facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يهاتف الملك الأسد


د.حسام العتوم
09-02-2023 11:26 AM

جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين "حفظه الله" هاشمي، وحفيدٌ لرسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، ومن سلالة ثورة العرب الهاشمية الكبرى المجيدة التي أطلق عنانها عام 1916 ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي "طيب الله ثراه"، وجلالته حكيمٌ في السياسة وفي العمل الإنساني، ويقدم ما يمليه عليه ضميره الهاشمي على أية عقبات سياسية مهما كان نوعها، ومبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني بمهاتفة الرئيس بشار الأسد جراء الكارثة الأنسانية الكبيرة التي نتجت عن الزلزال الأخير الحديث هذا العام وتحديداً بتاريخ 6 7 شباط 2023 الذي أصاب سوريا وتركيا، وقابله جلالة الملك ببرقية اسناد ومؤازة ووقفة قومية واقليمية لكل من الرئيس الأسد، أي لسوريا، وللرئيس رجب طيب أردوغان، أي لتركيا، ترجمت أردنيًا ومن قبل قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي وهيئة الإغاثة الخيرية الهاشمية بتقديم مساعدات انسانية خيرية وطبية ولوجستية وفرق انقاذ للجانبين العربي السوري الشقيق، والتركي الصديق قوبلت برضى الطرفين السوري والتركي وبحجم الكارثة الإنسانية الكبيرة، وعبر التعامل المباشر من دون الحاجة لقنوات دولية.

وعندما يقرر جلالته رفع سماعة هاتفه من وسط الديوان الملكي العامر ليهاتف الرئيس الأسد انما أراد أن يعبر عن شوقه لسيادته ولسماع صوته بعد طول انقطاع بسبب ما أصاب سورية الشقيقة من اهتزاز سياسي وسط الربيع العربي الذي تحرك مبكراً عام 2011، وهوجمت سوريا وقتها من قبل شبكات ارهابية عديدة خارجية بلغ تعدادها نحو (80) منظمة وعصابة تقدمتهم "داعش" المجرمة، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة السورية الدموية مبكراً ومن دون دعوة، واشترك الأردن الى جانب التحالف العربي ومع حلف "الناتو" في ملاحقة ارهاب داعش فوق الأراضي السورية، وخسر الأردن شهيدا بطلا (الطيار المقاتل معاذ الكساسبة) وسط مشهد بطولي قل نظيره في التاريخ المعاصر لصعوبته البالغة، ثم دخلت روسيا الاتحادية أجواء الحرب السورية طويلة المدى عام 2015 والتي امتدت عشر سنوات وبدعوة من نظام دمشق وبصدر رحب، وأبلت بلاءً حسنا في مقارعة ارهاب "داعش" و "النصرة" وسط المنظمات والعصابات التي تحركت فوق الأراضي السورية، ونجحت في تفكيك الترسانة الكيميائية العسكرية للجيش العربي السوري بالتعاون مع أمريكا وعبر جلسات "جنيف" وسُلمت لأمريكا عبر البحر الأبيض المتوسط، وكررت روسيا نجاحها بفتح مناطق لخفض التصعيد في الجنوب والشمال السوري وبالتعاون مجدداً مع أمريكا، وتم اشراك الأردن في مكتب تنسيق سياسي روسي أردني سوري مشترك لغاية ترتيب أورواق الحدود الأردنية – السورية وحمايتها من اختراقات الأرهاب، وتجار المخدرات كذلك، وبالمناسبة الحضور الايراني كان ولازال كبيرا في سوريا، وحزب الله أيضا، وهو مستهدف اسرائيلياً، وسبق استهدافه عدة مرات.

