عمون - عملية الأيض أو الاستقلاب الغذائي هي مجموعة من العمليات البيوكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية. تنقسم هذه العمليات إلى جزئين رئيسيين: البناء (الأنابوليزم) والتقويض (الكاتابوليزم).
عند تناول الطعام، يبدأ الجهاز الهضمي في تحليل المكونات الغذائية مثل البروتينات إلى أحماض أمينية، والدهون إلى أحماض دهنية، والكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة مثل الغلوكوز. يستخدم الجسم هذه المركبات البسيطة كمصدر للطاقة والبناء الخلوي.
السكريات، وخاصة الغلوكوز، هي المصدر الأساسي للطاقة في الجسم. إذا توفرت كمية زائدة من الغلوكوز بعد هضم الطعام، يتم تخزينها في الكبد والعضلات على شكل جلايكوجين. إذا تجاوزت الكمية المخزنة سعة هذه الأنسجة، يتم تحويل الفائض إلى دهون وتخزينه في الخلايا الدهنية.
الأحماض الدهنية يتم استخدامها كمصدر للطاقة من خلال عملية أكسدة الحمض الدهني. يتم تخزين نصف الدهون الفائضة في الأنسجة الدهنية تحت الجلد، في حين يتم تخزين النصف الآخر في أنسجة وأعضاء الجسم الأخرى.
البروتينات التي تتحلل إلى أحماض أمينية يمكن استخدامها لبناء بروتينات جديدة في الجسم. إذا لم يتوافر مصادر طاقة أخرى بكمية كافية، يمكن استخدام الأحماض الأمينية لإنتاج الطاقة.
معدل الأيض هو سرعة تحليل مصادر الطاقة في الجسم للحفاظ على وظائفه الحيوية. يختلف معدل الأيض من فرد لآخر ويتأثر بالعوامل المختلفة مثل الظروف البيئية ومستوى النشاط البدني.
معدل الأيض يتكون من ثلاثة مكونات رئيسية:
معدل الأيض الأساسي (BMR): يشير إلى الطاقة التي يحتاجها الجسم في وضع الراحة للحفاظ على وظائفه الأساسية مثل التنفس والدورة الدموية ونمو الخلايا. يشكل معظم الطاقة المستهلكة في الجسم.
التأثير الحراري للغذاء: الطاقة المستهلكة لهضم وامتصاص الطعام وتخزين العناصر الغذائية.
الطاقة المستخدمة أثناء النشاط البدني: الطاقة المرتبطة بالحركة الجسدية.
يجب أن يتم توازن ما بين تناول الطعام ومعدل الأيض للحفاظ على وزن صحي وتلبية احتياجات الجسم من الطاقة.
هناك عدة عوامل تؤثر في عملية الأيض، سواء بتسريعها أو إبطائها. وفيما يلي نستعرض بعض هذه العوامل:
حجم الجسم وتكوينه: يعتبر حجم الجسم والنسبة المئوية للعضلات فيه عوامل مهمة في تحديد معدل الأيض. فعادةً ما يكون لدى الأشخاص ذوي الحجم الكبير والذين يمتلكون نسبة عالية من العضلات معدل أيض أعلى حتى أثناء الراحة.
الجنس: يستهلك أجسام الرجال طاقة أكثر بالمقارنة مع النساء الذين يمتلكون نفس العمر والوزن، بسبب وجود كمية أكبر من العضلات لديهم.
العمر: كلما تقدم الشخص في العمر، تقل نسبة العضلات في جسمه، مما ينتج عنه انخفاض معدل الأيض.
الجينات: تلعب الجينات دورًا في تحديد حجم العضلات والنمو، مما يؤثر في عملية الأيض.
درجة حرارة الجسم: يزداد معدل الأيض مع زيادة درجة حرارة الجسم.
الهرمونات: تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في عملية الأيض. فإذا كان هناك اضطراب في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع أو إبطاء الأيض.
الحمل: يمكن أن يزيد الحمل من معدل الأيض، حيث يحتاج جسم النساء الحوامل إلى طاقة أكثر لتلبية احتياجات الجنين.
تناول الطعام: إذا لم يتم تناول كمية كافية من الطعام، فقد يقل معدل الأيض. بالمقابل، قد يزداد معدل الأيض مؤقتًا بعد تناول وجبة غذائية نظرًا لتأثير الهضم وامتصاص الطعام.
مستوى النشاط البدني: يزيد معدل الأيض مع زيادة مستوى النشاط البدني. فالتمارين الرياضية والحركة البدنية تستهلك الطاقة وتساهم في زيادة معدل الأيض.
تلعب هذه العوامل دورًا في تحديد معدل الأيض الفردي لكل شخص. ويمكن للحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني أن يساهم في تعزيز عملية الأيض والحفاظ على وزن صحي