facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نبوءة تحقق ذاتها * د.عاطف شواشرة


11-12-2010 04:38 PM

في أحد الأيام عادت ابنتي من المدرسة على غير عادتها وكانت مهمومة قلقة ثم ذهبت إلى غرفتها وبدأت بتصفح احد كتبها، وقد بدا عليها علامات التوتر والانفعال، فبادرتها بالسؤال عن حالها ، فقالت ان لديها امتحان وأن المعلمة اخبرتهم ان هذا الامتحان صعب وغير عادي، وانها لا تتوقع أن ينجح به إلا من رحم ربي، فقلت لها: ولكنك طالبة مجتهدة يا بنيتي ومن الطالبات المميزات، ويجب أن يكون لديك ثقة بنفسك وبقدراتك، وانجازاتك السابقة تشهد لك بذلك، اما أنا فتوقعاتي غير توقعات معلمتك، وانا على يقين بأنك ان بذلتي الجهد المطلوب فستحصلين على علامة عالية"

ان ما قامت به المعلمة هو بث روح الضعف والهزيمة في نفوس طالباتها من خلال التوقعات السلبية لأدائهن في الامتحان، ومحاولة لوضع حاجز نفسي مشحون بالقلق والتوتر نحو المبحث الذي تدرسه بما ينعكس سلبا على كل ما تقوم به الطالبات ، مع التاكيد على ان هذه المعلمة ما زالت تجهل فلسفة القياس والتقويم التربوي التي يجب أن توجه لتحقيق وتدعيم ما تعلمه الطالب وتعزيزه في بنائه المعرفي. وليس اصطياد الأخطاء واثبات تدني قدرات الطالبات مقابل اظهار عبقرية المعلمة.

إن أسوأ حياة يمكن أن يعيشها الطالب مهما كان عمره ومهما كانت درجة ذكاؤه، هي الحياة التي تكون بين من لا يعرفون قدره ولا يرون امكاناته، وما يمكن أو يستطيع إنجازه، لذا فالتوقعات سلبية كانت أم ايجابية هي نبوءات تحقق ذاتها، وأن ما نتوقع حدوثه يصبح سبباً نحو ماتوقعناه . فإذا توقع المعلم من طلبته والمربي من أبنائه توقعاً إيجابيا قوياً نحو النجاح فإن هذا التوقع يسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق أهدافهم وانجازاتهم، فهم يحدّثون أنفسهم بهذا النجاح ، ويفكرون فيه دائماً، ويحدثون اصدقائهم وزملائهم عنه مما يجعل فكرة النجاح تتمكن في نفوسهم، وتوجه سلوكهم، في حين ان التوقعات السلبية تقود إلى احتقار الذات وتدني صورة النفس والركون إلى الحد الأدنى من الانجاز والرضا به، فعندما يبرمج المعلم عقول طلبته على توقعات محددة يجب ان يعلم أن العقل الباطن (اللاشعور) لايفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة ولا يعقل الأشياء، وهو يقوم بعمل ما يبرمج عليه، فإذا قال الطالب لنفسه " انا استطيع عمل ذلك " أو قال لنفسه " انا لا أستطيع " فإن ما يحدث به نفسه هو ماسيحدث على الاغلب .ولهذا كان التوجيه النبوي ان تفائلوا بالخير تجدوه، لأن هذا التفاؤل يحرك في النفس الهمة العالية لإنجاز الأشياء ويجعل الدافعية الداخلية هي الطاقة المحركة للسلوك فيصبح البحث عن النجاح والتميز قيمة ذاتية في نفس الفرد.

أيها المعلمون ..أيها المربون.. إن العقل كالحديقة ، إما أن تنموا فيها الأزهار الجميلة ، وإما الأعشاب الضارة، فابصروا ما تزرعون في رؤوس ابنائكم، ولا تكونوا سببا في تكوين وتراكم حاجز الأتربة على عيونهم ثم تشكون من عدم قدرتهم على الرؤية.

atef_35@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :