facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شخصية أليكسا تبرمجت لتلقي الأوامر


تهاني روحي
02-03-2023 12:34 AM

شعار هذا العام للاحتفال بيوم المرأة العالمي يعتبر من أشد الشعارات ترفا في مجتمعاتنا التي اعتادت الثقافة السائدة فيها أن تضع أدواراً خاصة بالإناث وبالذكور استناداً لقيم مجتمعية ليست مبنية على أساس علمي. فشعار: (الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق المساواة بين الجنسين) يدعونا إلى التفكر بأمور عديدة تعيدنا إلى المربعات الأولى في تحقيق المساواة من الأساس.

فالابتكار والتغير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي هو مطلب حتمي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. لأن هذه المقاربة في مجال الابتكار والتكنولوجيا والتعليم الرقمي من شأنها أن تيسر الإدماج الاجتماعي والاقتصادي وهذا استوجب وجود شعار لهذا العام يوحد بين آراء الجنسين تحت راية واحدة.

وكامرأة عربية، قد لا يعنيني شأن المساواة التكنولوجية هذه، ما لم تتح لنا القوانين والثقافة المجتمعية في عدم التمييز المبني على الجنس أولا في حياتنا اليومية. وبالرغم من بعض الإنجازات لتحقيق رؤية استراتيجية المرأة في الأردن المتمثلة بمجتمع خال من التمييز والعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي»، ولكن التحديات التشريعية والمؤسسية والمجتمعية التي تواجه تحقيق هذه الرؤية ما زالت قائمة بحسب اللجنة الوطنية لشؤون المرأة.

أما تباين الأجور فحدث ولا حرج في أثرها على الفرص المتساوية لتحقيق التنمية المستدامة، هذا وان عرفنا بأن الأردن كان ترتيبه العالمي في العام الماضي أقل من المتوسط في منطقة الشرق الأوسط بحسب تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون « والذي يبحث في تشريع إصلاحات تدعم المساواة بين الجنسين.

وما نزال نذكر تلك الهجمة على وزارة التربية والتعليم عندما قررت تنفيذ برنامج تدريبي حول “إدماج النوع الاجتماعي بهدف محاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي بأشكاله.» وأثارت غضب بعض المواطنين وجمعيات ومنظمات محافظة، حذرت فيها من خطورة «الانزلاق خلف الدعوات الغربية المانحة”. متهمين الجندر بأنه خطر على قيم المجتمع وثقافته. غير آبهين بأن هذا المشروع هو تجسيد التزام الحكومة بما وقعته من مواثيق دولية، وتحقيقا لهدفَين من أهداف التنمية المستدامة 2030.

وعودة إلى شعار هذا العام الخاص بالقضاء على الفجوات الجنسانية فيما يتعلق بالمهارات الرقمية، فانه بحسب تقرير أعدته اليونسكو والذي يولي اهتماما خاصا لدراسة تأثير التحيز الجنساني المبطن في برمجيات بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر انتشارا على غرار المساعدات الرقمية الصوتية. ويا ليت اليونسكو تعلم بأن المساعدات الصوتية مثل نظام أمازون وأليكسا التي تُمنح أسماء وأصوات نسائية وتجسد «شخصية» مُبرمجة لتكون خاضعة للأوامر التي تُملى عليها، هو آخر اهتماماتنا نحن معشر النساء في منطقتنا العربية.

شعارات عديدة تتبناها الأمم المتحدة في يوم المرأة، واليوم بعد 28 عاما على إعلان عمل بكين، وبعد 78 عاما على انطلاق أول احتفال بيوم المرأة، فإن هذا اليوم العالمي ما يزال يشكل فرصة ثمينة لتحليل الهياكل الاجتماعية التي تقف حجر عثرة في تطبيق مفهوم المساواة. وان كان مُعترفا به بشكل عام، إلا أن التعبير عنه في جميع جوانب الحياة يبدو أمرا بعيد المنال. فما نحتاجه هو تفحص عميق لنظام المجتمع الحالي لتحديد العقبات التي تحول دون الوصول إلى المساواة. فجميع شرائح المجتمع المحلي غير مستثنين في المساهمة على القضاء على التمييز القائم على الجندر، ولكن تبدو شبكة الحماية والأمان في حياة المجتمع ما تزال مهترئة.

ومن المفيد أيضا أن نقف على ما حققته المرأة الأردنية من الإنجازات، ولكن علينا أن نعترف بأنه ما يزال أمامها المزيد من الطموحات، فالقوانين والتشريعات لا يمكن وحدها الاعتماد عليها ما لم ترافقها توعية اجتماعية والتصدي للهجمات المتكررة لنشطاء المجتمع المدني التي تعمل لصالح المرأة بشيطنتها واتهامها بأجندات خارجية أو بتلقي تمويل خارجي لاسكاتها وعدم تقديم حلولا مجتمعية. فالتغيير لا بد ان يصاحبه تغيير الثقافة ونشر الوعي بين أفراد المجتمع.

أتمنى أن لا يمر احتفال هذا العام كغيره من الاحتفالات الباهتة والتي تكون في العادة بالفنادق وتحمل كلمات معلبة خالية من أي مضمون وتوزع فيها الورود تأخذها المرأة كهدية لا تعلم ان كانت ستحتفل هي بيومها وإنجازاتها أو ترميها في قمامة الفندق وتعود لحياتها ومتطلباتها اليومية. اما بالنسبة للفجوة الرقمية فللحديث بقية في احتفال العام المقبل.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :