دراسة نقديّة لرواية "مزاد علني" للروائيّة بديعة النعيمي
19-02-2023 02:06 PM
-دلالات الرمز و تأويلاته في المخيال الجمعي.
عمون - بقلم الروائي والناقد علي فضيل العربي- مزاد علني ، عمل روائي ، و معمار سرديّ للروائية الأردنيّة الجسد ، الفلسطينيّة الروح ، العربيّة الانتماء ، الإنسانيّة الحبّ ، بديعة حسن النعيمي . رواية مهداة إلى الأحرار في الوطن العربي . من منشورات ، دار فضاءات 2019 م – عمان في طبعتها الأولى 2020 م . عدد صفحاتها 162 صفحة ، موزّعة على قسمين ؛ القسم الأول ، مكوّن من مشهدين ( 9 – 26 ) ، و القسم الثاني يضمّ 144 مشهدا ( 27 – 162 ) .
وهي في فكرتها العامة ، رواية اجتماعيّة ذات نكهة سياسيّة و تاريخيّة في قالب فنيّ حافل بالرموز و الدلالات الإنسانيّة . كما أنّها جاءت لتؤرّخ –من زاوية إبداعيّة تخييلية و مجازيّة - لمرحلتين مفصليتين من مراحل الأمّة العربيّة و الإسلاميّة ؛ و هما مرحلة ما بعد سقوط الأندلس و درّتها غرناطة في أيدي القشتاليين الصليبيين ، و سقوط بغداد و خرابها بأيدي المغول و التتار ، و مرحلة ما بعد النكبة و النكسة العربيتين في 1948 م و 1967 م .
رمزيّة العنوان :
و المتأمّل في تركيب عنوان رواية الروائيّة بديعة النعيمي ( مزاد علني ) ، كونه علاﻤﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ و سرديّة و استراتجيّة ، تدلّ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺱ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻷﺩﺒﻲ ، كما تدلّ ﻋﻠﻰ ﻤﻀﻤﻭﻨﻪ ، و ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟروائيّة ﻟﻪ ﺒﺸﻜل ﻤﺩﺭﻭﺱ ﻭﻤﻘﺼﻭﺩ ، ليتبوأ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻼﻑ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ، يخلص إلى مكوّناته اللفظيّة و الدلاليّة .
والعنوان (مزاد علني) -كونه عتبة النص - له دلالة عميقة ، لما يوفّره من إيجاز في اللفظ و إيحاء في المعنى ، و هذا ما يُسهم في إنجاز معمار سرديّ إبداعي مميّز، فقد جسّد واقعا اجتماعيا مزريّا ، مليئا بالتناقضات ، واقعا يتحكّم فيه أصحاب المال و الجاه و السلطان ، بينا يعيش الفقراء و المحرومين و المعذّبين و المسحوقين على هامش الحياة ، لا يجدون كسرة خبز ، و لو في مزابل الأثرياء المتخمين . و تمسي حياتهم كسلعة معروضة في " مزاد علني " قبيح غير شريف ، و هدفا رخيصا لأصحاب الكروش المنتفخة بالمال المسلوب من قوت المساكين و المتربين ، المختطف من أفواه ، عنوة ، من أفواه الجوعى، ( صه ، أيها المنبوذ .....داخل أمعائهم ) ص 10 . ( حتى كان ذلك المخلوق الذي يحمل أكبر كرش تراه عيناه يقف أمامه بكامل قباحته ) ص 12 ،( أه يا حبيبي ، حتى و الموت يقترب منك تفكر بنا ؟ تفكّر بجوعنا ؟ ص 12 . ( ظلّ يحتضن الرغيف السحري و كأنّه أراد بذلك أن يوصل رسالة لصاحب الكرش ، بأنّ هذا حقّ من حقوقنا التي نهبتموها منذ أكثر من قرن ) ص 12 / 13 .
إنّ موقف صاحب الكرش ( البورجوازي ) يدلّ على المشاعر السادية لدى الطبقة البورجوازية المتوحشة . و ما أقدم عليه ( نصر) ، يذكّرنا ببطل البؤساء لفيكتور هوغو ( جان فالجان ) ، والطفلة ، كوزيت من جهة ، و رجال الشرطة و القضاء و الكنيسة ، الذين كانوا في خدمة الأثرياء و النبلاء ، و نبذ الفقراء و البؤساء .
إذا ، هي نفوس إنسانيّة بريئة ، ضحيّة مزايدة في مجتمع بورجوازي ، يحكمه أصحاب الكروش المنتفخة ، المتدليّة ، التي استولوا على خبز الفقراء ، ثم رموا لهم الفتات في المزابل .
