ما يعانيه الشباب في هذه المرحلة إضاعة الوقت دون فائدة وعدم قدرة البعض منهم على التفكير الجاد في تعلم مهارة جديدة، وتحديد الوجهة التي يريدونها ،والنشاط الذي يميلون إليه للاستفادة منه في محاولة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
من المعروف أن وقت الفراغ يٌعد مشكلة حقيقية يمكن أن تكون مفسدة للشباب ، وان الاستفادة من وقت الفراغ لديهم تسـهم في تكوين شخصية الشاب تكويناً سليماً مُعافى وبخاصة طلبة الجامعات فهذه الفترة غنية بفرص الاكتساب للمهارات والمعلومات والمعارف والنشاطات الأخرى .
من المفروض أن يستفيد الطالب من الفترة التي يقضيها في الجامعة ويستغلها أحسن استغلال فالوقت " مورد لا يعّوض " فأربع سنوات في معايير هذا العصر مدة هائلة على الطالب ان يستفيد منها ويغتنمها من خلال تطوير نفسه وطاقته المعرفية كماً ونوعاً .

لقد أصبحت مشكلة الفراغ المشكلة الرئيسـة في حياة البشر عامة ... وخصوصا بعد التطور السريع والمتزايد في وسائل معيشة الناس حيث سيطرت الآلة على جميع مناحي الحياة... ولفترة غير بعيدة كان الناس يبحثون عن أوقات للفراغ والترويح جراء صعوبة وقساوة الحياة في ذلك الوقت .
إما الآن فيبحثون عن أنشطة وسلوكيات لتعبئة أوقات الفراغ بسبب وفرتها ولعل الأمر يزداد سوءاً إن اجتمع ( الفراغ والشباب والمال في آن واحد ).
والطلبة في مختلف أعمارهم بما فيها المرحلة الجامعية كغيرهم من فئات المجتمع يتوافر لديهم أوقات فراغ قاتلة ولا بد من إيجاد مناشط لملء وقت فراغهم ... بما هو مفيد ونافع وبما ينعكس على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم بالخير والفائدة .

فالجامعة هي عالم الطالب الجميل والمرحلة الجامعية الأولى ( الانطلاقة الحقيقيـة ) لمستقبل زاهر لحياة الشاب ... وبقدر ما تستغل هذه المرحلة بالعلم والتعلم بقدر ما ينعكس ايجابيا على حياتهم .

فأغلب أوقات الفراغ لدى طلبة الجامعات داخل الجامعة يقضونها في مجالسة الأصدقاء، واستخدام الموبايل في الحديث مع الأصدقاء . ومعظم أوقات الفراغ لدى الطلبة خارج الجامعة ( بعد الانتهاء من المحاضرات ) يقضونها في الجلوس مع الأسرة والجلوس مع الأقارب والأصدقاء ومشاهدة برامج الفضائيات والتدخين وارتياد المقاهي بهدف التسلية ثم الخلود إلى النوم والراحـة.

من هنا أدعو الطلبة والشباب ملء فراغهم من خلال المشاركة الفعلية في البرامج والأنشطة التي ترمي إلى إيجاد سلوك جماعي منظم يفيد منه الطلبة كافة على صعيد الجماعة ومن خلاله تتبلور شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم .

ولا ننسى إدراك عمادات شؤون الطلبة في الجامعات حجم المسؤولية المنوطة بها ، فأدارت جهدا ًمنظماً مُقنناً توزع على دوائر العمادات ومجلس الطلبة والأندية الطلابية على اختلاف مسمياتها وأنشطتها . والتي تركز فيها على البرامج اللامنهجية داخل مرافق عمادة شؤون الطلبة المختلفة .

ودأبت عمادات شؤون الطلبة في الجامعات على توفير المناخات وإيجاد فرص إعداد القيادات الشابة وتركت لهم الفرص سانحة لتحقيق تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم من خلال حلقات النقاش ، أو أداء دور الخدمة العامة ، او ممارسة حق الانتخاب ، او لعب دور التجربة الديمقراطية في الترشيح للأندية أو مجلس الطلبة ، او توفير منابر وفضاءات حرة لتنمي فرص الإبداع الفكري والأدبي والمهني والرياضي ضمن إطار فلسفة الجامعات الأردنية والثوابت الوطنية .
منال القطاونه

manal_qatawneh@yahoo.com