facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما تترجم "كييف" أفكار جونسون


د.حسام العتوم
31-01-2023 10:41 AM

صرح رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون في وقت مضى بأنه ولإنهاء (الحرب الأوكرانية) يتطلب من (كييف) العاصمة الحصول من الغرب على صواريخ بعيدة المدى يصل مداها لموسكو العاصمة الروسية ، وهو ما لاقى استجابة من المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودوليك الذي دعا لمحادثات عاجلة بين بلاده والغرب للحصول فعلا على مثل هكذا صفقة من شبكة الصواريخ المؤذية أكثر لروسيا حسب اعتقاده وجونسون، وفي المقابل أخذت روسيا الأتحادية التوجه العسكري البريطاني والغربي الأوكراني على محمل من الجد وبدأت بنصب ونشر مضادات للصواريخ على أسطح مباني البنايات السيادية في موسكو، وتعليقي هنا هو أن الغرب يصعد الرسم البياني للحرب لكي لا تنتصر روسيا فيها، وهي المنتصرة حتمًا، وصاحبة الحق والمظلمة، وهي المكاشفة بالحقائق وحتى قبل الحرب واثنائها ، وحتى الساعة لمؤامرة الغرب المشتركة عليها بقيادة أمريكا وحلف (الناتو) وهي التي أعلنت انهيار أحادية القطب مقابل ظهور عالم متعدد الاقطاب، وبأن العالم ليس الغرب وحده فقط في ظل وجود شرق وجنوب ، وقانون دولي لا يجوز اختراقه أو اتهام روسيا وحدها بالتطاول عليه لمجرد تحريك عمليتها الخاصة العسكرية التحريرية الإستباقية غير الاحتلالية ، وبهدف حماية صناديق الإقتراع والرقابة الدولية، والقدوم للأقاليم المظلومة الخمسة (القرم، ولوغانسك، ودونيتسك " الدونباس " وزاباروجا، وجانب من خيرسون) والتي تعرضت لهجمات عنصرية غرب أوكرانية، ولازالت بحجة الدفاع عن السيادة في زمن رفضت فيه الأقاليم نفسها وحتى الآن الانضمام قسرًا اليها، وطالبت بالدخول الى السيادة الروسية طوعا، وهو ماحصل .

وفي المقابل ألاحظ وبموضوعية وتجرد بأن الغرب يكيل بمكيالين في التعامل مع الحدث الأوكراني، فنراه يدين روسيا "كل مادق الكوز بالجرة"، أي مع كل حادثة وحدث سببه كما يعتقد عندهم روسيا مثل اجتياح الأقاليم الشرقية والجنوبية التي تعرضت لمجزرة انسانية راح ضحيتها أكثر من 14 ألفا من السكان الأصليين الروس والأوكران الناطقين بالروسية، بينما يغضون الطرف عن أفعال ساسة وعسكرة العاصمة "كييف" المنضوون تحت راية التيار البنديري والأزوفي المتطرف والعنصري، ويصبون الزيت على النار عبر دعمهم المتواصل لها بواسطة الأسلحة الحديثة من دبابات وغيرها أصبحت جميعها تحت عدسات ومرمى الجيش الروسي وشبكات صواريخه وسلاح جوه ، ويصعب تصور كيف يريد الغرب الأمريكي تطوير سعير المعركة عبر تزويد الجناح الغربي الأوكراني بمزيد من السلاح ومنه الصاروخي بعيد المدى بدلا من الأحتكام بين "كييف" و"موسكو" الى الحوار ولعدم اعتبار الغرب طرفًا في الحرب من الأساس، وهو الأصح .

ومن يعتقد في الغرب بأن موسكو العاصمة الروسية تشبه من حيث قوتها العسكرية عواصم العالم الثالث النامية، فهو مخطيء ، وبالتأكيد لا يقرأ التاريخ، وكلنا نعرف قصة " نابليون بونا بارت " ، و" أدولف هتلر " ، "وحصار ليننغراد " ، وكيف انتصر الروس قادة السوفييت وعهد القياصرة كذلك، وكيف دفعوا فاتورة من الشهداء في الحرب العالمية الثانية مقدارها حوالي 28 مليون انسان بهدف الإصرار على النصر ، وكان لهم ، والان يجد الروس انفسهم أمام حرب غربية واسعة شرسة تدعي الحضارة والقانون، وتتهم روسيا بالرجعية والتخلف والاحتلال وبجريمة الحرب ، عجبي ؟!.

ومن يعتقد في الغرب بأن العاصمة "موسكو " سهلة المنال فليتحسس رأس عاصمته، واليوم روسيا الاتحادية لوحدها قوة عسكرية متفوقة على المستويات التقليدية ، والبحرية ، والفضاء ، وفوق النووية ، ومصانعها العسكرية عاملة أثناء الحرب الاوكرانية ، وهكذا كانت في عمق التاريخ المعاصر وحروبه الكبرى ، ومن يفكر بالوصول الى موسكو سيعرف بأن عاصمة بلاده ستقع تحت نيران روسيا وبصورة لم يعرفوا قساوتها من قبل، والأصل أن تفتح محكمة " لاهاي" أبوابها وبحيادية وانصاف ومن دون توجيه خارجي أو لوجستي ، وكذلك الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن لمحاكمة الدول المشعلة لنار الحرب من غير وجه حق مثل الدول الغربية التي تدعي بأن روسيا محتلة ومعتدية على جارتها أوكرانيا وعلى شعبها الشقيق لشعوب روسيا عبر تاريخهم المشترك الطويل والمعاصر ، وعين الغرب بقيادة حلف "الناتو" المعادي لروسيا حسدا ومكرا لنهوضها على أهمية استمرار الحرب الباردة وسباق التسلح، ولإستنزاف روسيا تحت حجة البكاء والتباكي على سيادة أوكرانيا، وهم أي الغرب وخاصة أمريكا من أعاقوا الحوار المبكرالمباشر وعبر اتفاقية "مينسك 2" بين "موسكو وكييف "، وقدموا الحرب على السلام ، ويرودونها مؤامرة مفتوحة .

وشخصيا لست قلقا على روسيا التي أعرفها عن قرب، والدمار الجاري يصيب للأسف بالدرجة الأولى أوكرانيا، وطوق الحصار الغربي على روسيا من الخارج عبر الإستنزاف ومن الداخل عبر ترحيل الإنتاج الغربي منها من شأنه أن يزيد من قوة روسيا ومنعتها ويدفعها للإعتماد على الذات أكثر، ورسالة الرئيس فلاديمير بوتين الجديدة للعالم معبرة وتحمل معاني دقيقة تمكن المتابع لمجريات الحرب الأوكرانية أن يفهم ماذا يجري خلف الكواليس، والتي قال فيها بأن بلاده ليست بحاجة لمناطق جديدة، وهي كبيرة وغنية، ومرة أخرى تضطر الشعوب الروسية للتضحية بأرواحها لحماية العالم من النازية والفاشية، واستقبلنا جنودنا بأصابع مقطوعة وأعضاء تناسلية بنفس الطريقة كذلك، ووقفت أمريكا وأوروبا واليابان وأستراليا الى جانب التطرف، ويزودوهم بالسلاح والمال، وسرقوا من روسيا 300 مليار دولار ويورو، وقضية روسيا عادلة، والنازية ستهزم، والنصر قادم وهو للجميع.

والنتيجة الممكن الوصول إليها بينما هي الحرب الأوكرانية تنهي عامها الأول، وفي زمن حققت فيه روسيا ما رغبت فيه من نصر منعت من خلاله مؤامرة الغرب من المرور صوب حدودها الجنوبية عبر الأراضي الأوكرانية المجاورة، وتمكنت من تشكيل صورة "أورو – آسيوية" مواجهة لتغول الغرب بقيادة أمريكا التي يصعب أن تكون صديقة لدولة منافسة لقطبهم الأوحد بينما هي تمثل عالم متعدد الأقطاب لا يلغي دول الغرب، لكنه لا يعترف بهيمنة القطب الواحد على أقطاب العالم الحرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وزمن الاستنزاف ولى، وحان وقت السلام وانهاء "الحرب الخديعة"، وكلمة السلام تعني التنمية الشاملة وتدحض مصطلح الحرب التي لاتعني غير الدمار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :