جميعنا نتابع بقلق وبحس وطني عروبي ما يجري في المسجد الاقصى وفي كل انحاء فلسطين ، ولا يوجد في التاريخ الان شعب يحتل شعبا اخر الا في فلسطين العربية . وتتصاعد خطورة الموقف ، ونحن امام شعب جبار لا يقبل التنازل عن قدسية وعروبة القدس والاقصى ولا يمكن ردعه مهما كانت القسوة والظلامية والظلم ، وما يجري هو الوجه الحقيقي للاحتلال ولا غرابة بالامر ، فاسرائيل لا تحتل ارضا فقط بل تحتل شعبا

ولكن فلسطين هذه المرة لم تستقبل محتلن فقط بل استقبلت سجانين ايضا ، فكانت ارض السجن :عربية

والمعتقل: هو عربي من شعب معتقل .

والحقيقة انها تعتقل شعبا في ارضه ، ومن هذا الشعب للزيادة في التنكيل ومحاولات التركيع البائسة فنها تعتقل من الشعب المعتقل افرادا خلال الصدامات المستمرة ، ونحتار تصنيف الاعتقال من هو المعتقل درجة أولى ومن هو المعتقل درجة ثانية ؟

ولكن الثابت هو عروبة الارض

وهذه فلسطين أضحت بين اعتقال واحتلال ، ولكن لن تبقى المعادلة كذلك ، ولا بد من نهاية حتمية قاهرة للعدو .

وما يبدو ان اسرائيل تسعى بهذه الافعال لإطالة أمد وجودها وعمرها ، من جهة أخرى فان الفلسطينيين يزدادون اصرارا وثباتا وأن لا تراجع مطلقا في نهج الصمود والمقاومة ويدركون أن الاقصى والقدس وفلسطين لن تتحرر الا بأيديهم ويسواعدهم ، وكنا نعتقد ان العدو يسير بخطة لعزل فلسطين عن محيطها العربي ،واي نجاح ديبلوماسي يبقى في أروقة الديبلوماسية ولن يمس الارادة الشعبية الفلسطينية ولا الارادة العربية .

فلسطين التي تعرضت لعدة احتلالات وسيطرة تامة عليها بقيت تلفظ كل محتليها وتبقى عربية الارض والشعب ، وعرض خارطة الاردن وفلسطين من هذا الوزير العنصري على انها دولتهم ، فهو قد أجاب على حقيقة تاريخية هي ان الارض والشعب عربيان في أصلهما وكل احتلال لهما هو وافد الى حين، ثم ينقشع ويلحق بسلاسل المحتلين السابقين ويبقى الاصل

وكل محطات التاريخ الفلسطينية هي محطات عربية تخللها احتلال ارض فلسطين لسنوات او قرون معدودة ، وما عرف التاريخ دولة يهودية الا تلك الدولة المنقسمة على بعضها في يهودا والسامرة لمدة حوالي سبعين سنة فقط .

ونفس التاريخ يكرر نفسه وكتب الله على القدس وفلسطين العذاب ، وكتب عليها احتلال ستكون نهايته على ارض فلسطين ،
دولة فلسطين قائمة بالعقل والوجدان ، دولة من تاريخ أصيل مقابل ما يدعى دولة لكنها من بندقية وكمامة غاز وكلبشات اعتقال . ، وشعب فلسطين مغروس في الارض وتاريخ فلسطين ينتج كل يوم سجل نضال وشهادة وبطولة .

وكأنني امام لوحة غنتها فيروز عام 1968 باسم زهرة المدائن لتقول " الغضب الساطع آت "

الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان

الغضب الساطع آتٍ سأمرُّ على الأحزان

(من كل طريق (آتٍ) بجياد الرهبة (آتٍ

(وكوجه الله الغامر (آتٍ آتٍ آتٍ

هي القدس مدينة السلام وسنبقى عربا نردد بصوت اهل فلسطين وساكني القدس نردد:

لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلّي

سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب

وستغسل يا نهر الأردن، وجهي بمياه قدسية

وستمحو يا نهر الأردن، آثار القدم الهمجية

القدس درب من مروا الى السماء ، ومن استشهد التاريخ على اسوارها ليس فقط من صلاح الدين الايوبي بل وصولا الى الجيش الاردني ،
ولكن دائما نسأل انفسنا ماذا يمكن أن نقدم ؟

وأردنيا قدمنا ونقدم وسنبقى نقدم ما يمكن ، ولكن هل سألنا العرب ماذا قدموا ؟؟ وهل نبرع بوقفات احتجاج ومظاهرات أمام من قدم وضحى ، ولا يوجد كلمة اعتراض واحدة أمام اكثر من عشرين علم عربي ؟؟؟

دمت يا وطني الاردن سيدا يقدم كل ما يمكن لاهلنا واخوتنا ، أعانكم الله والنصر لكم .