في القسم الأول من الرواية ، ترصد لنا الروائيّة لجوء إلى الولدين عاصي و روح إلى الميتم ، بعد مقتل نصر و موت الأب من شدّة الصدمة، وهي إشارة واضحة إلى سقوط فلسطين في أيدي العصابات الصهيونيّة ، و لجوء الفلسطينيين و تشرّدهم في الدول الدانيّة و القاصيّة و نزوحهم عن قراهم و مدنهم و بيّاراتهم ، فرارا من آلات القمع و القتل و التصفيّة الجسديّة الجماعيّة على الهويّة و العرق و الملّة ، التي مارستها العصابات الصهيونيّة ، بتواطؤ مع الغرب الصليبي ، و تهاون من الأمّتين العربيّة و الإسلاميّة و تواكلهما و عجزهما عن حماية القدس ؛ أولى القبلتين و ثالث الحرمين و مسرى و معراج رسول و نبيّ العالمين محمّد بن عبد الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، و عموم فلسطين .
لم يجد الطفلان ( عاصي و روح ) من ملجإ سوى يد جارهما الطيب ( إشارة إلى دول الجوار الفلسطيني ) . ( أمسكت بيد أخي روح ، بعد أن سلّمت الأوراق لجارنا الذي سار أمامنا فتبعنا خطاه ) ص 25 .
لقد ضحّى نصر بنفسه من أجل الآخرين . و هذه التضحيّة كلّفته حياته . و هو ديدن الأحرار و الثائرين و الشهداء ، الذين يقدّمون أموالهم و أنفسهم قربانا لعقيدتهم و أمتهم و وطنهم . " ومن هنا بدأت حياتنا أنا و أخي روح و لا نعلم عن القادم من الأيّام و ما تخبئه لنا في طيّاتها المتعرّجة ... " ص 26 .
أمّا في القسم القسم الثاني ، فقد استهلّت الروائيّة المبدعة ، بديعة حسن النعيمي هذا القسم بعتبة ، قائلة : " ما حياتنا إلاّ كتلك المسرحيّة التي حوت من مشاهد الألم أكثر من أيّة مسرحيّة عُرضت على مسارح الحياة ... فقد تشعر عند قراءتك لها بأنّ كل مشهد يؤرخ لحياة كاملة من اليأس مرّة و من الأمل مرات عديدة ، من الكره مرة ، و من الحب مرّات عديدة .. مسرحيّة ... " ص 27 . فالكلمات ( المصطلحات ) : ( المسرحيّة ، اليأس ، الأمل ، الكره ، الحب .. ) . هي مفاتيح دلاليّة لمعمار الرواية . و الحياة في مجملها مسار زمنيّ موقوت ، و حيّز مكانيّ محدود ، مبدؤها الميلاد ، و منتهاها الموت.
إنّ الجوع الذي اعترى و افترس نصر و روح و عاصي ، و العائلة كلّها ، والعشيرة ، هو جوع معنويّ و روحيّ، ألا و هو جوع الحريّة و العزة و الكرامة . و هو جوع لا لا يسدّ رمقه خبز أو فاكهة، ما أهون جوع البطون ، إذا جاعت الأرواح و العقول، وما أفدح المصيبة إذا أصبح الإنسان المواطن سلعة في مزاد علنيّ سياسيّ تديره الأيدي القذرة و الأطماع و الأنانيّة و الاستبداد ، أو مزاد دينيّ تزجيه أهواء التعصب و الإفراط ، أو مزاد إيديولوجيّ يقوده عميان البصيرة مجتمع القطيع ، أو مزاد ثقافيّ يتحكّم في دواليبه صنّاع الجهل المركب و الجمود و عبيد الأطلال .
"ولماذا نستيقظ يا روح و واقعنا مرير ؟ فكم أتمنى أن أنام لقرن ، و لا أستيقظ ، إلاّ و قد تغيّر الواقع ، و تبدّل أهله ، و فنيّ أصحاب الكروش ، و صارت قصورهم خرائب تسكنها الغربان " ص 30 .
هذا المقطع يعكس فلسفة الرفض المطلق للواقع المرّ . رسمت من خلاله لوحة قاتمة ناطقة بالغضب و المعاناة و التمرّد الإيجابي على حياة الذل و الاستكانة و الاستسلام، هي صورة ، حملت تناصا واضحا لقصة أهل الكهف في القرآن الكريم ، أولئك الفتية الذين هربوا من الطاغية , و آووا إلى الكهف و ناموا ، ثلاثة مائة سنة و تسعا ، و حين أيقظهم الله ، كان واقعهم قد تغيّر ... هذه هي أمنيّة عاصي . و هو سلوك لا يعبّر عن الهروب من المجابهة و التحدّي ، بل هو حبل نجاة لمن لا قدرة له على مجابهة عدوّه ، ليس هروبا من المعركة ، و إنّما هو تأجيل لها فقط .
وقد اختارت الروائيّة عن قصد و ذكاء أسماء شخصياتها الناميّة ( نصر ، عاصي ، روح ) كرموز لتعريّة الواقع المعيش . فـ ( نصر ) ، رغم مقتله برصاصة غادرة من مسدس صاحب الكرش المتدلّي ، لا يوحي باغتيال حلم التغيير ، بل باستمراره و ديمومته ، فهو شهيد الجوع ( المعنوي ) ، و ضحيّة الغدر و الاستبداد و الظلم ، و الشهداء لا يموتون ، بل إن غيابهم الجسدي ، لا يغني عن حضورهم الروحي . فهم مصدر استلهام و انبعاث و انتصار . أما اسم ( عاصي ) ، فهو رمز العصيان الإيجابي و التمردّ و الرفض . أمّا اسم ( روح ) ، فيعني استمرار الحياة ، لأنّ الروح لا تفنى رغم فناء الجسد . إنّه روح الشعب و الأمّة ، الذي لا يصيبه البلى و الفناء . و ما دامت الروح حيّة في قلب الأمّة العربيّة ، و الشعب الفلسطيني ، فلا خوف عليها . و لا خوف على القدس . فمهما هوّد الصهاينة مدينة القدس و أخواتها الفلسطينيات ، فلن يستطيعوا محوها من قلب الذاكرة ، و من ذاكرة القلوب المؤمنة بالنصر ، و النفوس الحرّة ، الأبيّة .
ص 32 عودة.
رمزيّة المكان في الرواية :
في الرواية صدام قويّ بين عالمين متناقضين ، أو بين مكانين ، لا فاصل بينهما ، إلاّ تلك الأسوار العاليّة التي تسيّج القصور الفارهة ؛ أحدهما أسود ، قاس . عالم ( الميتم ) ، الذي لجآ إليه الأخوان عاصي و روح ، بعد مقتل ( نصر ) و موت الأب العائل فجأة ، هروبا من الجوع و الفقر المدقع . و الآخر عالم ( القصر ) ، و يعني الثراء و الرفاهيّة و التخمة .. و إذا كان أصحاب القصور من ذوي الكروش المنتفخة ، المتدليّة ، هم سماسرة المال و السياسة و العقد و الحل ، و قد باعوا ضمائرهم و كرامة شعوبهم في ( مزاد علني ) ، لمن يدفع أكثر ، أمّا نزلاء الميتم ، فهم معشر الفقراء و الضحايا ، الذين سيباعون في المزاد العلني ، كما تُباع الأشياء و السلع .
وقد وصف عاصي أصحاب تلك الكروش المتدليّة بقوله : " إنّهم قتلة مأجورون منذ أكثر من قرن " ص 31 . و هي إشارة واضحة لمن باعوا القدس و فلسطين كلّها ، مقابل مصالحهم الخاصة ، و غرائزهم السلطويّة ، و تبوّئهم على كراسي السلطة دون حسيب أو رقيب . " هؤلاء القتلة هم من وقفوا جنبا إلى جنب مع أولئك الذين رسموا حدودا لأوطاننا ...شوّها تاريخ أمّتنا حتى أسقطانا في براثن الجهل و التخلّف " ص 32 . و هذا المقطع الأخير إشارة واضحة إلى اتفاقيّات( سايكس- بيكو ) المشؤومة . التي شرذمت الأمة العربيّة جغرافيّا ، و أعادتهم شعوبا و قبائل ، متنافرة ، متناحرة ، حول طابور الزعامة .
لقد كانت مأساة الشعب الفلسطيني في قاموس بعض الساسة العرب كلمة السرّ التي أوصلتهم إلى كرسيّ الحكم ، و منحتهم حكما مدى الحياة ، و توّجتهم بألقاب الزعامة زورا و بهتانا . و حوّلوا هزائمهم في حروبهم ضد الصهاينة إلى اللاحدث ..
فإنّ ( الميتم ) ، هو مجتمع المعذبين و المسحوقين من أبناء الشعب الفلسطيني ، بل و الشعوب العربيّة قاطبة . إنّ مقتل ( نصر ) ، الذي يمثّل جيل الانتفاضة و المقاومة و موت ( الأب ) ، الذي هو من جيل النكسة ، هما إشارة ، بل دلالة ، على موت النخوة العربيّة لدى بعض الساسة ، و غيبة الضمير العربي الحرّ . إنّ جيل النكسة ، و قبله جيل النكبة ، مازال يحتفظ بمفاتيح البيوت و الأحواش في حقائب العودة القريبة، و مازالت و روائح الليمون و الزيتون تسكن الخياشيم.
وتوالت المصائب على الأخوين ، عاصي و روح ، و كانت أكثر إيلاما على عاصي ، و أقلّها على روح . حين سلّم الميتم الصغير روح إلى صاحب كرش ، من ملاّك القصور . حينها شعر عاصي أنّ روحه انفصلت عن جسده ، و أُخذت منه عنوة . " لن أنسى صاحب الكرش عندما دخل من بوابة الميتم يرتدي ذلك المعطف الذي تنكسرعند أعتابه جيوش البرد " ص 36 . " لقد اختار روحا ، قد أخبرني قلبي بذلك مذ رأيته يدخل باب الميتم ، و كأنّه أدمن على سرقة عائلتي الواحد تلو الآخر .." ص 36 / 37 .
هذا هو سلوك العملاء و الجبناء و الغارقة عقولهم في كروشهم . لا يكتفون باختلاس أموال الشعب و حقوقه ، بل يسعون إلى سرقة افكاره وروحه، ولكن رغم ذلك ، فإنّ جذوة المقاومة ، و إن كفرها الرماد ، فإنّها حيّة ، تنتفض من تحت الرماد ، من حين لآخر ، كطائر العنقاء . فهي الضمير المستتر ، الذي يعمل في الخفاء ، الفرديّ و الجماعي، الم يلبث سيدنا موسى عليه السلام ردها من الزمن في قصره عدوّ الله و عدوّه فرعون ؟ ألم يمكث سيدنا يوسف عليه السلام في قصر العزيز ، حتى تبوأ أرفع المناصب ؟ و هذا روح ، الذي أخذه ( سرقه ) صاحب الكرش ، ليكون معتقلا في قصره ، لم يخسره أخوه عاصي ، كما يبدو ظاهريّا ، بل سيكون الشعلة و المعول في آن واحد، " لا تخف يا حبيبي سوف أخرجك يوما من هنا ، سأخرجك من هذا المعتقل " ص 43، أجل ، سوف يعتق عاصي روحا من القصر / المعتقل ، و يحرّره من قيود صاحب الكرش المتدلي، إنّ عاصي وروح ، يمثّلان جيل الانتفاضة و المقاومة حاضرا و مستقبلا ، و هو الجيل الذي سوف يحرّر فلسطين من الغزاة الصهاينة، ففلسطين سوف تتحرّر يوما بفضل الوعي التحرري ، مهما طال ليل الاحتلال ، كما تحرّرت على أيدي السلف الصالح ؛ من أمثال : عمر بن الخطاب و صلاح الدين الأيوبي ..
فالوعي لا تقيّده الأمكنة المغلقة ، و لا الأسوار العاليّة و لا الأزمنة الحالكة . و قد اعتقد الصهاينة و زعموا أنّ نصب الأسوار حول المستوطنات ، و فصل غزّة و الضفّة عن القدس ، سيوقف الانتفاضة الفلسطينيّة ، و المقاومة الوطنيّة الباسلة، " ساعدني الرجل الحكمة على حلّ ما يشكل فهمه عليّ منها ، فازداد وعيي و تفتّح مداركي ، فأدركت هالة الظلم التي تحيط بنا و التي حافظ أصحاب الكروش على بقائها حولنا " ص 47 .
لقد أدرك عاصي – بفضل الرجل الحكمة – أنّ العلم هو مفتاح المعرفة و الوعي و الإدراك، وأنّ الجهل هو مصيبة المصائب في أمّة ( اقرأ ) - التي امرها الله بالعلم - أمّة رمت العلم وراء ظهرها ، فهوت في مكامن الجهل و الاستبداد . لقد أدرك المفكّر عبد الرحمان الكواكبي ذلك مند عقود ، و عبّر عن طبيعة الاستبداد و الاستعباد في كتابه الموسوم بـ (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) ، قال الكواكبي : ".... كما يبغض المستبدُّ العلمَ ونتائجه ؛ يبغضه أيضاً لذاته ؛ لأن للعلم سلطاناً أقوى من كلِّ سلطان ، فلا بدَّ للمستبدِّ من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينه على من هو أرقى منه علماً. ولذلك لا يحبُّ المستبدُّ أن يرى وجه عالمٍ عاقل يفوق عليه فكراً " .
استعانت الروائيّة بديعة حسن النعيمي بالذاكرة الجماعيّة ، و أقصد تاريخ الأمة العربيّة الإسلامية ، في التذكير بهزائمها المرّة ( اتفاقيات سايكس – بيكو ) ، و انتصاراتها الباهرة ( فتح فيينا ) على يد العثمانيين ، و في بلاد الأندلس ، في زمن كانت فيه الأمة العربية الإسلاميّة لا تغيب عنها الشمس . ممّا أوحى للخليفة العباسي هارون الرشيد مقولته الشهيرة ، و هو يخاطب سحابة مزن مثقلة بالمطر قائلا : " امطري حيث شئت ، فإن خراجك لي . "
رمزيّة الحكاية الشعبيّة :
كما وظّفت الروائيّة القصة الشعبيّة ، الملأى بالرموز و الإيحاءات ( الغابة ، الأسد العادل ، الثيران ، الثعابين ، الخنازير .. )، وهي قصة الغابة التي كان يرأسها أسد عادل ، فقد سلطانه ، و تسكنها حيوانات عديدة ، أبرزها عائلة من الثيران المتهوّرة ، كانت تسعى دائما إلى الاستيلاء على الغابة ، ليصبح الثور حاكمها الأوّل .
ثم سادتها الخنازير، " في حين كان هناك خنازير مشرّدة مهجّنة لم يكن يُرى لها معالم ، و قد خرجت مشوهة من آلات التهجين .. كانت تستعد بالاتّفاق مع الثعابين الخبيثة و بدعم منها ،لتستولي على الأخت الصغرى للغابة الحزينة مدّعية بأنّها حقّ لها ، فمحاولاتها للاستيلاء على الأخت الصغرى ليست جديدة ، بل تعود إلى الفترة التي كانت فيها الأخت الصغرى خاضعة فيها لحكم الأسد العادل.. " ص 80 . و يضيف عاصي : " أمّا و قد تفرّقت و تمزّقت تلك الغابات بحدودها و قلوبها ، أصبحت الأخت الصغرى لقمة سائغة للخنازير ، و كان لها ما أرادت " ص 80
وهي قصة شعبيّة ذات دلالات و رموز سياسيّة و اجتماعيّة و نفسيّة قويّة، أما دلالاتها السياسيّة ، فهي ترمز إلى انقسام البلاد العربيّة و ضعفها و انحطاطها و سقوط فلسطين ( الأخت الصغرى ) في أيدي الصهاينة ( الخنازير ) . أمّا الدلالة الاجتماعيّة ، فهي تشير إلى تفكك المجتمع العربي وتخلّفه و بعده عن الثقافة الحيّة " فإلى متى سنظل ننكفيء على رؤوسنا ، متشبثين بأرجلنا بسقف العادات في كهوفنا المظلمة التي اعتدنا عليها ؟ " ص 61 .
أما الدلالة النفسيّة ، فهي الشعور بالقهر و الضياع و اليتم" فنحن أيتام في كل شيء ، حتى أنّنا غدونا نعاني يتما في عواطفنا " ص 60 . لقد كان هدف الروائيّة من توظيف هذه القصة الشعبيّة ، تمرير رسالة سياسيّة ، تدين فيها أولئك الذين أضاعوا فلسطين ، و الذين كانوا سببا مباشرا ، أو غير مباشر ، في تفتيت الأمّة العربيّة ، مقابل مصالحهم الذاتيّة الضيّقة . بل إنّ الثورات العربيّة ضد الدولة العثمانيّة ، و المدعومة من الإنكليز و الماسونيّة و الصليبيين ، لم يكن هدفها الأسمى تحرير البلاد العربيّة من الاستبداد العثماني آنذاك ، و لم تؤدّ إلى الاستقلال ، بل تسببت في سقوطها تحت الاحتلال الصليبي البغيض . فانتقلت البلاد العربيّة من الحماية والاستبداد إلى الاحتلال و الاستدمار .
لقد لخّصت هذه القصة الشعبيّة مأساة البلاد العربيّة و فلسطين على وجه الخصوص . و هي مأساة اشترك في تأليفها الأعداء الخارجيين و الخونة و العملاء الذين باعوا ضمائرهم مقابل المناصب و الدولار في الداخل العربي .
وفي القصص الشعبي، كما هو معلوم ، الكثير من الحكم البليغة و العبر المفيدة و الرموز العميقة و الهادفة .
رمزيّة الرجل الحكمة :
أما شخصيّة الرجل الحكمة ، الذي صار عاصي صديقه و زائره و مخلّصه . فهو يرمز إلى الضمير العربي ، الواعي ، المتجذر في أعماق الأمّة . و هو مبعث الشعاع و النور و الثورة . لقد شعر عاصي بأنّ زمن الصمت و الخذلان و الخضوع قد ولّى ، و أنّ زمن التغيير قد حان قطافه ، قائلا " فهل لنا بأن نفسخ العقد مع السكوت و الصمت" ص 73 .
لقد رسمت الروائيّة بديعة النعيمي شخصيات روايتها ( سلمى ، نصر ، روح ، عاصي ، الرجل الحكمة ، الأستاذ ) رسما إيجابيا . فجاءت تلك الشخصيات نابضة بالحياة ، واعيّة ، ناقمة على الواقع المعيش ، ساعيّة إلى التغيير ، بأسلوب سلميّ و حضاريّ و عميق ، بوساطة النهج الفكري و الثقافي . و قد أدرك عاصي ، بفضل الرجل الحكمة ، أنّ أمّته مصابة في عقلها و قلبها ، لذا وجب علاجهما قبل أي علاج آخر . وأنّ الظلم المستشري في مجتمعه سببه الجهل و غياب الوعي . إنّ الخلاص من الظلم يمرّ عبر نشر الثقافة و تحريك العقل الخامل ، و قدح العواطف الراكدة ، الخانعة ، المستسلمة . لهذا بدأ نزول الوحي بكلمة ( اقرأ ) ، لأنّ العلم هو مفتاح لنيل الحريّة و صون الحقوق الفطريّة . يذكّر الرجل الحكمة عاصي قائلا : " ألم نتّفق بأن نرتقي بثقافة مجتمعنا لنتخلص من الظلم " ص 82 .
ولم تعد سلمى في يقين حبيبها عاصي مجرّد فتاة للحب و العشق ، بل أضحت هي الوطن و الأمّ و المدينة . جاء على لسان عاصي قوله : " سلمى وطن ، و هي أيضا أم و مدينة معذّبة ... و هذا الوطن و هذه المدينة لا بد لها من النجاة " ص 77 . و قال أيضا : ".. فسلمى بالنسبة لي وطن بأكمله ، و الوطن الآن يئنّ و يستنجد من يحرّره من صهير الماغما ( 1 ) الذي يقتحم جدرانه المتعبة " ص 77 .
وقال كذلك : " و عندما بدأ الليل ينازع سكراته الأخيرة مع حلول الفجر ، فتحت سلمى عينيها ... و ستفعل مدينتنا يوما كما فعلت سلمى " ص 77 . إنّ الثورة الحقيقيّة هي ثورة الثقافة و الفكر . كما فعل الزعيم الصيني ما تسي تونغ ، الذي أيقظ بها بلاده الصين ، العملاق النائم . و أوصلها - بفضل الثورة الثقافية – إلى ما هي عليه اليوم من تقدّم و ازدهار في كافة المجلات الحياتية . أمّا تلك الثورات الداخليّة الداميّة ، فقد تكتنفها الفوضى و اللغط و يستغلّها الجبناء و المنافقون و الجماعات الإرهابيّة، و قد توصل المجتمع إلى الخراب و الدمار و التفكّك ، كما هو جار اليوم في أكثر من بلد عربيّ .
يخبر الرجل الحكمة عاصي قائلا : " هل تدري يا عاصي أن مجتمعنا لم يصل إلى مرحلة النضج ...؟ هل تعلم بأنّه سيبقى عاجزا عن الحبو حتى ؟ و لن يصل إلى مرحلة المشي إلا إذا تسلّح بالثقافة .. " ص 83 . " فالثقافة هي القادرة على أن تجعل من أبنائها جبالا صامدة من المقاومة أمام تيارات الظلم " ص 83 .
فالرجل الحكمة ، في الرواية هو شمس الحقيقة و اليقين اللذان يبحث عنهما عاصي ، للتخلّص من أصحاب الكروش المتدليّة ، و من ظلمهم و جبروتهم و استبدادهم . إنّ الثقافة – في عرف الرجل الحكمة – هي المخلّص القويّ من القهر ، و هي المخرج الإيجابي و الحتمي . و ليس أمام المجتمع العربي سوى طريق العلم و الثقافة للتحرّر من عبوديّة الجهل و العادات السلبيّة البائدة ، الميّتة و المميتة معا . إن الرجل الحكمة ، في الرواية ، فيلسوف . " لقد كان الرجل الحكمة فيلسوفا ، و لم يكن من أولئك السفسطائيين ، الذين يتّجرون بالحكمة " ص 91 . " وكان كل همّه أن يرقى المجتمع بثقافته ليتحرر من دياجير الظلم " ص 91 .
هكذا نعت عاصي صديقه و معلّمه الرجل الحكمة . و شخصيّة الرجل الحكمة تذكّرنا بالعالم الصوفي جلال الدين الرومي . إنّ الرجل الحكمة ينصح عاصي و يوصيه قائلا : " لا ندع المجال للنوستالجيا ( الحنين ) بأن تسيطر علينا ... فالماضي ذهب ، و لنعمل على تجديد أفكارنا و حياتنا ، و لنحاول أن نستيقظ من تلك الغيبوبة . أما كفانا نوما و الأمم من حولنا ترتقي ؟ " ص 92 . هذا هو مربط الفرس . فأزمة المجتمع العربي ، بجناحيه الشرقي و الغربي ، تكمن هنا . إنّها أزمة فكريّة و ثقافيّة . فالأمّة العربيّة و الإسلامية تمتلك الثروات الطائلة فوق ظهر الأرض و في بطنها ، و تمتلك قوّة الشباب و شساعة الجغرافيا و المال و البنون . لكنّها تفتقد لب الحضارة و مصدرها ، ألا و هو العلم النافع قولا و فعلا ، و تفتقد الإرادة و العزم و التخطيط و رسم الأهداف بدقة و منطق و حكمة .
وتقدّم لنا الروائيّة شخصيّة المعلّم ( رمز العلم و الأخلاق ) في صورة رجل غارق في النوستالجيا ( الحنين إلى الماضي ) ، رجل يعيش في عالم الخيال و أحلام اليقظة . يصف عاصي معلّمه ذاك : " لكزني المعلّم الذي يرتدي بدلة جدّه العاشر ، و يتمشّى بيننا بزهو معجب بنفسه ، صارخا بي .. أنشد يا ولد و إلاّ " ص 85 . ثم يصف ردّ فعله تجاه معّلمه : " و أنا أنظر إليه كالأبله ، فقد غبت وقتها عن هذا العالم ..." ص 85 .
لقد نظر عاصي إلى ذلك المعلّم نظرة إشفاق و عتاب ، في وصفه له ، قائلا : " و الأستاذ المسكين ، مازال يمشي بين الطلاب في الطابور الصباحي ببدلة جدّه العاشر ، و يلكز ذلك الطالب اللامبالي لينشد ... بلاد العرب أوطاني .... " ص 162 .
لكنّ الحقيقة التي يؤمن بها عاصي غيرها في الواقع . فهو فقد ذهب زمن الأسد العادل ، و حلّ زمن الثيران و الأفاعي و الخنازير ، كما ورد في القصة الشعبيّة السالفة الذكر . فشتّان بين القول و الفعل ، و شتّان بين الماضي المجيد و الحاضر البليد . بعبّر عاصي عن ذلك بمرارة الحنظل في قرارة نفسه ، ردّا على المعلّم و مدينا له ، قائلا : " أما زلنا ننشد من أجل أوطاننا ؟ و أين هي ؟ و قد تمزّقت منذ أكثر من قرن ( فكلّ النكسات كانت قبل قرن و أكثر " ص 85 . و لهذا السبب رفض الإنشاد و السير في القطيع ، عكس قناعته و رؤيته . قال عاصي : " أنشد الطلاّب بصوت عال و حماسيّ ، بلاد العرب أوطاني ..إلا أنا " ص 85 .
ولماذ كل هذا العصيان و التمرّد الصادر عن عاصي ؟ لماذا رفض ترديد نشيد مع أترابه من الطلاّب ؟ و الجواب ، أنّ عاصي رأى أنّ ما تعلّمه المدرسة ، هو ضرب من الخيال و الحماسة الزائفة و الوطنيّة ، و تزييف للواقع، وتمثيل مسرحيّ ، يمارسه الساسة على شعوبهم لخداعها، ويستغلّه الجبناء و اصحاب الكروش المتدليّة لملء جيوبهم بالمال الحرام ، وتحقيق الجاه المادي في المجتمع، واستغلال الرعيّة أيّما استغلال . و لم يكتف عاصي بتحميل الجيل الحالي فصول المأساة الوطنيّة والقوميّة ، بل حمّلها للأجيال السابقة ؛ جيل النكبة و جيل النكسة . لقد ضاعت هيبة العرب ، يوم تقاتل الأعراب على بقايا الرجل المريض ، وتحالف بعضهم مع الأعداء ضد ذوي القربى ، من أجل عروش السلطة . فسقطت فلسطين و قدسها ، كما سقطت قبلها بغداد تحت حراب التتار و المغول ، و ضاعت و الأندلس و غرناطتها تحت سيوف القشتاليين الصليبيين .
يقول عاصي : " بلاد العرب ما عادت أوطاني .. قد اختبأت و اندثرت في وثيقة غربيّة ، و الحدود تزداد و يزداد عمقها ، و كأنّ زلزالا عميقا قد أصابها " ص 85 .
ويضيف : " فأيّ مسرحيّة هي ؟ و عن أي بلاد و أيّ عروبة مازالت أفواههم تتمتم بكل بلاهة ؟ " ص 86 .
وهكذا ، توالت النكسات ، و تناسلت الهزائم ، و لم تتعاف بلاد العرب من جوائح الفوضى و الانقلابات و الرباع الداميّة . أما عاصي ، فقد اعترف بلا مبالاته ، في انتظار يقظته القادمة ، إذا أخذ بنصائح الرحل الحكمة ، قائلا : " و أنا مازلت كالأبله غير مبال كما هي أوطاني " ص 86 .
فقد سأل الرجل الحكمة عاصي: " .. لكن الانتصار لمن في النهاية يا بنيّ ؟ " ص 93 . فأجابه عاصي : " ( للصادق ) .. "
كما استغلّت الروائيّة بديعة النعيمي رمزيّة الألوان و رمزيّة الماضي و الحاضر ( الليل ، السواد ، الظلام ، الشمس ، النور ، الفجر ، الأمس ، الحاضر ، النوستالجيا ، التأريخ ، التراث ) لرسم صورة التناقض الصارخ في الواقع المعيش . و هو تناقض مصدره الفكر الرجعي و العقل الغارق في الترّهات و الخزعبلات ، التي أفرزها الجهل و غياب الثقافة .
خاتمة :
وأختم القول حول رواية " مزاد علني " للأديبة و الروائيّة بديعة النعيمي ، هي من الروايات العربيّة الوطنيّة و القوميّة الملتزمة ، و تّدرج في خانة تيار ( أدب المقاومة ) ، سواء داخل فلسطين المحتلّة ، أو في الشتات و المهجر . و المعروف ، لدى الكتاب و النقاد ، أن ( أدب المقاومة ) ولد و ترعرع و شبّ طوقه جنبا إلى جنب مع الثورات العربيّة التحريريّة في المشرق و المغرب العربيين ، قبل نكبة فلسطين و بعدها .
و انا على يقين بأنّ النصر قادم لا محالة ، و الخيانة ستندثر من أصحابها ، إن آجلا أم عاجلا .
وأعود إلى الرواية ، فأقول ، إنّها رواية حافلة بالوطنيّة و مشبعة بروح العروبة الصادقة ، و هي صرخة استغاثة وطن عربيّ قرضه اليتم ( بمقراضه ) ، و صرخة إدانة في وجه من باعوا فلسطين و القدس و تاجروا فيهما ، أو هم على وشك بيعهما و المتاجرة بهما في المزاد العلني ، تحت إشراف الأعداء و الخونة على شاكلة صاحب الكرش الذي كشفته سلمى ( الوطن ) قائلة : " إنّه يخطط لبيعي في المزاد العلني .." ص 151 . و لكن رغم ذلك فالأمل مازال قائما في تحقيق النصر المبين ، و ها هي سلمى تتوعد صاحب الكرش ، قائلة : " .. و قريبا سنتغلّب عليك فانتظرنا قريبا ..." ص 137 .
إنّ رواية " مزاد علني " للكاتبة الروائيّة المبدعة بديعة النعيمي أنموذج سردي متميّز ، يضاف إلى السرديات الملتزمة بقضايا الوطن و الأمّة و السلام ، رغم وقوعها ، أحيانا ، في المباشرة و الخطابيّة ، ممّا أضعف التجربة الشعوريّة لدى ( عاصي ) ، بطل الرواية و استطاعت استغلال رمزيّة المكان ، ( البيت ، الوادي ، الميتم ، القصر ، السجن – الغابة ) و رمزيّة الحكاية الشعبيّة ( الغابة و الأسد العادل ) ، ( لإدانة الجيل الذي أضاع فلسطين ، و كرّس وضعا مزريا ، قائما على الاستسلام للأمر الواقع ، و هي رسالة رمزيّة ، أرادت الروائيّة بديعة النعيمي تمريرها للأجيال الصاعدة ، التي ستعيد بعث المجد العربي و الإسلامي ، و إيقاظ الروح الوطنيّة و القوميّة ، و تحرير العقل العربي من الجهالة و الخرافات و الترّهات بوساطة الثقافة و العلم . فالتغيير حادث لا محالة ، آجلا أم عاجلا ، لكنّه تغيير سلميّ ، ثقافيّ ، ينطلق من أعماق النفس و الذات . ولن تتحرّر الأراضي العربيّة المغتصبة ، إلاّ إذا تحرّر العقل العربي من الجهل و الخرافات و الأوهام و الأحلام الزائفة .
لقد حاولت الروائيّة بديعة النعيمي الاختباء وراء شخصياتها الإيجابيّة ( نصر ، عاصي ، الرجل الحكمة ، سلمى ) ، لإسقاط مواقفها و قناعاتها ، و التعبير عنها من زواياها السياسيّة و الاجتماعيّة . ممّا أوجد تطابقا واضحا بين السارد ( الكاتبة ) و الشخصيات الإيجابيّة لروايتها التخيّلية . و هو أسلوب ناتج عن الوصف المباشر ، أحيانا . و لجوء الروائيّة ، إلى فرض تغييب الشخصيّات في بعض المقاطع السرديّة ، و إلى الأسلوب الخطابي و الوعظي من لدن الروائيّة بديعة النعيمي ، و هو تجاوز فنّي ، هدفه تجسيد قناعة سياسيّة و إيديولوجيّة ، وغاية قوميّة و إنسانيّة .
بقلم: الناقد والروائي : علي فضيل العربي – الجزائر -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
( 1 ) الماغما : مزيجٍ من المواد المنصهرة (صخر سائل وشبه سائل) تمتاز بدرجة حرارةٍ مرتفعةٍ ، وتتواجد في أعماق سطح الأرض. في عام 1859 ، كان أول استخدام معروف لكلمة الماغما ، والتي تعني باليوناني "المرهم السميك" ، وهي مرادفةٌ لكلمة "صُهارة" في اللغة العربية . ( موسوعة أراجيك ) .