facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشاعر محمود التل في ديوانه الجديد :في ظلال الحلم


د. محمد ناجي عمايرة
23-03-2023 12:14 PM

كانت مفاجاة سارة لي حين زارني الصديق الشاعر محمود فضيل التل قبل ايام ليهدي إلي نسخة من ديوانه الجديد : (بانتظار الحلم ) الصادر حديثا عن دار : الآن للنشر والتوزيع ، بدعم من وزارة الثقافة .

والشاعر التل صديق وفي وزميل عزيز عملنا معا في وزارة الثقافة في تسعينيات القرن الماضي خلال إشغالي منصب الأمين العام للوزارة ( ١٩٩١ الى ١٩٩٦م ) وكان مساعدا للأمين العام ومديرا بالنيابة للمركز الثقافي الملكي ، وهو من الشعراء اأاردنيين البارزين المعروفين على الصعيدين الوطني والعربي . وله بعض الدراسات المنشورة حول العمل والعمال والثقافة العمالية والمهنية .

وديوانه الجديد هذا هو الإصدار الخامس عشر من مجموعاته الشعرية منذ "اغنيات الصمت والاغتراب "عام ١٩٨٢ وحتى "لقاء الليل "عام ٢٠٢٢ .

وقد سبق لي ان اطلعت على معظم نتاجه الشعري والنثري منذ ان تعارفنا عام ١٩٦٩ إلى اليوم ، حيث بيننا علاقة مودة وصداقة وثيقة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم، ، قبل ان يجمعنا العمل في وزارة الثقافة بسنوات طويلة .

والشاعر التل من اقرباء شاعر الاردن الكبير مصطفى وهبي التل ( عرار ) وبينهما تلاق وتشابه في الحرص على الثوابت الوطنية والقومية، ورسالة الشعر الانسانية.

وإذ اشير إلى ذلك ؛ فلانني لا اريد لهذه المقالة ان تقتصر على الديوان الجديد الصادر اواخر عام ٢٠٢٢ م ، بل ان تتناول شعر الشاعر ومسيرته وثقافته انطلاقا مما بيننا من جوامع مشتركة في الادب والشعر والثقافة والحياة .

الشاعر التل مثقف ومهتم بتجويد ادواته الشعرية وحريص على جمع نتاجه في كتب ، وتوثيق مسيرة حياته بدقة.

ويشير في اواخر صفحات الديوان الى انه م(مواطن عربي من الاردن ) ولد في اربد عام ١٩٤٠ م وتخرج من الجامعة الأردنية متخصصا في علم الاجتماع عام ١٩٦٦ ليكون من طلبة الفوج الأول المتخرجين في الجامعة الأردنية .

وهو واضح وصريح وودود في علاقاته الانسانية محب للناس متواصل معهم . و هذا ما ينعكس في شعره الذي ينهج فيه نهج عمود الشعر العربي الموزون والمقفى وإن كانت له قصائد قليلة على شعر التفعيلة او الشعر الحر بعامة .

وحين اشرت في مستهل هذا المقال إلى انه فاجاني بزيارته الأخوية فقد كانت المفاجاة لأني أعلم انه يعاني بشدة من مرض السكري ، وانه قليلا ما يخرج من بيته إلا للضرورة.

وقد سبق ان تبادلنا الزيارات غير مرة لكن المرض اشتد عليه مؤخرا ، وكان الاولى ان اذهب اليه لأعوده ، ولكنه بادرني مشكورا بهذه الزيارة التي اسعدتني.

وحين اكتب هنا عن رايي في شعره فاني اضع موجبات الصداقة جانبا ؛ لأتحدث بموضوعية وبلا مجاملة .

فشعره يتميز بالوضوح والسلاسة ، والمباشرة احيانا ، ولا يميل الى التعابير الغامضة والصور الغريبة والتعقيد اللفظي . وهو ينهل من تجربة عميقة وثقافة واسعة واتصال وثيق بالتراث الشعري العربي القديم ، إلى جانب متابعته للشعر العربي الحديث ، والتجارب الجديدة لكبار الشعراء العرب . وقد نال شعره الكثير من التقدير من جهات ثقافية اردنية وعربية عديدة ، و اهتم به اساتذة الجامعات الأردنية ؛ فوجهوا انظار طلبة الدراسات العليا إلى إعداد عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه عن حياته وشعره ، اما الديوان الجديد فهو لا يختلف كثيرا عن نمطه الشعري في المجموعات السابقة ؛ لا في الموضوعات ولا في نهج القصائد التي تميل الى الغنائية لبساطة الفاظها ووضوح معانيها وصورها وتعبيراتها . اما المضمون فيتراوح بين الغزل والوطنيات والقوميات والإخوانيات والإنسانيات . ولعل اهم ما اود ان اشير اليه هنا هو هذه الشفافية الآسرة التي تنسجم مع طبيعة نفسه الشاعرة ، وتعكس عمق علاقاته الإنسانية .

وانا لم اتعامل مع هذا الديوان بوصفي ناقدا بل بصفتي قارئا محبا للشعر مفتونا بالصور الجميلة ؛ ولست معنيا بتسقط العثرات . واترك امر التقييم النهائي للنقاد المعنيين . اما ملاحظتي الاخيرة فهي ان القصائد التي ضمها الديوان يحركها القلق والتوتر وتسودها نغمة تشاؤمية حتى في العناوين مثل : تائه بلا قرار ، بكاء القلب ، و الوداعية الأولى والثانية والثالثة ،وهذه الدنيا هباء ، في ظلال الحلم وضباب العمر.

ولعلي المح أثر المرض الذي يعاني منه شاعرنا المبدع وراء هذه النغمة الحزينة .

، وفي قصيدة : "جميل القصائد "

نجده يقول :

( اتيت الحياة فكانت عذابا

وغيري على كل حب تدلل.. )

ولا اجد سببا غير المرض وما يصاحبه من قلق والم وتوتر لتفسير هذا التشاؤم . وهو ما يفصح عنه الشاعر في قصيدة
"هذه الدنيا هباء "حين يقول :

"واعتلى الشؤم حياتي
و اعتراني الياس فيها
من دمار لانهيار "
هذه الدنيا هباء "

بقي ان اشد على يد الشاعر الصديق (أبي مناف )واحييه باعتزاز ، واقول له انني اراهن على ان هذه الموجة المتلفعة بغيوم الياس ستفضي إلى زوال ، بمشيئة الله. ومن قصيدة اخرى اقتطف قوله :
"على الدنيا سلام!ن اضعنا
طريق الحب ..
هذا المستحيل ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :