facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وداعا للجلباب!


حلمي الأسمر
17-12-2010 02:32 AM

الجلباب الشامي الذي انطلق في سبعينيات هذا القرن ، فانتشر في بلاد العالم العربي والإسلامي ، يبدو أنه في طريقه للانقراض ، ويخشى أن ينطبق عليه التعبير المعروف: "ساد ثم باد" ، فبعد أن كان هو الشكل الغالب في الشارع ، صار من النادر أن ترى فتاة ترتديه ، ولربما اقتصر ارتداؤه على عدد محدود من الفتيات والنساء الكبيرات،.

"عبقري" في الشر ذلك الذي اخترع "الحجاب" الجديد ، فأغرى فتياتنا برمي الجلباب واللهاث وراء غطاء رأس يتفننون في جعله مثيرا ، ثم بنطال ربما يعلوه معطف يطول أو يقصر حسب الحالة الجوية ومدى الالتزام ، وبالمحصلة صار هذا اللباس المحتشم (إلى حد ما،) ذريعة لرمي الجلباب التقليدي،.

المواصفة القياسية الشرعية للباس المرأة المسلمة ، جاءت على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ، بقولها أنه "لا يشف ولا يصف" مع العلم أن هذه "المواصفة القياسية" لا تنطبق على كل الألبسة "الشرعية" الموجودة في البلد،.

ولنعد الى القصة من أولها ، فالثوب الفلاحي الذي كانت ترتديه أمهاتنا وبناتنا في القرية والبادية ، في بلاد الشام تحديدا ، ملتزم بهذه المواصفة ، فهو لا يشف ولا يصف الى حد كبير ، أما نساء المدينة فلم يكن يعرن اهتماما "حرفيا" لهذه المواصفة ، فقد كن يرتدين لباسا أسود يصل الى ما تحت الركبة بقليل ، ويغطين وجوههن بقطعة قماش سوداء شفافة ، فيما جزء من سيقانهن كان مكشوفا أو موصوفا، وبعد حالة الصحوة أو "فورة التدين" التي جاءت بها ثورة الامام الخميني في نهاية السبعينيات ، وربما قبلها بقليل ، ابتدع اخوتنا الشوام لباسا اسلاميا جديدا هو "الجلباب" وهو أشبه ما يكون بالمعطف الطويل الذي يرتديه علماء الدين الاسلامي في بلاد الشام ، وقد شاع هذا اللباس على نطاق واسع جدا ، وتفنن الأتراك تحديدا في تحديثه وابتداع أنماط كثيرة منه ، حتى أن بعض الجلابيب الفاخرة تباع بعدة مئات من الدنانير ، وعلى هامش هذا الجلباب ، نشأ جلباب فريد ترتديه بعض النساء من أتباع بعض الحركات ، وهو قصير يصل الى ما دون الركبة بقليل ، فيما ترتدي النساء الملتزمات به جوارب سميكة تخفي ما يظهر من الساقين ، أما "الزي الشرعي" المحدث الذي استهوى فتياتنا ، ولا يُعرف عبقري الشر الذي ابتدعه ، فهو فاتن أحيانا أكثر مما هو ساتر،.

ملف الحجاب في بلادنا جزء من الملف الاجتماعي الذي يشغل بال أسرنا ، وغياب الحركة الاسلامية والدعاة والمرجعيات الاسلامية عنه ، يفسح المجال لاجتهادات خاطئة ، خاصة وأن هناك تغيرا مناخيا في بلادنا ، يستدعي تدخلا ما لابتداع أزياء شرعية ملتزمة ومريحة للمرأة ، خاصة العاملة التي تضطر للتنقل في حر الصيف اللاهب وزمهرير الشتاء القارص،.

Hilmias@gmail.com

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :