مسبقا، لكن روسيا كانت دائما راصدة لحراك ( الناتو) تجاه حدودها، والى عمق اوكرانيا ، ولها عبرة من هبوطها والسوفييت في افغانستان عام 1979 قبل وصول الولايات المتحدة الامريكية الى هناك بسويعات، والحرب الباردة مستمرة، وسعير سباق التسلح كذلك، ويصعب اعادة خارطة العالم الى حالة احادية القطب، أو الى غرب وشرق فقط، واصبح العالم متعدد الاقطاب ولا رجعة عن هكذا بوصلة جديدة، ولا تقبل روسيا بسلام يمس الاقاليم الاوكرانية الخمسة التي ضمتها بقوة صناديق الاقتراع وتحت الرقابة الدولية وحمايتها العسكرية، ولا تقبل ( كييف ) زيلينسكي بسلام لا يعيد لها اقاليمها الخمسة سابقة الذكر ، ولا يقبل الغرب الامريكي بسلام لا يعيد لغرب اوكرانيا اقاليمها، فكيف سيكون السلام في زمن الحرب، دعونا نتأمل، وثمة سيناريوهات يمكن التنبوء بها مثل تحريك صناديق الاقتراع في ( كييف ) لصالح صعود نظام اوكراني متصالح مع روسيا والغرب في آن واحد، وغير متوقع اجتياح روسيا لغرب اوكرانيا وللعاصمة ( كييف ) من دون دعوة حرصا على عدم مخالفة القانون الدولي كما هي متهمة اليوم ذات الوقت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :