دور الثقافة في بناء المجتمع الديمقراطي
21-01-2023 12:43 PM
عمون - يُمكن دراسة دور الثقافة في بناء المجتمع على النحو الآتي:
دور الثقافة في بناء المجتمع الديمقراطي وتطوره
تعتبر الديمقراطية حركات ثقافية كبرى جعلت إنتاج القيم السياسية الحديثة والوعي السياسي الحديث ممكنًا، وبدون هذه الحركات الثقافية ما كان يمكن تشكيل القيم السياسية الديمقراطية، ويشار إلى أنّ الثقافة تعزز مفهوم التآلف والمودة بين فئات المجتمع الديمقراطي الذي يعتبر الأساس في بنائه.
الديمقراطية ليست نظام حكم سياسي قائم على دستور وقوانين وسياسات يجب اتباعها فقط، إنما هو نهج اجتماعي ثقافي، حيث تقوم الثقافة على إرساء عدة مبادئ من أهمها المساواة في الحقوق والواجبات، احترام الرأي الآخر، الاعتراف بحقه في التعبير عن نفسه بحرية.
تلعب الثقافة دورًا مهمًا في بناء الإنسان الديمقراطي أيضًا، فهي تساعده على مواجهة صعوبات الحياة المختلفة والشاقة على الأفراد، ويأتي دور المؤسسات التعليمية والتربوية في عملية تثقيف الأفراد وتوجيههم إلى مفهوم الديمقراطية، لأن الثقافة شرط أساسي للعيش تحت ظل مجتمع ديمقراطي ما، بالإضافة إلى توفير المساواة بين الأفراد.
تأثير الثقافة على المجتمع الديمقراطي
تعزز الثقافة من قيم مجتمعنا الديمقراطية، ومن الأمثلة على هذه القيم الاحترام والإنصاف، اللذان يعتبران جزءًا لا يتجزأ من الحياة الديمقراطية، وتعكس التزامنا كأفراد نعيش في مجتمع ديمقراطي، حيث يحق للجميع الحصول على العدالة والمساواة.
ولا شك أن مرحلة التثقيف في مفاهيم الديمقراطية يجب أن تبدأ من الصفر، عن طريق المبادرات الثقافية السياسية، وحث أطفالنا وصغارنا على قراءة الكتب المفيدة التي تعبر عن الوعي السياسي بطريقة بسيطة، كالكتب التي تتعلق بتاريخ أجدادنا، من أجل تثبيت وترسيخ جذورنا والانتماء إلى هويتنا الحقيقية.
كما أن الثقافة انعكاس للمجتمع أو الأمة، مما يجعل الثقافة عاملًا مهمًا وحيويًا لتحديد كيفية تفاعل المجتمع واستجابته وتنميته، وتمنحك الثقافة الإحساس بالانتماء، خاصة عندما يتحدث الجميع نفس اللغة، كما أن اللغة تتطور مع تطور الثقافة داخل المجتمعات.
المجتمع الديمقراطي
المجتمع الديمقراطي هو المجتمع القادر على إدارة نهج الديمقراطية وفق بوصلة يتم توجيهها من قبله، وقادر على اختيار الوجهة الصحيحة لعملية صناعة القرار، ويعتبر فقدان الديمقراطية كمنظومة فقدان للقدرة على توجيه البوصلة للمسار الصحيح.
كان المجتمع الديمقراطي قديمًا يقوم على شكل من أشكال الديمقراطية المباشرة، وبعبارة أخرى بدلًا من انتخاب ممثلين ليحكموا نيابةً عن الشعب اجتمع الناس أنفسهم ،وناقشوا مسائل تتعلق بالحكومة، ومن ثم نفذوا السياسة.
أما بالنسبة للمجتمع الديمقراطي حديثًا، هناك أشكال عديدة مختلفة للديمقراطية في الوقت الحاضر، وبدلًا من المشاركة المباشرة تستخدم المجتمعات الديمقراطية الحديثة الانتخابات لاختيار النواب الذين يتم إرسالهم من قبل الشعب ليحكموا نيابةً عنهم.
ومن الأسباب التي تجعل الديمقراطية الاختيار الأفضل للمجتمعات، أنها تساعد على تجنب الاستبداد، كما تضمن لمواطنيها عددًا من الحقوق الأساسية، ومدىً واسعًا للحرية الشخصية، وتساعدهم على حماية مصالحهم الشخصية الأساسية، كما تعمل الحكومة الديمقراطية على إتاحة الفرصة القصوى للأشخاص لممارسة حرية تحقيق الذات، أي أن يعيشوا في ظل قوانين من اختيارهم.