وموقف الأردن بقيادة جلالة الملك مع سوريا الشقيقة وتركيا الصديقة في موضوع الكارثة الزلزالية يسجله التاريخ المعاصر، وهو حميد، ومطلوب، والشؤون الإنسانية عادة تتجاوز الصعوبات السياسية، والسياسة محور ثابت متقلب، ولكل دولة طريقتها في معالجة أزمتها، ولها ارتباطاتها الخارجية الاقليمية والدولية، وفي الوقت الذي ترتبط فيه سوريا مع ايران وروسيا، يرتبط الاردن أكثر مع أمريكا ومع (الناتو) الى جانب دول العالم، ومساعدات أمريكية سنوية للأردن مقدراها 1.45 مليار دولار، وترتبط تركيا بعلاقات مع أمريكا ومع حلف (الناتو) ومع روسيا أيضا، والعلاقات الاردنية - التركية حسنة، وحجم تبادل تجاري يصل الى 959 مليون دولار، ومع العرب وصل لنحو 50 مليار دولار، ومع سوريا محتاج لتطويره، وفي نهاية المطاف الأردن يمثل الجنوب السوري، والثورة العربية الكبرى الهاشمية المجيدة عامل مشترك للعروبة، ونحن في الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق نمثل الهلال الخصيب والمنطقة الشامية العربية وسط منطقتي الخليج وشمال ووسط أفريقيا، وبيننا هنا في الاردن ومع سوريا حسب ونسب وتصاهر، والعلاقات الدبلوماسية الأصل أن ترتقي لمستوى سفير، ولنا حق مائي في الجانب السوري، وأمن حدودنا الشمالية من أمن حدود سوريا، وأمن تركيا أيضا والمنطقة، وحجم التبادل التجاري البالغ نحو 150 مليون دولار الواجب أن يزداد، ويستطيع الاردن أن يساعد سوريا لدى الجانب الأمريكي في الغاء قانون "قيصر" الذي يمنع ورود مساعدات خارجية لسوريا اثر انشقاق الضابط السوري "قيصر" وما حمله معه من صور مرعبة عن الحدث السوري الدموي وقتها، ومشكلة اللاجئين السوريين الاشقاء لابد وأن تجد حلا عادلا يعيد اللاجيء السوري الى وطنه الامن سوريا طوعا للتخفيف على البنية التحتية الأردنية، والحوار السياسي والدبلوماسي الأردني والسوري مطلوب الان أكثر من أي وقت مضى.

وليس أجمل من تلك الأيام عندما كانت الزيارات الملكية الأردنية والرئاسية السورية رفيعة المستوى تتقدم العلاقات الطيبة بين بلدينا الشقيقين الأردن وسوريا، وعودة سوريا للجامعة العربية مطلب عربي مشروع آن اوان تنفيذه، ووقفة العرب مع سوريا الآن في محنتها الإنسانية مشروعة وتشكل ضرورة قومية، ولازال الأمل معقودا على التئام العرب حول وحدتهم الحقيقية التي دعتهم اليها ثورة العرب بقيادة ملك العرب الحسين بن علي طيب الله ثراه، وليس مطلوبًا من العرب أن يلتـفوا حول اسرائيل بمشاريع سلامهم من دون أن يقابل ذلك اشتراط قيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة، ولا تستطيع (اسرائيل) في المقابل أن تستمر في بقائها وسط العرب من دون أن تعترف لهم بفلسطينهم والتي عمقها اسلامي مسيحي، وفيها ولد السيد المسيح عليه السلام، وتعمد في الأراضي الأردنية في منطقة المغطس بإعتراف (الفاتيكان)، وحدود الرابع من حزيران لعام 67 اعترفت بها الشرعية الدولية داخل مظلة الأمم المتحدة، ولا يحق للولايات المتحدة الأمريكية رفضه كما تفعل في مجلس الأمن أعلى مؤسسة قانونية دولية في العالم، وهي التي استخدمت (الفيتو) 43 مرة خدمة لإسرائيل، ولابد من تفعيل سلطة المحكمة الدولية في لاهاي، وآن أوان رفع يد أمريكا عن المؤسسات القانونية العالمية الكبيرة مثل حقوق الإنسان أيضاً.

والدبلوماسية الشعبية بين الأردن وسوريا ناجحة يتقدمها الوزير الأسبق سمير الحباشنة، ومطالبة حديثة لمعاليه بتقديم العون لسوريا في مصابها الكبير جراء الزلازال الأخير، وزيارة مواساة بموضوعه هذا العام 2023 للسفير السوري بعمان السيد عصام نيال رئيس البعثة العربية السورية قام بها الشيخ هاني شحادة الحديد جاءت في وقتها، وهي مشكورة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :